الناصرة - "الحياة" - أجمعت تعليقات الصحف العبرية امس على ان رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون حقق "فوزاً كاسحاً" على خصمه اللدود ومنافسه على زعامة حزب "ليكود" اليميني بنيامين نتانياهو في أهم مواجهة علنية بينهما في اجتماع اللجنة المركزية للحزب، أول من أمس قبل اسبوعين من موعد الانتخابات الداخلية. وتوقعت أن يؤدي هذا الفوز "بالضربة القاضية" الى رفع فارق النقاط في استطلاعات الرأي المتوقع نشر نتائجها غداً الجمعة. واعتمد المعلقون في تقويمهم مقياس "التصفيق والهتاف" اذ استقبل شارون بحفاوة غير مسبوقة وبهتافات "اريك ارييل ملك اسرائيل"، فيما دوت القاعة بهتافات التحقير والاستنكار كلما أتى شارون على ذكر اسم منافسه وحين القى نتانياهو كلمته. ورأى المعلقون ان مهارات نتانياهو الخطابية لم تشفع له هذه المرة في استمالة مستمعيه الذين فضلوا شارون "الزعيم الرصين والمعتدل الذي يتمتع بحس المسؤولية" وهذا نجح في إرغام خصمه على تبني مواقف يمينية متطرفة اعتبرها لاحقاً مجرد شعارات، مضيفاً ان قيادة الدولة تتطلب التصرف بحصافة وروية وتقديم المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية والحزبية. ورد شارون على تعهد خصمه بطرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وتحسين الأوضاع الاقتصادية للاسرائيليين في حال انتخابه زعيماً للحزب ورئيساً للحكومة المقبلة بالقول ان "هزم الارهاب لا يتحقق عبر شهوة الانتقام أونثر وعود من دون رصيد أو بالشعارات، انما بدراسة كل خطوة بحذر ومسؤولية". وقال المعلق المعروف بن كسبيت لاذاعة الجيش ان كلا من المتنافسين تقمص شخصية الآخر من الماضي غير البعيد "شارون اصبح نتانياهو السابق والأخير أصبح شارون الذي عرفناه قبل ترؤسه الحكومة". واضاف ان من السابق لأوانه الجزم بأن المنافسة حسمت وأن من غير المستبعد "على رغم ان الأمل ضئيل" ان تنقلب الصورة رأساً على عقب، مشيراً الى انه ثبت في الماضي عدم دقة استطلاعات الرأي في أوساط المنتسبين للأحزاب. وأقر مؤتمر "ليكود" الاتفاق القاضي بأن يدرج الخاسر في المنافسة على زعامة الحزب في المكان الثاني على لائحة مرشحي الحزب للكنيست المقبلة لكن أوساطاً قريبة من نتانياهو شككت في نية شارون إبقاء نتانياهو وزيراً للخارجية في حكومته الجديدة في حال كلف تشكيلها. ولم يبدد تسريب من مكتب شارون بأنه ينوي تعيين نتانياهو وزيراً هذه الشكوك نظراً لعدم التعهد الواضح بتعيينه وزيراً للخارجية. ويسود الاعتقاد بأن شارون ينوي اسناد المنصب، في حال فشله في تشكيل حكومة وحدة وطنية يكون فيها ممثل حزب "العمل" وزيراً للخارجية، الى رئيس بلدية القدس الغربية ايهود اولمرت كما التزم إبقاء شاؤول موفاز وزيراً للدفاع. وفي مقابل الضجة الإعلامية حول ما دار في مؤتمر "ليكود"، اعتبرت التعليقات المناظرة المتلفزة بين المتنافسين الثلاثة على زعامة حزب "العمل" بنيامين بن اليعيرز وحاييم رامون وعمرام متسناع "دون التوقعات" وحفلت بمهاترات كلامية وتبادل الاتهامات والصراخ من دون أن يتيح كل منهم لمنافسيه فرصة إسماع رأيه وبرنامجه السياسي. وبدا كأن بن اليعيزر ورامون اللذين يتأخران في استطلاعات الرأي عن متسناع اتفقا على مهاجمته واعتباره مبتدئاً في السياسة يفتقد الى التجربة التي تؤهله قيادة الدولة. ورد متسناع بالقول انه لديه خبرة 30 سنة في الجيش الاسرائيلي قاد جيش الاحتلال في الضفة الغربية ابان الانتفاضة الأولى و10 سنوات في رئاسة بلدية حيفا، مضيفاً ان بن اليعيزر لم يفعل شيئاً في حكومة الوحدة الوطنية، "حكومة اللاشيء". ونقلت الصحف عن مسؤولين في الحزب قولهم ان المناظرة لم تساهم في انتشال الحزب من وضعية الهزيمة التي يعيشها منذ عامين والمتوقع ان تترجم في الانتخابات الوشيكة بخسارة 4-6 مقاعد من المقاعد ال26 في البرلمان الحالي.