برلين - رويترز - غيرت أحزاب المعارضة المحافظة في المانيا موقفها من العراق أمس ورحبت بتحذيرات المستشار غيرهارد شرودر للولايات المتحدة. وقال مايكل غلوسه، زعيم حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي وهو حليف قوي لادموند شتويبر الذي ينافس شرودر على منصب المستشارية ان الحزب يعتقد بأن اي تدخل عسكري في العراق يشكل "مخاطرة غير محسوبة". وصعد شرودر الذي يخوض معركة من أجل اعادة انتخابه في 22 أيلول سبتمبر نبرة معارضته للتوجه الاميركي الى ضرب العراق، في مؤتمرات انتخابية مما أكسبه تأييداً قوياً في بلد لديه نزعة عميقة نحو السلام. ووبخ شتويبر شرودر لانتقاده الولاياتالمتحدة في مناظرة تليفزيونية الاحد الماضي. الا ان تصريحات غلوسه اشارت الى تغير جوهري في موقف المعارضة. وأعلن غلوسه "في ظل الظروف الراهنة فإن رأينا هو ان أي تدخل سيجلب معه مخاطر غير محسوبة"، مضيفاً ان شتويبر ينوي الادلاء ببيان عن العراق وقال: "على الاقل فان تفويضاً من الاممالمتحدة سيكون مطلوبا... لكن هذا لن يعني ان ترسل حكومة يقودها المحافظون تلقائيا قوات المانية لمهاجمة تلك الدولة". وصرح شرودر في مؤتمر انتخابي الثلثاء بأنه يعارض بشدة اي هجوم عسكري على العراق قائلا ان من الخطأ التفكير في توجيه ضربات وقائية الى بلد في منطقة تشهد بالفعل الكثير من العنف. ونظراً الى أن المخاوف من الحرب تمس عصباً حساساً في المانيا قبل اقل من شهر على الانتخابات اوضح شرودر انه لا يؤيد افكار نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني الذي دعا الى توجيه ضربات وقائية الى العراق. ويحظى موقف شرودر المعادي للحرب بشكل متزايد بتأييد من يوشكا فيشر وزير الخارجية زعيم حزب الخضر الذي وصف ما دعا اليه تشيني بأنه "خطير جدا وخاطئ". وكان تشيني حذر من خطر وقوع اسلحة الدمار الشامل العراقية في ايدي ارهابيين وقال: "ان مخاطر عدم التحرك اكبر بكثير من مخاطر التحرك، لكن شرودر فند تلك الحجة في كلمة القاها في حشد انتخابي في مدينة بريمن الغربية. وقال: "ما زلنا بعيدين عن تحقيق السلام في الشرق الاوسط... والحديث عن هجوم على العراق الآن خطأ... والمانيا بقيادتي لن تشارك في ذلك". وفي خطاب انتخابي آخر في وقت لاحق في مدينة بوتسدام قرب برلين رفض شرودر توبيخ المعارضة المحافظة له بسبب انتقاداته للولايات المتحدة. وقال: "لسنا في حاجة الى المزيد من الحرب في الشرق الاوسط. اننا في حاجة الى المزيد من السلام... المعركة ضد الارهاب العالمي لم تنته بالنصر بعد ولا يجوز تعريض التحالف الذي تشكل من أجلها للخطر". وانتقد شتويبر الذي يتفوق في معظم استطلاعات الرأي بفارق ضئيل موقف شرودر قائلا ان "رفض بدائل نظرية والرضوخ لضغط صدام حسين موقف غير مسؤول".