تراجع زعيم الاتحاد المسيحي الديموقراطي ادموند شتويبر عن تصريحات حول فوز حزبه في الانتخابات، واعترف بعد استكمال فرز الاصوات صباحاً، بتقدم الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي عاد ليحتل اكبر عدد من المقاعد في البرلمان 251 مقعداً في مقابل 248 للاتحاد. وكرست تلك النتيجة انتصار المستشار غيرهارد شرودر وعودته الى الحكم التي كان ضمنها في اللحظات الاولى من اعلان النتائج، بفضل الفوز الباهر الذي حققه شريكه حزب الخضر بزعامة يوشكا فيشر. بعد الإعلان رسمياً عن فوز الحزب الاشتراكي الديموقراطي وحزب الخضر بغالبية مقاعد البرلمان الفيديرالي الالماني امس، اعلن المستشار غيرهارد شرودر بعد اجتماع لقيادة حزبه انه سيشكل حكومة بالتحالف مع حزب الخضر وزعيمه وزير الخارجية يوشكا فيشر، ليتابعا سوياً المهمات التي تنتظر المانيا على مدى السنوات الأربع المقبلة. وتوقع شرودر ألا تدوم المشاورات بين الحزبين طويلاً مضيفاً انه "تنتظر الحكومة الجديدة قرارات مهمة وصعبة في اوروبا". وشدد على ان الاتحاد المسيحي "لم يحقق ولا هدف من اهدافه الانتخابية، ولم يصبح القوة الأكبر في البرلمان ولم يتسلم الحكم، بل حققنا نحن في المقابل كل اهدافنا، إذ بقينا الحزب الاكبر وسنحكم ايضاً". وحاول شرودر امس التخفيف من التوتر في العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة، فشدد على انه كان وراء شعار "التضامن اللامحدود" مع اميركا، إلا انه اكد ان معارضته للحرب على العراق لن تتغير. واعلن ان وزيرة العدل هرتا دويبلر غميلين التي قيل انها شبهت اساليب الرئيس الأميركي جورج بوش بالزعيم النازي ادولف هتلر، قررت العزوف عن تولي اي حقيبة وزارية في الحكومة المقبلة. وقال شرودر الذي كان يتحدث خلال مؤتمر صحافي ان وزيرة العدل ابلغت زعماء الحزب الاشتراكي الديموقراطي خلال اجتماع عقد امس، انها لن تشارك في الحكومة الجديدة. واضاف: "اعتقد وهذا اهل للاحترام، انها لا تريد تحميل البداية الجديدة عبء ما حدث". وكان الحزب الاشتراكي الديموقراطي فاجأ الجميع بعد فرز كامل الأصوات صباحاً، بتفوقه على الاتحاد المسيحي الذي نام اعضاؤه وأنصاره ليلاً على انه سيكون الحزب الأكبر في البرلمان واستفاقوا على ان حزب المستشار يتقدمهم بحوالى تسعة آلاف صوت تقريباً وبنسبة مئوية بلغت 5،38 في المئة لكل منهما، وهو امر لم يحدث سابقاً. وبفضل النجاح غير المتوقع للخضر، ذكرت مصادرهم انهم سيطالبون حليفهم الكبير الاشتراكي الديموقراطي بتمثيل اوسع في التشكيلة الحكومية المقبلة. ولمح الأمين العام للحزب الاشتراكي الديموقراطي فرانتس مونتيفيرينغ الى إمكان حصول الخضر على اربع حقائب بدلاً من ثلاث. وبالنسبة الى مونتيفيرينغ نفسه، ذكرت اوساط قيادة حزبه انه سيكون الرئيس الجديد للكتلة النيابية للحزب في البرلمان التي ستضم الآن 251 نائباً، فيما ستكون حصة الاتحاد المسيحي 248 نائباً. وستبلغ غالبية التحالف الاشتراكي - الأخضر 306 نواب في مقابل 295 نائباً للمعارضة، اي بزيادة احد عشر نائباً للحكومة. اما حزب الاشتراكية الديموقراطية، فتعرّض لخسارة كبيرة بعد حصوله على أربعة في المئة فقط ولن يتمثل في البرلمان إلا بنائبتين فازتا في دائرتيهما في برلين. وبلغت نسبة الناخبين 1،79 في المئة، وهي اقل من النسبة التي سجلت عام 1998بمعدل 2،3 نقطة. الاتحاد المسيحي وبعد تصريحاته المسائية التي اعلن فيها الانتصار في الانتخابات، عاد مرشح المعارضة ادموند شتويبر امس الى ارض الواقع مقراً بخسارته، لكنه تنبأ لحكومة المستشار بأنها لن تستمر اكثر من سنة، مشدداً على انها لن تكون قادرة على التغلب على المصاعب بعدد قليل من النواب. وقال: "اعتقد ان الحكومة لن تعمر طويلاً". وأعلن شتويبر انه سيتعاطى من الآن وصاعداً في شؤون البلاد العامة ولن يقصر عمله على ولايته بافاريا فقط حيث يرأس الحكومة. وتحدثت اوساط الاتحاد المسيحي عن تنافس داخل الحزب الديموقراطي المسيحي بين رئيسة الحزب آنغيلا مركل ورئيس الكتلة النيابية للاتحاد في البرلمان فريدريش ميرتس، لأن مركل تريد الحلول محله بموجب اتفاق سابق بينها وبين شتويبر. واحتفل حزب الخضر طوال الليل بنجاحه الباهر وغير المتوقع. وأكد زعيمه وزير الخارجية يوشكا فيشر ان الحزب سيتابع تحالفه مع الحزب الاشتراكي الديموقراطي لإجراء التغييرات الضرورية في البلاد. اما الحزب الليبرالي فأقر ايضاً بخسارته للانتخابات وعدم تحقيقه هدف الحصول على 18 في المئة. وقدم نائب رئيس الحزب يورغن مولمان استقالته امس من هذا المنصب بطلب جماعي من قيادة الحزب، بسبب الحملة التي قادها ضد اسرائيل والمجلس المركزي لليهود قبل ايام قليلة من الانتخابات.