إنضم اقليم في شرق السودان الى منطقتين أخريين في المطالبة بمنحه حق تقرير المصير وكلّف زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" جون قرنق التفاوض باسمه في الجولة المقبلة من مفاوضات السلام السودانية. وستخصص هذه الجولة مطلع الشهر المقبل للبحث في قضية "المناطق المهمشة" التي أثارها قرنق وتتعلق بثلاث مناطق هي جنوب النيل الازرق شرق وجبال النوبة غرب ومنطقة ابيي المتاخمة للجنوب. واختتم في ديم منصور في شرق السودان "المؤتمر الاستشاري لمنطقة جنوب النيل الازرق" القريبة من الحدود مع اثيوبيا الذي نظمته "الحركة الشعبية". وأكمل قرنق بذلك تحركاً شعبياً واسعاً قاده في "المناطق المهمشة" الثلاث استعداداً للجولة المقبلة من المفاوضات مع الخرطوم. وعقد قرنق مؤتمراً مشابهاً في منطقة جبال النوبة في غرب البلاد في الفترة من 5 الى 7 الشهر الجاري، كما اعتمد نتائج مشاورات مع مؤيديه في منطقة ابيي. وخرج مؤتمر النيل الازرق بتوصيات مثيرة للجدل، اذ قرر تغيير اسم المنطقة الى اسم "إقليم الفونج" وهو اسم مملكة قديمة كانت في هذه المنطقة. وقال الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان ل"الحياة" أمس أن المؤتمر اعتبر أن "الموارد والارض في الاقليم ملك لشعبه، واستغلالها يتم بالتشاور معه. ولأهل الاقليم الحق في تقرير المصير أثناء الفترة الانتقالية. وطالب بأن يحكم خلال هذه الفترة بقوانين الحركة الشعبية، وان يكون له حكم ذاتي وحكومة منتخبة تابعة للحركة الشعبية". وفوض المؤتمر"وفد الحركة الشعبية الى مفاوضات السلام البحث في قضية اقليم الفونج والتوصل الى اتفاق في شأنها". وحضر المؤتمر الذي استمر يومين ممثلون لبريطانيا والنروج وايطاليا، وشارك في افتتاحه المبعوث البريطاني الى السودان ألان غولتي الذي انتقل الى الخرطوم امس. من جهة أخرى، قال عرمان انه "لا توجد اي ترتيبات لعقد لقاء بين قرنق والنائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه"، يكون بديلاً من لقاء عرضت كينيا ترتيبه بين قرنق والرئيس عمر البشير. واوضح أن "الترتيبات التي تولاها الرئيس الكيني دانيال آراب موي هدفت الى عقد لقاء بين قرنق والبشير في 14 الشهر الجاري. وبالفعل وصل قرنق الى نيروبي لهذا الغرض، وابلغنا أن برنامج البشير لا يسمح بحضوره. هذه قضايا جادة وتحتاج الى تعامل جدي".