مطارات الدمام تدشن مطارنا أخضر مع مسافريها بإستخدام الذكاء الاصطناعي    ديوانية الأطباء في اللقاء ال89 عن شبكية العين    البنك المركزي الروسي: لا حاجة لإجراءات طارئة لدعم قيمة الروبل    الحملة الشعبية لإغاثة الفلسطينيين تصل 702,165,745 ريالًا    الجبلين يتعادل مع الحزم إيجابياً في دوري يلو    "أخضر السيدات" يخسر وديته أمام نظيره الفلسطيني    حرمان قاصر وجه إهانات عنصرية إلى فينيسيوس من دخول الملاعب لمدة عام    الأهلي يتغلب على الوحدة بهدف محرز في دوري روشن للمحترفين    أمير منطقة تبوك يستقبل رئيس واعضاء مجلس ادارة جمعية التوحد بالمنطقة    مدني الزلفي ينفذ التمرين الفرضي ل كارثة سيول بحي العزيزية    مدني أبها يخمد حريقًا في غرفة خارجية نتيجة وميض لحظي    أمانة القصيم توقع عقداً بأكثر من 11 مليون ريال لمشروع تأهيل مجاري الأودية    ندى الغامدي تتوج بجائزة الأمير سعود بن نهار آل سعود    «سلمان للإغاثة» يختتم المشروع الطبي التطوعي للجراحات المتخصصة والجراحة العامة للأطفال في سقطرى    6 مراحل تاريخية مهمة أسست ل«قطار الرياض».. تعرف عليها    محرز يهدي الأهلي فوزاً على الوحدة في دوري روشن    المملكة تفوز بعضوية الهيئة الاستشارية الدولية المعنية بمرونة الكابلات البحرية    القادسية يتفوق على الخليج    نعيم قاسم: حققنا «نصراً إلهياً» أكبر من انتصارنا في 2006    النصر يكسب ضمك بثنائية رونالدو ويخسر سيماكان    "مكافحة المخدرات" تضبط أكثر من (2.4) مليون قرص من مادة الإمفيتامين المخدر بمنطقة الرياض    الجيش السوري يستعيد السيطرة على مواقع بريفي حلب وإدلب    خطيب المسجد النبوي: السجود ملجأ إلى الله وعلاج للقلوب وتفريج للهموم    السعودية تتسلّم مواطنًا مطلوبًا دوليًا في قضايا فساد مالي وإداري من روسيا الاتحادية    «الأونروا»: أعنف قصف على غزة منذ الحرب العالمية الثانية    الشؤون الإسلامية تطلق الدورة التأهلية لمنسوبي المساجد    والد الأديب سهم الدعجاني في ذمة الله    خطيب المسجد الحرام: أعظمِ أعمالِ البِرِّ أن يترُكَ العبدُ خلفَه ذُرّيَّة صالحة مباركة    وكيل إمارة جازان للشؤون الأمنية يفتتح البرنامج الدعوي "المخدرات عدو التنمية"    وزارة الرياضة تُعلن تفاصيل النسخة السادسة من رالي داكار السعودية 2025    المياه الوطنية و sirar by stcيتفقان على تعزيز شبكة التكنولوجيا التشغيلية في البنية التحتية لقطاع المياه    التشكيلي الخزمري: وصلت لما أصبو إليه وأتعمد الرمزية لتعميق الفكرة    الملحم يعيد المعارك الأدبية بمهاجمة «حياة القصيبي في الإدارة»    تقدمهم عدد من الأمراء ونوابهم.. المصلون يؤدون صلاة الاستسقاء بالمناطق كافة    طبيب يواجه السجن 582 عاماً    «كورونا» يُحارب السرطان.. أبحاث تكشف علاجاً واعداً    ذوو الاحتياجات الخاصة    اكتشافات النفط والغاز عززت موثوقية إمدادات المملكة لاستقرار الاقتصاد العالمي    انطباع نقدي لقصيدة «بعد حيِّي» للشاعرة منى البدراني    عبدالرحمن الربيعي.. الإتقان والأمانة    رواد التلفزيون السعودي.. ذكرى خالدة    روضة الآمال    فصل التوائم.. البداية والمسيرة    «متلازمة الغروب» لدى كبار السن    "راديو مدل بيست" توسع نطاق بثها وتصل إلى أبها    بالله نحسدك على ايش؟!    