اعترف مسؤول روسي بأن المشكلة الشيشانية لا حل عسكرياً لها، فيما لمحت موسكو إلى احتمال عقد لقاء بين الرئيس أصلان مسخادوف والمفتي أحمد الحاج قادروف الذي عيّن رئيساً للإدارة الموقتة في الجمهورية. وذكر الجنرال فيكتور كازانتسيف، الذي قاد القوات الفيديرالية في الشيشان خلال ستة أشهر ثم عين ممثلاً لرئيس الدولة في القوقاز، ان "الأساليب العسكرية وحدها ليست كافية لمكافحة التشكيلات المسلحة غير الشرعية" في الشيشان. ودعا إلى التفاوض مع "المترددين"، فهناك "آفاق لنجاح الاتصالات" بين هؤلاء والمفتي قادروف. ومن جانبه، لم يستبعد النائب الأول لرئيس هيئة الأركان العامة فاليري مانيلوف لقاء بين مسخادوف وقادروف. لكنه شدد على أن هذا اللقاء "لن يكون مفاوضات سياسية أو اجتماعاً لعقد هدنة". وشدد الجنرال مانيلوف على ان "استسلام" مسخادوف هو "الموضوع الوحيد الذي يمكن أن يناقش". ويذكر ان الرئيس الشيشاني كان رفض في حديث إلى اذاعة "الحرية" الأميركية اللقاء مع قادروف ودعا الشعب الشيشاني إلى مقاطعته بوصفه "عميلاً" لموسكو. وأعلن أمس 43 من كبار موظفي الإدارة الموقتة في الشيشان استقالتهم احتجاجاً على تعيين قادروف. ووجه محافظ غروزني وعدد من رؤساء الإدارات المحلية الذين عينتهم السلطات الفيديرالية رسالة ثانية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلبوا فيها أن يقابلهم لوقف حملة الاستقالات التي قالوا إنها ستؤدي إلى "نسف الاستقرار". وفي أول حديث له إلى التلفزيون المحلي، أعرب قادروف عن استعداده لمقابلة مسخادوف شرط أن يعلن سلفاً نيته إلقاء السلاح ووقف الحرب. وخلافاً لما ذكره الجنرال مانيلوف، فإن قادروف شدد على أن المباحثات مع مسخادوف يحتمل أن تشمل شروط وقف النار والعمليات العسكرية واحلال السلام في الجمهورية. وتتناقض هذه الدعوة إلى التفاوض مع تصريحات أدلى بها قادروف إلى صحيفة "ترود" ووصف فيها مسخادوف بأنه "جبان". وقال إن الرئيس الشيشاني تراجع عن نيته التصدي ل"التأثيرات الدينية الأجنبية" بعدما تعرض لمحاولة اغتيال. وأضاف ان مسخادوف لم يعد يحق له أن يسمى رئيساً لأنه "يكتنز المال فيما الشعب يتضور جوعاً". واتهم مسخادوف بتأسيس مصرف وشراء فيلا في تركيا ب400 ألف دولار. بيد أن مصادر أمنية روسية أكدت ان مسخادوف ما برح يستند إلى قاعدة واسعة من المقاتلين. وذكر الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي ان المعلومات المتوفرة لدى موسكو تفيد بأن الشيشانيين قد ينظمون سلسلة عمليات كبرى تتزامن مع انعقاد الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي. وكانت القيادة العسكرية ذكرت ان عدد المقاتلين الشيشانيين الذين يحملون السلاح يقدر ب2300، منهم 500 في غروزني. ويورد المسؤولون الروس أرقاماً تناقض معلومات سابقة وتتقاطع معها. فقد ذكرت القيادة أمس ان عدد المسلحين الشيشانيين في بداية الحرب كان 20 ألفاً وكانت لديهم 20 دبابة و55 مدرعة. وقبل شهر أعلن الجنرال مانيلوف ان العدد تقلص إلى 2000، وذكر ان القوات الفيديرالية "تبيد يومياً" بمعدل 20 مقاتلاً، وفي ضوء ذلك، فإن الحرب ينبغي ان تنتهي في غضون شهر، لكن الأمر يبدو غير محتمل حتى الآن