أجرى الرئيس السوداني عمر البشير امس محادثات مع الرئيس النيجيري السابق ابراهيم باباغيندا الذي وصل الى الخرطوم مبعوثاً شخصياً للرئيس اولوسيغون اوباسانغو وركزت المحادثات على دور ابوجا في مساعي احلال السلام في السودان واحتواء الازمة الديبلوماسية بين البلدين التي نتجت عن لقاء زعيم حزب الامة الصادق المهدي وزعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" جون قرنق بوساطة نيجيرية الخميس الماضي. ارسلت نيجيريا وفداً رفيع المستوى الى الخرطوم بعد ثلاثة ايام من انتقاد وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل السبت القيادة النيجيرية على دورها في تنظيم لقاء بين الزعيمين المعارضين الصادق المهدي وجون قرنق من دون اخطار الخرطوم. وقال اسماعيل ان الرئيس النيجيري اولوسيغون اوباسانغو لم يطلع الحكومة السودانية على مساعيه، وان هناك حاجة لاستجلاء "الدور النيجيري الغامض". واستقبل الرئيس عمر البشير الموفد ابراهيم باباغيندا وهو رئيس سابق لنيجيريا ووزير الخارجية تسولي ولامبيدو امس وتسلّم منهما رسالة من نظيره النيجيري. واعرب البشير عن تقديره لجهود نيجيريا لدفع مساعي السلام، مؤكداً حرص السودان على مواصلة تلك الجهود والتنسيق بين البلدين تفادياً لحدوث تضارب مع المبادرات الاخرى. وعن صلة زيارة مبعوث الرئيس النيجيري مع التساؤلات التي أثارها السودان عن لقاء المهدي وقرنق، قال اسماعيل للصحافيين ان "استفسار الحكومة لم يكن قدحاً في الجهود النيجيرية بل حرصاً على تكامل جهود الحكومتين، وحتى تكون الخرطوم على علم بتفاصيل جهود ابوجا". ورفض وصف تلك الجهود بأنها مبادرة واعتبرها "مساع لاحلال السلام ودفع مسيرته". واختتم الوفد زيارته بعد لقاءات مع عدد من المسؤولين بعد الاجتماع مع البشير. الى ذلك، رحّب حزب المؤتمر الوطني الشعبي المعارض الذي يتزعمه الدكتور حسن الترابي في بيان صحافي بلقاء المهدي وقرنق، واعتبر انه "كسر اعلان الحكومة احتكار التفاوض مع الحركة الشعبية لتحرير السودان". ورأى ان "التحرك الشعبي الفعّال نحو اقرار التحول الديموقراطي من شأنه محاصرة الخيار العسكري وعزل الذين يتمسكون به، لكن التضييق على القوى التي اختارت التحرك السلمي من شأنه تقوية متطرفي القوى المحاربة ما سيعني استمرار الحرب ونزيف الدم". على صعيد آخر، قدّم حزب الامة امس روايته للقاء المهدي وقرنق في حضور اوباسانغو الذي انفض من دون اتفاق. وتبادل الحزبان بعده اتهامات وانتقادات. واوضح الحزب في بيان اصدره مسؤول ملف الجنوب في الحزب عبدالرسول النور الموجود في الدوحة حالياً ان المهدي قدم في لقاء سابق مع اوباسانغو تصوره للحل السلمي للمشكلة السودانية وان الرئيس النيجيري اعتبر ان النقاط التي قدمها المهدي "معقولة وتصلح اساساً لاتفاق شامل ووعد ببذل جهود مع قرنق". واضاف ان اوباسانغو وجه دعوة عاجلة الى المهدي للقائه في ابوجا وان المهدي "فوجئ بدعوة قرنق الى اللقاء ذاته". وزاد ان المهدي قدّم تصوره الذي يتلخص في "اتفاقية سلام مؤسسة على قرارات المعارضة في حزيران يونيو 1995، وتحول ديموقراطي، وآلية لضمان تنفيذ ما اتُفق عليه". وحمل الحزب بعنف على قرنق موضحاً ان "قرنق فوجئ مثل المهدي باللقاء المشترك، وانصبّ كل همّه على ان للمهدي وحزب الامة أجندة كسب سياسي وان الآراء المطروحة ستورطه في اتفاق مع الحكومة السودانية لم يستعد بعد لقبوله. فهو لا يمانع من اتفاقات تعزّز المواجهة مع الحكومة حتى مع أعدى أعدائه لكنه يرفض اي اتفاقات يمكن ان تؤدي الى اتفاق شامل. ولما كانت النقاط في حدّ ذاتها واضحة وعادلة فانه تجنب الحديث عنها وفتح ملفات غير مطروحة مثل الخلاف في شأن نداء الوطن بين المهدي والبشير ورأى فيه، والخلاف في شأن التجمع الوطني الديموقراطي وغيرها. لكن فات عليه تماماً ان موقفه البارد من النقاط الثلاث المطروحة يكشف موقفه امام الرأي العام السوداني الذي يؤيد هذه النقاط بشدة، الرأي العام العالمي الذي يراها معقولة، والرئيس اوباسانغو الذي اعتبرها عادلة. والحقيقة انه تجنب الرد على جوهر النقاط وناور لتعطيلها بفتح ملفات بائدة وما زاد من كشف موقفه واحراجه". من جهة اخرى واصل المهدي امس لقاءاته مع المسؤولين القطريين واجتمع مع وكيل وزارة الخارجية القطرية السيد عبدالرحمن العطية وبحث معه في "قضايا محل اهتمام مشترك". واستقبلت الشيخة موزه المسند زوجة امير قطر رئيسة المجلس الاعلى للادارة الدكتورة مريم الصادق المهدي رئيسة قطاع الشباب في الحزب. وجرى عرض موضوعات تتعلق بتنمية قطاع المرأة ومشاركتها في تنمية المجتمع.