رسائل «أوريشنيك» الفرط صوتية    حملة توعوية بجدة عن التهاب المفاصل الفقارية المحوري    أمير تبوك يستقبل المواطن مطير الضيوفي الذي تنازل عن قاتل ابنه    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الدورة ال 162 للمجلس الوزاري التحضيري للمجلس الأعلى الخليجي    إنسانية عبدالعزيز بن سلمان    أمير حائل يعقد لقاءً مع قافلة شباب الغد    أكدت رفضها القاطع للإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.. السعودية تدعو لحظر جميع أسلحة الدمار الشامل    محمد بن عبدالرحمن يشرّف حفل سفارة عُمان    رئيس مجلس الشيوخ في باكستان يصل المدينة المنورة    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس السابق لأركان الجيش العراقي فتح ل"الحياة" دفاتر الحاضر والماضي . الخزرجي : انتفاضة الجنوب احبطت خطة عسكريين للاستيلاء على السلطة وضباط استوحوا حادث المنصة لاغتيال صدام خلال عرض عسكري2
نشر في الحياة يوم 29 - 11 - 2002

يعترف الفريق أول ركن نزار الخزرجي الرئيس السابق لأركان الجيش العراقي ان الرئيس صدام حسين "استاذ في فن البقاء"، لكنه يرى ان الظروف قد تكون مختلفة هذه المرة. ويشير الى ما ردده صدام مرات عدة من أنه يحتفظ بالرصاصة الأخيرة في مسدسه لنفسه وان الحالمين بإزاحته لن يتسلموا، في حال نجاحهم، إلا التراب والرماد.
ويرى الخزرجي ان إزاحة صدام ممكنة بضغوط دولية تدعم انتفاضة الجيش والشعب، ويكشف ان عسكريين خططوا مرات عدة لإطاحة الرئيس العراقي، وأدى افتضاح مخططاتهم الى اعدامهم.
ويذكر الرئيس السابق للأركان ان مشاعر الذل والإهانة التي شعر بها العسكريون العراقيون اثر الهزيمة في حرب الكويت دفعت عدداً من الضباط الى الاتفاق على سحب وحداتهم الى بغداد والاستيلاء على السلطة فيها. ويضيف ان اندلاع الانتفاضة في الجنوب واستهداف الوحدات العسكرية هناك أخر التنفيذ فتسربت أخبار الخطة واستدعى صدام الضباط وأعدمهم.
كما يكشف الخزرجي ان ضباطاً من عشيرة الجبور كانوا ينوون اغتيال صدام خلال عرض عسكري في 6/1/1990 مستوحين حادث المنصة الذي أودى بحياة الرئيس أنور السادات، لكن باستخدام الدبابات هذه المرة. وقال ان الخطة اكتشفت قبيل بدء العرض وتبعتها اعدامات.
وتوقع ان يتولى قصي نجل الرئيس العراقي السلطة في حال غياب والده فجأة من دون سقوط النظام، لكنه استبعد ان يدوم حكم قصي طويلاً. وهنا نص الحلقة الثانية:
كيف تقدر قوة الجيش العراقي اليوم قياساً على ما كانه في 1991؟
- دعني اقول هنا ان نقطة الضعف الرئيسية في 1991 كانت دفع الجيش الى حرب لم يردها. لذلك لم يقاتل. لم يكن الجيش يريد القتال كانت القضية واضحة لجهة عدم عدالتها. لم تكن للعراق مصلحة في الحرب ولم نكن نقاتل عدواً اعتدى علينا.
اذا هاجم الاميركيون العراق هل يقاتل الجيش الآن.
- اشك ان يقاتل فعلياً خصوصاً اذا قطعت الاتصالات بين صدام وكبار العسكريين.
ما هي القوة الضاربة في الجيش العراقي؟
- الحرس الجمهوري والحرس الخاص لا يزالان افضل من الجيش الذي تعب وانهك.
ما هو حجم الحرس الجمهوري؟
- حوالى سبع فرق اي في حدود 150 الف عسكري.
واسلحته؟
- لديه افضل اسلحة الجيش. لكن حتى الاسلحة التي في حوزته صارت قديمة ومتخلفة ولا تسمح بأي قتال شبه متكافئ.
والقوة الجوية العراقية؟
- صفر. فلنقل انها منهكة الى حد كبير.
