الناصرة - "الحياة" - نجح رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون، كما كان متوقعاً، في احتواء التصدعات في ائتلافه الحكومي بإقناعه وزير الدفاع زعيم حزب "العمل" بنيامين بن اليعيزر وسائر وزراء الحزب بعدم الانسحاب من الحكومة على خلفية تفوهات نابية لوزير البنى التحتية زعيم حزب المتدينين القوميين مفدال ايفي ايتام ضد بن اليعيزر ونعته ب"الكذاب والجبان والأبله" لإقدامه على اخلاء احدى البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية. واكتفى شارون بتوبيخ ايتام وتحذيره من مغبة اطلاق تصريحات مماثلة في المستقبل رافضاً في الوقت نفسه تهديد بن اليعيزر بالانسحاب اذا لم يقدم شارون على اقصاء ايتام من منصبه. ولاحقاً لحس بن اليعيزر تهديده وقال انه لن يبقى في الحكومة في حال لم يبدّل ايتام سلوكه ولغته النابية. وكانت أوساط سياسية وصحافية استبعدت ان تؤدي المشادات الى انهيار الائتلاف الحكومي حيال رغبة بن اليعيزر البقاء في منصبه الرفيع، وزيراً للدفاع عشية الانتخابات لزعامة "العمل" الشهر المقبل وتمسكه بحكومة "الوحدة الوطنية"، بعكس موقف منافسيه على زعامة الحزب حاييم رامون وعمرام متسناع. وقال معلقون في الشؤون الحزبية ان بن اليعيزر "فطن فجأة" للبؤر الاستيطانية، وافتعل أزمة ائتلافية ليسجل نقاطاً لمصلحته علّه يحسن فرص فوزه في الانتخابات. لكن استطلاعاً جديداً للرأي بثت نتائجه اذاعة الجيش امس افاد ان 33 في المئة من ناخبي "العمل" يفضلون متسناع على بن اليعيزر الذي حصل على تأييد 20 في المئة، وجاء بذلك ثالثاً بعد رامون 26 في المئة. وقال رامون ان امتناع شارون عن اقالة الوزير المتطرف ايتام لم يفاجئه "لأنه في واقع الأمر يفضل طريق ايتام والمستوطنين المشاغبين والمتمردين على سيادة القانون وأمن الدولة". وزاد ان مواصلة "العمل" الجلوس في الحكومة مع رئيس عصابة مثيري الشغب، ايتام، يشكل وصمة عار في جبين "العمل". ورد ايتام بالقول انه لا يفكر بالاستقالة لأن حزبه "يلعب دوراً مهماً في الحكومة ويساهم مساهمة كبيرة". وقالت اذاعة الجيش ان توبيخ شارون لإيتام جاء ليمنح بن اليعيزر "شعوراً بإنجاز ما" عشية اجتماع حزب "العمل" لتحديد موقفه من مشروع الموازنة للعام المقبل.