هونغ كونغ - رويترز، ا ب - وصل الان غرينسبان رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الاميركي الى هونغ كونغ امس في وقت تمر به اسواق آسيا بموجة من النشاط، لكن الزيارة تأتي مع ازدياد القلق من عامل رئيسي من عوامل انتعاش هذه الاسواق وهو ضعف الدولار الاميركي. وقال جيفري باركر كبير الاقتصاديين في مؤسسة "درسندر كلينوورت بنسون آسيا" انه يعتقد ان سياسة الدولار الاميركي الضعيف المتصلة بتيسير الائتمان لا يمكن استمرارها من وجهة النظر اليابانية والاميركية على السواء. ويرجع كثيرون الى غرينسبان الفضل في انتعاش اسواق الاسهم في آسيا حينما بدأ تخفيض اسعار الفائدة الاميركية في اواخر أيلول سبتمبر الماضي. ومهما يكن من امر فان المحللين وعلى نحو متزايد يحذرون من ان الظروف السهلة للائتمان لا يمكن الابقاء عليها بسبب الدولار الذي هبطت قيمته بنسبة 30 في المئة الى نحو 111 ينا من مستوى مرتفع قدره 147 ينا في آب اغسطس قبيل اول تخفيض من ثلاثة تخفيضات لاسعار الفائدة الاميركية. وكانت مخاوف من خفض قيمة العملة في البرازيل واثار هذا الخفض على الامريكتين حفزت السلطات النقدية الاميركية على تلك التخفيضات لاسعار الفائدة التي اضطرت المتعاملين الى تصفية ما لديهم من عقود شراء الدولار ما ساعد على صعود الين. وساعد هذا بدوره على استقرار عملات اسيا وهبوط اسعار الفائدة الاسيوية، وفجر انتعاش الاسهم الاسيوية الامر الذي يتعارض مع المنطق التقليدي بالنظر الى ان معظم اقتصادات آسيا مازالت في الواقع مشلولة من جراء ديون هائلة وبنوك فاسدة. وقال باركر: "ساعد هذا ضعف الدولار الامير آسيا ولكني اتساءل هل هو في مصلحة اليابان". واضاف ان قوة الين، التي ساعد عليها طرح العملة الاوروبية الموحدة اليورو، ستعزز انكماش الاقتصاد الياباني وانه "كارثة" من منظور عام واحد لثاني اكبر اقتصاد في العالم الذي يحتاج احتياجا شديداً الى دعم الصادرات. وبالنسبة للولايات المتحدة، فان ضعف الدولار رفع بالفعل سندات الخزانة الامر الذي سيرفع تكاليف تمويل العجز في ميزان المعاملات الجارية الذي من المتوقع ان يرتفع الى 2.8 في المئة على الاقل من اجمالي الناتج المحلي لعام 1998 او نحو 253 بليون دولار. والامر الاكثر اثارة للقلق هو ان تلك العوائد المرتفعة للسندات الاميركية قد تضر قريبا بالاسعار في سوق الاسهم الاميركية التي اصبحت الان ذات اهمية حيوية للاقتصاد الاميركي الذي يحركه طلب المستهلكين. وقال باركر: "انه امر لا يمكن استمراره ولا جدوى من محاولة التخمين متى يحدث تغير في السياسة لكنهم في نهاية الامر سيتعتين عليهم الكف عن تيسير الائتمان لمنع هبوط شديد للدولار". وقد يكون ذلك نذيرا بنهاية انتعاش اسواق آسيا التي قفزت بعضها أكثر من مئة في المئة بالقيمة الدولارية منذ اول تخفيض لاسعار الفائدة الاميركية في اواخر ايلول من العام الماضي. ومن المحتمل الان انه فات الاوان لاستغلال الظروف العالمية الحميدة التي ساعد غرينسبان في ايجادها. وبالاضافة الى القلق على توجيه الدولارالاميركي، كان هناك تدهور واضح للاوضاع الاقتصادية العالمية الاسبوع الماضي. فالبرازيل، ثامن اكبر اقتصاد في العالم، عادت لتطفو على السطح مرة اخرى مثيرة المخاوف حينما اعلنت ميناس جيريسي ثالث اكبر ولاياتها التوقف عن سداد الديون لمدة 90 يوما. وزادت ولاية ريو دي جانيرو من مخاوف السوق من احتمال خفض قيمة العملة بقولها انها تحتاج الى اعادة التفاوض على بعض من اعباء ديونها. ويعقد غرينسبان اليوم اجتماعاً مع حكام المصارف المركزية في عدد من الدول الآسيوية يحضره رئيس البنك المركزي الاوروبي ويم دويزنبرغ وذلك في مقر بنك التسويات الدولية في هونغ كونغ. ويغادر غرينسبان هونغ كونغ غداً الى بكين. وسلطت الصين الاضواء على مشاكلها الاسبوع الماضي محذرة من ان الاقتصاد المحلي ضعيف وان معدل نمو الصادرات قد يصبح سلبيا هذه السنة. وقال باركر ان هناك عدداً من احداث الاسواق الصاعدة التي تنتظر الحدوث خلال جولة غرينسبان في الصين التي قاومت حتى الان ضغوطاً من اجل خفض قيمة عملتها اليوان. واضاف باركر ان تحسين احوال السيولة العالمية ساعد على تخطي بعض التصدعات لكن الاقتصاد العالمي مازالت ترهقه حالات التوقف عن سداد الديون. غير ان هناك وعياً متزايداً بهذه المخاطر بين زعماء العالم ومنهم غرينسبان. وقال ابيجيت شاكرابورتي المحلل في مؤسسة "اتش. اس. بي. سي" للاوراق المالية: "السلطات النقدية العالمية وكذلك صندوق النقد الدولي تعلموا فيما يبدو دروسا من روسيا وآسيا. وهم هذه المرة اصبحوا اكثر استعداداً. لكننا يجب ان نتذكر ان المخاطر قائمة".