هل تتوقع ان تستيقظ ذات يوم وتسمع ان انقلاباً وقع في العراق؟
- ممكن. لكن بعض التصريحات الذي يصدر في هذه الايام من نوع الدعوة الى محاكمة الضباط لا تساعد، الضابط موظف في جهاز اسمه المؤسسة العسكرية. ما ذنب القائد حين يتلقى الاوامر في بلد يعرف الجميع مصير من يعصي الامر فيه. معظم الضباط عناصر وطنية جاؤوا الى الجيش لخدمة وطنهم وهم يشاركون الشعب طموحه في قيام عراق ديموقراطي.
محاكمة صدام
هل انت مع محاكمة صدام حسين والمحيطين به؟
- اتمنى ان نتمكن من القاء القبض عليه حياً ومعه المجموعة الضالعة في الارتكابات. هذه المجموعة المحدودة المحيطة به. هناك اسماء اوردتها منظمة "اندايت" التي حددت 12 اسماً بالدرجة الاولى مات احدهم وهو حسين كامل. وحددت 29 من السياسيين وبعض القادة الذين تعتبر ان لهم دوراً في الايذاء. محاسبة هؤلاء منطقية. اما سائر عناصر الجيش والقوات المسلحة فيجب استقطابها لمصلحة التغيير.
هل يستسلم؟
هل تتوقع ان يستسلم صدام حسين وانت تعرفه شخصياً؟
- هذا الامر مستبعد ربما. لكن تحدث اوضاع يصعب التكهن بردود فعل الانسان عليها شجاعاً كان ام جباناً. من الناحية المبدئية يفترض ان لا يستسلم لكنني اقول انه شخص متشبث بالحياة وقد يتوهم ان لديه فرصة للنجاة وان تكن ضئيلة في ضوء جرائمه. يحمل صدام حسين مسدسه باستمرار. وقال اكثر من مرة ان الطلقة الاخيرة فيه سيصوبها الى رأسه. اي انه لا يستسلم. وقال ايضاً ان على الناس الذين يحلمون بازاحتي ان لا يتوقعوا تسلم العراق الذي يريدون فنحن لن نترك لهم الا التراب والرماد.
على من يرتكز نظام صدام حسين حالياً؟
- انه يراهن على شخصه اولاً وعلى اقاربه والمقربين منه وعلى القوى الامنية.
وعلى الحرس الجمهوري؟
- نعم ولكن اعتقد بأن شرارة التغيير ستنطلق من الحرس الجمهوري بالذات.
الفساد في الجيش
كنت رئيساً للاركان هل شعرت ان الفساد نخر الجيش العراقي؟
- بالتأكيد. تدخل الجيوش الحروب في مناخ معين وتخرج منها في آخر بعدما تكون تأثرت بعوامل عدة بينها مدة الحرب وطريقة ادارتها والجو العام. طول الحرب اثر على معنويات الجيش فضلاً عن الانتكاسات والخسائر. ثم ان الحرب استدعت اشراك جميع العراقيين تقريباً ومن الطبقات والفئات المختلفة. بعض الذين استدعيوا الى الخدمة كان له علاقات بمواقع مؤثرة وبالتالي حدثت وساطات. وعندما ارسل الجيش الشعبي الى الجبهة، ولو في مواقع خلفية، تأثرت فكرة الانضباط الصارم التي تميز الجيوش النظامية، وعندما بدأوا يرسلون الناس الى الجبهة بالقوة تقريباً حصلت مداخلات ورشاوى. وخاف بعض الناس على اولاده وسعى الى تجنيبهم المواقع الامامية والخطرة.
هل تعتقد بأن كبار العسكريين ضلعوا في الصفقات؟
- في الثمانينات كان الجيش منشغلاً تماماً بالحرب. اذا حصلت لاحقاً فلا اعتقد بأنها حصلت على شكل واسع.
هل هناك "صندوق اسود" لتعزيز ولاء كبار الضباط ام ان المساعدات تأتي من الرئيس؟
- لم يكن هناك مثل هذا الصندوق. لكن صدام حسين كان يساعد "اصدقاء صدام حسين" اي الذين نالوا اكثر من ثلاثة اوسمة، وهذه كانت تعتبر مكرمة من الرئيس. هذه المساعدات كانت تأتي في مناسبات عدة بينها يوم الجيش وعيد الثورة اي نحو عشر مناسبات في السنة. وخلال الحرب كان يعطي القادة سيارة كل سنة او اثنتين.
