الناصرة - "الحياة" - هدد رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون "المطلوبين" الفلسطينيين الذين غادروا مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله مع انسحاب جيش الاحتلال من محيطه، الاحد الماضي، بأن يد الجيش ستطالهم مضيفاً أنه واثق من قدرته على "وقف الارهاب الفلسطيني" في غضون الأشهر القليلة المقبلة ليتمكن من التقدم في المسار التفاوضي. وفي غضون ذلك، كشفت صحيفة "معاريف" عن اتصالات يجريها مبعوث خاص لشارون في احدى دول الخليج مع شخصيات فلسطينية مرشحة، اسرائيلياً لاستبدال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وكتبت الصحيفة ان شارون أفرغ نيران غضبه على وزير دفاعه بنيامين بن اليعيزر حين قرأ عناوين الصحف العبرية التي أفادت ان المطلوبين فروا من "المقاطعة" وقالت ان شارون اتهم بن اليعيزر بعدم تنفيذه التعليمات الواضحة بمنع خروج أي من المطلوبين واعتقال من يجرؤ على ذلك. وقالت الصحيفة ان شارون بدا غاضباً، أثناء مكوثه في العاصمة الروسية على الانتقادات التي وجهها وزراء "العمل" وقادة الجيش ووسائل الاعلام على تورط اسرائيل في اقتحام مقر الرئاسة وانه فنّد مزاعم بن اليعيزر وكأنه عارض العملية العسكرية، مشيراً الى أنه طرح بنفسه تفاصيلها عليه وسائر أركان حكومته. ودافع شارون عن قراره محاصرة الرئيس الفلسطيني معتبراً ذلك "حقاً مشروعاً" لاسرائيل في الدفاع عن نفسها وأنها لن تتردد في ممارسة هذا الحق في المستقبل أيضاً، مضيفاً أن رفع الحصار عن الرئيس عرفات لا يعني أنه بات يتمتع بحصانة! وعبّر شارون عن ثقته بأن العلاقات بين واشنطن وتل أبيب لم تتدهور وأن واشنطن تعلم انه كان بإمكان الجيش اقتحام المبنى حيث يوجد المطلوبون "لكنها تجنبت ذلك لتفادي نتائج بعيدة المدى". من جهته رفض بن اليعيزر الاعتراف صراحة بأن العملية كانت "خطأ فادحاً"، كما اعتبرها وزير الخارجية شمعون بيريز، وقال للاذاعة ان ما حصل يحتم على اسرائيل أن تتعلم درساً جيداً. وتابع ان الأخطاء واردة دائماً ما يستوجب حساباً مع النفس مضيفاً أن رفع الحصار لم يأت لاعتباره خطأ "انما لأن الولاياتالمتحدة مارست نفوذها علينا لنرفع الحصار وللحؤول دون عرقلة مساعيها الجدية لتحقيق هدفها حشد الدعم الدولي لضرب العراق وهو هدف يعنينا نحن أيضاً". وقال انه لا ينصح أحداً بأن يحسد المطلوبين الذين غادروا المقاطعة لأن اسرائيل ستعرف كيف ستلقي القبض عليهم. وعبر بن اليعيزر عن ثقته باستئناف ما وصفه "العملية التفاوضية" مع الفلسطينيين في اشارة الى ما يعرف ب"تفاهمات غزة وبيت لحم أولاً" لكن صحيفة "معاريف" نشرت نبأ عن اتصالات سرية يجريها رئيس جهاز "موساد" السابق افرايم هليفي مع شخصيات فلسطينية "بدعم ووساطة دولة ثالثة لا تقيم علاقات ديبلوماسية مع اسرائيل ويبدو أنها امارة خليجية". وزادت ان هليفي يجري بتكليف من شارون اتصالات مع مسؤولين فلسطينيين مرشحين لخلافة عرفات أو تبوء مناصب رفيعة في السلطة الفلسطينية "بهدف الالتفاف على الرئيس الفلسطيني". وأشارت الصحيفة الى أن مسؤولاً اسرائيلياً رفيع المستوى أكد النبأ.