دُمر مبنى الحكومة الشيشانية في غروزني في عملية انتحارية، هي الأكبر من نوعها، وأدى الحادث إلى مقتل أو جرح أكثر من 100 شخص، ووجهت اتهامات إلى قادة حركة المقاومة بتنظيم العملية من أجل احباط الاستفتاء على الدستور الجديد. وعلى الفور اتهم رئيس الادارة الشيشانية الموالية لروسيا احمد قديروف الرئيس الشيشاني الانفصالي اصلان مسخادوف بأنه وراء التفجير. وفي تطور لافت، أعلنت فرنسا ان متشددين اسلاميين اعتقلتهم في ضواحي باريس في الاسبوعين الماضيين خططوا لمهاجمة مصالح روسية خصوصاً السفارة الروسية في العاصمة الفرنسية. وذكر بيان لوزارة الداخلية الفرنسية ان تحقيقات الشرطة دلّت الى ان بعض هؤلاء تلقى تدريبات في ممرات بانكيسي على الحدود الروسية - الجورجية حيث التقوا مع قادة عسكريين شيشان ومسؤولي عمليات كبار في تنظيم "القاعدة". واوضح البيان ان المجموعة المؤلفة من تسعة اشخاص والتي وصفتها الوزارة بأنها "عملانية" تم تفكيكها "كما تم احباط المشروع الذي كانت تخطط له". راجع ص 8 وتمكنت شاحنة من طراز "كاماز" وسيارة جيب من اختراق حواجز عدة تحيط بالمبنى الذي يضم مقرات الإدارة المدنية الرئاسة والحكومة وعدد من الوزارات في غروزني، وانفجرتا على بعد أمتار منه، مخلفتين حفرة عمقها خمسة أمتار وقطرها عشرة. وذكر شهود عيان أن المبنى، المؤلف من أربعة طوابق، انهار وبدا كأنه تعرض لغارة جوية عنيفة، كما أدى انفجار زهاء طن من الديناميت كان على الشاحنة إلى احتراق السيارات الواقفة قرب المبنى وتدميرها. ونقلت وكالة "ايتار تاس" الرسمية عن وزارة شؤون الطوارئ، ان عدد القتلى بلغ 41، إضافة إلى أكثر من 100 جريحاً، وتوقع أن يكون العدد النهائي "أكبر بكثير". فيما نقلت وكالة "انترفاكس" عن مصدر في بلدية غروزني انه "لم يسلم سوى أفراد قلائل من بين 200 شخص كانوا في المبنى". ويتوقع أن يكون بين القتلى والمصابين عدداً من كبار المسؤولين في الحكومة والإدارة المدنية، إلا أن رئيس الإدارة أحمد قادروف ورئيس الوزراء ميخائيل بجابيتش لم يكونا في مقر الحكومة. وذكر قادروف أنه "يعرف حق المعرفة" أن اصلان مسخادوف، الذي وصفه بأنه "الرئيس السابق للنظام"، هو "المنظم والملهم" للعملية، وهدفه تفجير الوضع واحباط الاستفتاء على دستور الجمهورية الشيشانية الذي تقرر أن يجري في آذار مارس المقبل. إلا أن متحدثاً باسم أجهزة الأمن قال لوكالة "ايتار تاس" إن وراء الحادث القائد الميداني الراديكالية شامل باسايف الذي كان أعلن مسؤوليته عن احتجاز رهائن في مسرح موسكو في تشرين الأول اكتوبر الماضي. وأضاف المتحدث أن باسايف عمل بالتعاون مع "أبو الوليد" الذي يوصف بأنه "خليفة" الأمير العربي خطاب الذي لقي مصرعه في وقت سابق. واعتبر المتحدث أن "أبو الوليد" هو "من كوادر تنظيم الاخوان المسلمين" المتطرفة. وطلب الرئيس فلاديمير بوتين من الوزارات المختصة تقديم مساعدات عاجلة إلى السلطات المحلية في غروزني التي فرضت فيها اجراءات أمنية مشددة. كما اعتمدت اجراءات مماثلة في موسكو، وبدأ تفتيش السيارات عند مداخل الهوية وفحص الهويات في شوارعها. وفي لندن اف ب وصف احمد زكاييف مبعوث الرئيس مسخادوف الهجوم الانتحاري بأنها "عملية انتقام ناجحة ضد المباني الاكثر حماية في الشيشان والتي يعتبرها الشيشان هدفا استراتيجياً"، لكنه نفى تورط الرئيس الشيشاني فيه، وقال في حديث مع اذاعة "اصداء موسكو" ان القوات المسلحة الشيشانية الرسمية "لا تلجأ الى الانتحاريين". واضاف ان هذه العملية "تؤكد مرة اخرى ان الوضع في الشيشان بعيد كل البعد عن التطبيع ولذلك لا يزال مسخادوف يدعو الى الحوار السياسي".