عمليات التصفية
كيف يضمن صدام ولاء كبار العسكريين؟
- في الحرب كانت هناك غلبة للمشاعر الوطنية اذ كان هناك شعور بأن العراق يدافع عن نفسه أو أرضه. صحيح انه كان المبادر في بداية الحرب لكن ايران رفضت لاحقاً وقف اطلاق النار وانتقلت الحرب الى داخل الاراضي العراقية.
وخارج الحرب؟
- هنا بدأت عمليات التصفية، خرج الجيش العراقي منتصراً من الحرب. عاد الضباط منها مرفوعي الرأس، فقد شاركوا في معارك طاحنة. هذا الشعور لدى كبار الضباط اثار قلق السلطة فبدأت عمليات الاعدام والتصفية والابعاد.
التصفيات شملت عسكريين من اي مستوى؟
- قادة فيالق وفرق وألوية، اعدم كثيرون.
هل يمكن القول ان العشرات من كبار العسكريين اعدموا؟
- عددهم اكثر من عشرات. ربما عشرات من كبار العسكريين اضافة الى مئات من الضباط الآخرين. وللانصاف اقول ان الجيش قدم الكثير من التضحيات في محاولته الانتفاض على سلطة صدام حسين.
محاولات انقلابية
ما هي المحاولات التي تذكرها؟
- هناك محاولة مجموعة اللواء الطبيب راجي التكريتي واعدم بسببها معاون قائد القوة الجوية الفريق سالم بصّو. وهو من ابرز الضباط والطيارين في العراق. اكتشفت المحاولة قبل تنفيذها اذ تسربت معلومات عن طريق جهات عربية كانت تربطها علاقات بالعراق، وثمة من تحدث عن قيام اطراف معارضة بإبلاغ النظام. كما اعدم بسببها اللواء الركن طيار حسن خضر ملا عطو واللواء الطبيب راجي التكريتي ومجموعة كبيرة من المدنيين. وقد خطط هؤلاء لاطاحة النظام وتشكيل حكومة جديدة. اعتقد ان ذلك كان في 1993.
حصلت ايضاً حركة سميت مؤامرة اللواء محمد مظلوم وكان طياراً. اكتشفت المحاولة قبل تنفيذها واعدم أفراد المجموعة.
محاولة تكرار حادث المنصة
احبطت محاولة اثناء عرض عسكري للجيش في 1990. اكتشفت هذه المحاولة قبيل الشروع في التنفيذ، اي قبل وقت قصير من بدء عرض عسكري في 6/1/1990 يحضره صدام حسين. استوحت المجموعة حادث المنصة الذي ادى الى اغتيال انور السادات وقررت تنفيذه باستخدام الدبابات. اي ان تقترب الدبابات خلال العرض وتقصف المنصة بغرض قتل صدام واعضاء القيادة. هذه المحاولة قبل غزو الكويت. شاركت في الخطة مجموعة من الضباط معظم افرادها من عشيرة الجبور. اكتشفت الخطة قبل بدء الاستعراض واعدمت مجموعة من الضباط اذ ان بينهم من ضبط متلبساً بالاستعداد لتنفيذ المهمة.
حصلت محاولة انتفاض في معسكر ابو غريب، سارعت قوات موالية من الحرس الجمهوري والحرس الخاص الى مواجهتها ونجحت في اخمادها داخل المعسكر. وهذه حصلت في منتصف التسعينات. دارت الاشتباكات في معسكر من اعمدة البث التابعة للتلفزيون العراقي وتأثر البث لبعض الوقت. اعدم جميع المشاركين في المحاولة.
ثم هناك خطة عرقلتها الظروف. بعض القادة العسكريين الذين آلمهم ما تعرض له الجيش العراقي بفعل مغامرة الكويت قرروا ان ينسحبوا من مواقعهم وان يستمروا في الانسحاب الى بغداد نفسها لاطاحة صدام. شاءت الظروف ان تندلع الانتفاضة في الجنوب وان يتعرض المشاركون فيها للوحدات العسكرية التي راحت تدافع عن نفسها. تأجل تنفيذ الخطة بسبب الوضع القائم على الارض فتسربت تفاصليها الى صدام. الذي ارسل في طلب الضباط المشتبه بهم واعدمهم. وبين هؤلاء اللواء الركن عصمت صابر وهو ضابط شجاع من القوات الخاصة وسبق ان عمل معي واللواء بارق حاج حنطة. كان حظ هذه الخطة سيئاً. فللنجاح لا بد للجيش من ان يلتحم بالناس. حصلت الانتفاضة ودخل الجيش في مواجهات هناك. الحقيقة ان قطعات عسكرية كانت مهيئة للزحف على بغداد وبينها قطعات من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة.
