اشترط رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في خطاب أمام مؤتمر قيادة المنظمات اليهودية في العالم المنعقد في القدس، التوصل إلى سلام فلسطيني إسرائيلي فقط باعتراف الفلسطينيين «بشرعية الدولة اليهودية»، الأمر الذي اعتبره مراقبون محاولة التفافية متعمدة على مسار عملية السلام. ونقلت صحيفة «هآرتس» العبرية الصادرة أمس عن نتنياهو قوله أمام مؤتمر القادة اليهود الذي ينظمه معهد يهودي، إنه: «فقط، عندما يكون شركاؤنا في السلام مستعدين للاعتراف بشرعية الدولة اليهودية، فهم بذلك يبدون توجها لإنهاء الصراع ولسلام دائم مع إسرائيل»، مفندا: «سيكون بإمكان إسرائيل الحفاظ على السلام فقط من خلال ترتيبات أمنية ميدانية، والسلام الوحيد الذي بالإمكان الحفاظ عليه هو السلام الذي بالإمكان الدفاع عنه». من جهته، اعتبر رئيس دائرة المفاوضات في السلطة الوطنية الفلسطينية صائب عريقات أن موقف السلطة لم ولن يتغير حول رفض الاعتراف بالدولة اليهودية، فيما رفض عرض نتنياهو جملة وتفصيلا. واسترسل أن جميع مناورات رئيس الوزراء الإسرائيلي انكشفت، والعالم يحمله مسؤولية فشل المفاوضات بسبب استمرار الاستيطان. يذكر أن المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل علقت في 27 سبتمبر الماضي، عقب استئناف البناء الاستيطاني، ورفض نتنياهو مطالب دولية وبينها أمريكية بتمديد تجميد البناء الاستيطاني لشهرين أو ثلاثة أشهر. من ناحيتها، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس إن التوقعات في مكتب نتنياهو ترجح التوصل إلى اتفاق مع الإدارة الأمريكية حول استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بعد الانتخابات المتوسطة للكونجرس التي ستجري في بداية نوفمبر المقبل. وكشفت مصادر فلسطينية عن تقديم نتنياهو عرضا جديداً بشأن موضوع الاستيطان، الذي يقف عقبة في طريق استئناف المفاوضات التي انطلقت مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي في واشنطن وتوقفت في نهايته، بسبب إصرار الحكومة الإسرائيلية على استئناف البناء الاستيطاني بعد انتهاء فترة التجميد الجزئي والمؤقت. ووفقا لما نقلته المصادر، فإن الجانب الأمريكي أبلغ السلطة الفلسطينية باقتراح إسرائيلي يتضمن الشطر الثاني منه بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة شرع في بنائها فور انتهاء فترة التجميد في 26 من سبتمبر (أيلول) الماضي.