عزف المستشار الالماني جيرهارد شرويدر على نغمة الاشتراكية الديمقراطية الاصيلة عندما هاجم رجال الاعمال الجشعين في آخر حملاته الانتخابية قبل إجراء الانتخابات العامة التي تشهدها ألمانيا اليوم /الاحد/ حيث يواجه الزعيم الالماني منافسة ضارية. وهاجم شرويدر في صوت أجش في خطابه الاخير عقب كثير من الخطب التي ألقاها طيلة حملته الانتخابية كبار رجال الاعمال الذين يتطلعون فقط إلى تعبئة جيوبهم بالاموال بينما العمال يهيمون بلا عمل في الشوارع . كما انتقد المستشار الالماني المؤسسات التجارية لفشلها في توفيرالتدريب للمبتدئين الجدد في العمل، مؤكدا أنها بذلك تقوض الدعامة التي نقف عليها جميعا . ولوح أنصار شرويدر أثناء كلمته بلافتات كتب عليها ثابر على ذلك، جيرد . وجيرد هو شكل مألوف من لقب جيرهارد. وبينما جزء كبير من الحملة الانتخابية هيمنت عليه ضوضاء الحرب وإصرار شرويدر على أن أي قوات ألمانية لن تشارك في أي عملية عسكرية في العراق، فإن المستشار الالماني لمس هذه القضية بسرعة، خلال خطابه الاخير، مؤكدا أن السياسة الالمانية يتم إقرارها في برلين فقط. وقوبل شرويدر بعاصفة من التصفيق من جانب أنصاره الذين اكتظت بهم قاعة فيستفالين هوله في دورتموند عندما قال أريد الاستمراربنفس وزيرخارجيتي الحالي. ورغم أن وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر من حزب الخضر، فإنه يحظى بتأييد قوي بين جمهور القاعدة من أعضاء وأنصار الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وتعتبر دورتموند معقل الحزب الاشتراكي الديمقراطي غربي ألمانيا حيث يوفر حزام المصانع هناك ذخيرة من الاصوات الانتخابية للحزب. ويقول محللون سياسيون إن أي إقبال كبير في انتخابات اليوم من المرجح أن يساعد الاشتراكيين الديمقراطيين بدرجة أكبر في سباق انتخابي تظهر فيه استطلاعات الرأي أن الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض يتساوى بدرجة أكبر أو أقل مع الاشتراكيين الديمقراطيين، وذلك من حيث التأييد. وكان رئيس الوزراء السويد جوران بيرسون الذي فاز في الانتخابات العامة في بلاده منذ أسبوعين، قد خاطب مؤيديه في خطاب حماسي في ألمانيا بأن أوروبا تحتاج إلى الاشتراكية الديمقراطية أكثر من أي وقت مضى. وأضاف بيرسون أن أحزابا أخرى تشدد على المساواة أو التنمية بينما يتطلع الاشتراكيون الديمقراطيون إلى إعمال المساواة والتنمية معا. من ناحية اخرى أظهر استطلاع جديد للرأي أجري يوم الجمعة أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة المستشار جيرهارد شرويدر خسر تأييدا. إلا أن شرويدر لا يزال يحتفظ بنسبة تفوق ضئيلة على متحديه الرئيسي في الانتخابات، وهو منافسه المحافظ إدموند شتويبر عن الائتلاف المسيحي الديمقراطي المعارض في البلاد. وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجرته وكالة فورسا للانباء أن نسبة تأييد الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة شرويدر تتراوح بين 38.5 و39.5 في المائة بانخفاض عن نسبة 40 في المائة كان يتمتع بها الحزب قبل يومين فقط. أما نسبة تأييد الائتلاف المسيحي الديمقراطي بزعامة شتويبر فتتراوح بين 37 إلى 38 في المائة بعد أن كانت 38 في المائة قبل يومين فقط أيضا. وأشارت فورسا إلى أن هامش الخطأ في نتائج هذا الاستطلاع تبلغ نسبته ثلاثة في المائة بالزيادة أو النقصان. كما أظهر الاستطلاع أن حزب الخضر الشريك الاصغر في ائتلاف شرويدر يحظى بنسبة تأييد تتراوح بين 6.5 إلى 7.5 في المائة مقابل نسبة تتراوح بين سبعة إلى ثمانية في المائة حصل عليها الحزب الديمقراطي الحر الذي يتطلع شتويبر إلى تشكيل تحالف معه من يمين الوسط. وأشار الاستطلاع إلى فوز الشيوعيين السابقين، الذين يمثلهم حاليا حزب الاشتراكية الديمقراطية على نسبة تأييد تتراوح بين أربعة إلى 4.5في المائة، وهو ما يعني أنه من غير المرجح أن يتجاوز هذا الحزب عقبة نسبة الخمسة في المائة اللازمة للفوز بمقاعد له في البرلمان. إلا أنه بموجب نظام التمثيل النسبي للانتخابات في ألمانيا، فإن بوسع حزب الاشتراكية الديمقراطية ضمان الفوز بمجموعة من المقاعد في البرلمان إذا فاز بثلاثة تكليفات مباشرة.