اسباب الفشل
هل حصلت محاولات داخل الحرس الجمهوري؟
- لا فائدة من الخوض في هذا الموضوع حالياً.
لماذا كشفت معظم الخطط قبل تنفيذها؟
- هناك عوامل عدة اولها نظام الرقابة الامنية على الوحدات العسكرية، والنظام العراقي يعطي الاولوية لامنه ويسهر على هذا الموضوع. وبهذا المعنى هناك اختراقات كثيرة تفتح باب الوشايات والايقاع بمن يعارض النظام. والثاني حماسة الضباط العراقيين وعدم تنبه بعضهم الى ضرورة كتمان السر تماماً ابان فترة التحضيرات. والثالث هو ان النظام لا يضرب المشتبه بهم فقط بل يبادر الى ضرب العناصر التي تعتبر غير صديقة الامر الذي يمنع التقاء القوى.
اخطر المحيطين بصدام
لم يصل اليه احد ولم تطلق عليه النار؟
- لم يصل احد.
عبد حمود مقرّب منه؟
- جداً وهو رجل خطر جداً ويعرف الكثير من اسرار صدام. انه من اقرباء الرئيس ومن الموثوق بهم، وهو من اخطر العناصر الموجودين حالياً. وهو يهتم بأمن الرئيس واموره.
لو اردنا تعداد اخطر الرجال في التركيبة الحالية؟
- اضافة الى صدام هناك قصي وعبد حمود ورجال المهمات القذرة على حسن المجيد.
المدنيون في الجيش
هل كانت هناك حساسية في الجيش بين كبار العسكريين من جهة والمدنيين الذين منحوا رتباً عسكرية رفيعة او راكموا الرتب بسبب ولائهم؟
- الحساسية اكيدة. موجودة مثلاً في تشكيلات الحرس. هناك مع كل آمر عنصر مدني تابع للامن الخاص التابع لقصي صدام حسين. وظيفة هذا المدني متابعة الامور ومراقبة الآمرين والضباط والجنود ولهذا يسميه العسكريون الاستاذ. الضباط يشعرون بالانزعاج والامتعاض ويسخرون من مدنيين انتدبوا لمهام لا علم لهم بها الا من زاوية كتابة التقارير او من اشخاص دخلوا الجيش برتبة جندي ومن دون تحصيل علمي او ثقافة ثم تمت ترقيتهم الى رتبة فريق، مثلاً علي حسن المجيد، ابن عم الرئيس، كان جندياً ثم اصبح برتبة فريق اول ركن وتولى وزارة الدفاع او حسين كامل الذي كان جندياً عادياً ثم اصبح برتبة فريق اول ركن واعطي حقيبة الدفاع او عزة ابراهيم الذي يتولى الآن منصب نائب القائد العام. انه مدني اصلاً وعمله بائع ثلج ثم منح رتبة فريق اول ركن. هذه مهزلة صارخة ان تدفع جندياً جاهلاً او شبه جاهل وتمنحه رتبة عسكرية يقتضي الوصول اليها المرور بدورات وكليات حربية وخبرات نظرية وميدانية.
هل لعلي حسن المجيد رصيد في الجيش؟
- العناصر التي اشرت اليها هي عناصر مكروهة جداً. الرصيد في الجيوش يتأتى من النجاح العسكري والانضباط الصارم وتحمل المسؤولية والاهتمام بالمرؤوسين وتقديم القدوة. تلك العناصر مكروهة لانها تعاملت مع العسكريين بعنجهية وفوقية تهين مشاعر العسكريين.
المشكلة ليست فقط في ان هذه العناصر لا تفهم طبيعة العمل وسياقاته ومستلزماته بل ايضاً اصرارها على فرض وجهة نظرها والاعتماد على القوة كاسلوب تعامل مع ميل الى استخدام العنف. لهذا كانت هناك اوامر اعتباطية لا سابقة لها في تاريخ الجيوش ادت الى العرقلة وشعور بالاهانة. انها مأساة ان يصبح الولاء المطلق الاعمى هو المعيار الوحيد وعلى حساب الكفاءة والخبرة وقواعد العمل في المؤسسات.
