اتهمت الحكومة السودانية زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" جون قرنق بإفشال لقاء رتّب له الرئيس النيجيري اوليوسيغون أوباسانغو وكان يفترض ان يجمع النائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه مع قرنق، للمرة الاولى في أبوجا، ولمناقشة القضايا العالقة في مفاوضات السلام السودانية وابرزها مشاكل قسمة السلطة والثروة. وكان المبعوث الخاص لاوباسانغو الرئيس النيجيري السابق ابراهيم بابانغيدا تولى مهمة الحصول على موافقة الطرفين خلال جولة قادته الى الخرطومونيروبي، والتقى خلالها الرئيسين السوداني عمر البشير والكيني دانيال اراب موي، واختتمها بالعودة الى نيجيريا وبرفقته زعيم التمرد في جنوب السودان وزوجته ريبيكا. وعلم أن قرنق أمضى عطلة عيد الميلاد في ضيافة اوباسانغو في مزرعته في ضاحية لوكا القريبة من مدينة لاغوس. وفسر الجهد النيجيري بأنه يأتي ضمن جهود شملت عقد مسؤولين اميركيين لقاءات مع وفدين من الحكومة و"الحركة الشعبية" في واشنطن، بهدف تضييق شقة الخلاف تمهيداً لاستئناف الجولة الثالثة من مفاوضات السلام السودانية في نيروبي منتصف الشهر المقبل. وقال مسؤول سوداني رفيع المستوى ل"الحياة" أمس إن اتفاقاً تم مع المبعوث النيجيري على عدم مناقشة اي قضايا حسمت في مفاوضات مشاكوس في كينيا وان يتم التركيز على القضايا العالقة لتهيئة الاجواء لعقد جولة المفاوضات المقبلة. وعلم ان الاقتراح الاول كان يركز على جمع البشير وقرنق الا ان الخرطوم رأت ان ذلك ليس مناسباً في هذه المرحلة، وبدت متأثرة بتجربة الهجوم على توريت بعد اللقاء الاول بين الرئيس السوداني وزعيم المتمردين. وتوقع مسؤول آخر أن يلتقي البشير قرنق في وقت لاحق اذا حقق اجتماع قرنق وعلي عثمان تقدما في اتجاه اقرار السلام. ويكتسب اللقاء الجديد الذي قال مسؤول في الرئاسة النيجيرية أ ب، إنه سيتم اليوم الجمعة، اهمية خاصة بسبب الجدل الواسع في شأن الشخصية التي تتولى المنصب الثاني في الدولة. وتعرض الخرطوم تعيين قرنق نائبا للرئيس يكون مسؤولاً عن الجنوب، فيما يصبح علي عثمان نائباً للرئيس مسؤولاً عن ادارة الحكومة المركزية رئيس وزراء، ولا تمانع في تسمية قرنق نائبا اول شرط أن لا تؤول اليه خلافة الرئيس في حالتي الغياب الموقت او الدائم. لكن "الحركة الشعبية" تصر على أن يصبح قرنق نائبا أول كامل الصلاحيات، ولا تمانع حينذاك في ان يصبح علي عثمان نائباً ثانياً. ورافق علي عثمان الى نيجيريا امس، وزير الخارجية مصطفى عثمان اسماعيل ومستشار الرئيس للسلام غازي صلاح الدين.