هل هناك شعور بالغبن في الجيش حيال ما يسمى امساك مجموعة تكريت بالقرار؟
- واضح ان المجموعة المنتمية الى تلك المنطقة موزعة في مواقع متميزة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً. لكن يجب الا نبالغ في الحديث عن دور مجموعة لجهة التأثير في القرار. القرار بيد رجل واحد هو صدام حسين اما الرجل الثاني فهو قصي وفي السابق كان حسين كامل نجح في لعب دور الرجل الثاني.
نهب الكويت
حكي الكثير عن عمليات نهب نفذتها عناصر من الجيش العراقي في الكويت؟
- النهب الرئيسي المنظم كان من فعل الحاشية، الاولاد والصهر وبعض الاشقاء وعلي حسن المجيد. عندما بدأ هؤلاء بهذه الممارسات شعر عدد من العسكريين ان الباب مفتوح. ثم ان جزءاً من النهب كان عملية منظمة للسيطرة على الوزارات والمعدات والامكانات. لو لم تقدم العناصر القيادية على ممارسات من هذا النوع لما تجرأ الآخرون.
المخابرات في الجيش
من هم ابرز من تولوا المخابرات في الجيش العراقي؟
- برزان التكريتي اخ غير شقيق للرئيس العراقي. تولى المخابرات لفترة طويلة ومنح صلاحيات واسعة وكانت علاقته آنذاك جيدة بالرئيس.
طبعاً الرجل الذي بنى المخابرات هو صدام حسين بنفسه. بدأت تحت تسمية العلاقات العامة في 1968 وتشكلت اساساً من جهاز في الحزب يعرف ب"جهاز حنين" وكان يشرف عليه صدام حسين قبل عودة البعث الى السلطة. كانت مهمة هذا الجهاز حماية الحزب والتعرض للآخرين. وكان يضم مجموعة من الشبان القبضايات والقساة. اعتقد بأن اول من تولى هذا الجهاز كان سعدون شاكر.
هل تقوم المخابرات بأعمال تصفية وقتل؟
- شراسة النظام ليست موضع شك؟
كم كان حجم التعذيب في العراق؟
- التعذيب موجود لكن في العراق هذه المسائل تتداول همساً ويفضل الناس عدم التحدث عنها. في الخارج تكشفت لنا اشياء كثيرة وبينها عمليات تعذيب بشعة. الجيش في الثمانينات كان منشغلاً بالحرب ولم نكن نتابع مثل هذه المسائل.
قصي أخطر من عدي
ما هي أهمية دور نجله قصي حالياً؟
- قصي شخصية خطيرة جداً. إنه أخطر بكثير من عدي. يمكن القول إن عدي شخص غير متوازن. اعطي قصي صلاحيات واسعة. ادخل إلى القيادة القطرية للحزب ونائباً لوالده في المكتب العسكري للحزب. أصبح مسؤولاً عن كل الأجهزة الأمنية والمشرف على الحرس الخاص والحرس الجمهوري. صلاحيات هائلة وهو بطبعه قاسٍ لا يتردد ولا يتورع عن شيء. مذ كان مراهقاً تدرب على القسوة المفرطة وممارسات القتل والتعذيب. تدرب على أيدي والده وسعدون شاكر المدير السابق للمخابرات. عدي دوره أقل وتضاءل أكثر بعد اصابته. لديه مجموعة "فدائيي صدام" ووسائل إعلام لكن دوره أقل من دور شقيقه.
لنفترض ان صدام اغتيل أو توفى، من يمسك النظام؟
- قصي ولكن لفترة قصيرة. لا يستطيع الاستمرار طويلاً. شخص بعيد عن الناس، يعيش في جزيرة أمنية ويسوي أموره بالوسائل العنيفة. لم يتعلم لغة أخرى.
وأشقاء صدام؟
- إذا غاب صدام ولم يحدث تغيير سيكون هناك صراع داخل العائلة ونزاع على الفريسة. أهمية برزان هنا أنه يسيطر على أموال العائلة. أما نفوذه في الجيش والمؤسسة الأمنية فقد تراجع كثيراً، وقد ابعد الذين كانوا أعوانه يوم كان يدير المخابرات.
وعزة ابراهيم!
- يؤدي التحية ويكون تابعاً ذليلاً للابن كما هو الآن تابع للأب. لكن هذا النوع من الناس في القيادة القطرية سيوفر الشرعية الحزبية لتولي قصي.
تتحدث على أساس أن موضوع الوريث محسوم؟
- نعم المسألة محسومة.
وطارق عزيز؟
- لا يريدون منه أكثر من تهدئة النار التي تندلع ضدهم في الخارج. يستخدمونه كاطفائي للمساعدة في محاصرة النار التي يشعلها طيش النظام،
اجراءات للبقاء
هل هناك احتمال أن يبقى صدام لفترة طويلة؟
- في هذه المرحلة أشك. لا شك أنه استاذ في فن البقاء، لكن الظروف مختلفة هذه المرة. إنه يثق بقدرته على تجاوز الصعوبات، ومن عادته تحريك الأوراق. الحقيقة انه بدأ جملة أعمال على المستويين الخارجي والداخلي. على المستوى الاقليمي يحاول تقديم رشاوى للأنظمة العربية عبر الصفقات التي تستنزف أموال العراق. على المستوى الدولي قبل القرار 1441 المتعلق بعودة المفتشين. في الداخل اطلق السجناء أو معظمهم. كما أتوقع أن يلغي مجلس قيادة الثورة وأن يحاول تشكيل حكومة من أحزاب يمارس بعضها معارضة خفيفة، أي تضم عناصر سنية وشيعية وكردية، وأن يحاول تخفيض بعض صلاحياته مع السماح بقدر من الحياة الحزبية وحرية الصحافة، وأن يعد دستوراً أقل تشدداً، أي أنه يريد أن يقول للغرب تخليت عن أسلحة الدمار الشامل وسلكت طريق التعددية والديموقراطية.
سجناء نهشتهم الكلاب
ألا تعتقد أن صدام محبوب من قبل قسم من العراقيين؟
- لا. ربما أحبوه سابقاً. العراقيون يخشونه ولا يحبونه. لم تبق عائلة عراقية لم تتعرض للأذى. هيمن على العراقيين لأسباب عدة، بينها الفترة الطويلة التي دامها عهده في الحزب والدولة والأجهزة، ثم أنه لا ينتظر الأدلة لضرب من يشتبه بهم، وهذا يزرع الرعب. إذا لم يكن راضياً عنك تشعر أنك دخلت دائرة القلق أو الخطر. والعنصر الآخر اعتماده أسلوب العقوبات الجماعية. العراقيون أهل الثورات والانتفاضات. في السابق كان الضابط يعتقد بأنه إذا حاول القيام بانقلاب سيعدم هو فقط. اليوم يفكر في ما سيلحق بعائلته برمتها إذ سيقتل الضابط بعد سجن وتعذيب. هناك سجناء نهشتهم الكلاب حتى الموت. ثم ينكل بعائلته كاملة وربما تعرض النساء، وهذا لدى العراقي شيء كبير وخطير. بعدها يبعد أقاربه من المناصب والمواقع. هذا يشمل أبناء العم والخال. هذا الاسلوب جعل العراقيين يخافون. في السابق كان الشخص يلتجئ إلى عائلته أو عشريته فتحميه. الآن يطالبونه بالابتعاد عنهم كي لا يذبحوا بسببه. رعب هائل. حتى مع الناس القريبين منه يتعامل صدام بأسلوب الاذلال وعلى غرار ستالين أيضاً. يأمر بتحويل الوزير إلى كاتب في مستودع أو مدرسة ويرغم على الدوام في عمله الجديد. قائد فيلق يجعله آمر فوج. يكسر معنويات الناس ثم يتفضل عليهم ويعيدهم إلى مواقعهم أو إلى أعلى ثم يزيحهم. تحطيم للنفوس. أحياناً يسجن الشخص ويعذب ثم يعاد إلى منصب متميز. هذا الأسلوب فرض حالة عامة من الرضوخ.
لو طلب منك أن تقول للضباط والعسكريين العراقيين كلمة، ماذا تقول فيها؟
- أقول إن القادة والضباط والعسكريين عناصر وطنية جاءت إلى القوات المسلحة لخدمة الوطن وهي تعرف ماذا يجري الآن. أعرف أنها تتعرض لضغوط كبيرة من النظام، لكنني اعرف ان هذه العناصر مستعدة في الوقت المناسب واللحظة المناسبة أن تكون طليعة التغيير بانضمامها إلى الشعب العراقي.
غداً حلقة ثالثة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.