أثارت تصريحات السفير الاميركي في بيروت فنسنت باتل أمس، بأن "في لبنان منظمات ارهابية"، وان بلاده سلمت لبنان وسورية، منذ مدة طويلة اللائحة التي تتضمن اسماء المجموعات والمنظمات التي تعتبرها الولاياتالمتحدة ارهابية، لغطاً في الوسطين السياسي والاعلامي. وأبلغت مصادر رسمية وقضائية وأمنية "الحياة" ان باتل يقصد اللائحة السنوية التي تصدرها الخارجية الاميركية عن المجموعات التي تعتبرها ارهابية، وهي غير مرتبطة بالهجمات الاخيرة على نيويوركوواشنطن، التي طلب المسؤولون الاميركيون معلومات بسببها عن مجموعات يعتقدون بأنها قد تكون متصلة بأسامة بن لادن، المتهم الرئيسي. وكشف مسؤول أمني وآخر قضائي ل"الحياة" أن المسؤولين في السفارة الاميركية في بيروت اهتموا في الأيام الأخيرة بالحصول على معلومات عن المجموعات المتطرفة التي كان الجيش اللبناني اشتبك معها في جرود الضنية شمال لبنان في 31-12-1999 وقتل بعض رموزها وقبض على بعض آخر يحاكم الآن، وفر آخرون مطلوبون للعدالة. وتردد ان اثنين من هذه المجموعات قد يكونا فرا الى مخيم عين الحلوة الفلسطيني في الجنوب. راجع الحلقة الثانية عن خلايا القاعدة في لبنان في الصفحة 10 وفصلت المصادر الرسمية بين التعاون اللبناني - الاميركي في هذا المجال وما جاء في تصريحات باتل، مشيرة الى انه قصد اموراً قديمة متصلة بحوادث حصلت ابان الحرب اللبنانية. لكن اسئلة عدة قفزت الى الواجهة أبرزها: هل تنوي واشنطن ان تعيد فتح ملفات لتنظيمات وشخصيات تصنفها ارهابية، وتعتقد بأن لها علاقة بحوادث حصلت اثناء الحرب اللبنانية التي انتهت في العام 1990؟ وكان باتل الذي قدم اوراق اعتماده قبل اسبوع قام امس بجولة بروتوكولية بدأها بنائب رئيس الحكومة عصام فارس واستكملها بزيارة نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي، ووزير الخارجية محمود حمود، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، انتهاء برئيس الحكومة رفيق الحريري. وسلمه رسالة من الادارة الاميركية "تتعلق بطلب اميركا من سائر الدول التعاون في مكافحة الارهاب". ولفت الحريري باتل الى "ضرورة ان تولي واشنطن اقصى الاهتمام لاعادة اطلاق العملية السياسية في الشرق الاوسط بالتوازي مع تحركاتها ضد الارهاب". وأكد "وجوب المقاربة الشاملة لعملية السلام المبنية على الشرعية الدولية والارض في مقابل السلام وقرارت الاممالمتحدة". وعلمت "الحياة" ان الحريري سأل باتل رداً على استناد الورقة الاميركية لمكافحة الارهاب، الى قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1250 في هذا الصدد، عن القرارات الدولية الاخرى المتعلقة بالصراع العربي - الاسرائىلي. فرد: "نحن ضغطنا من اجل وقف اطلاق النار في فلسطين". وبعث رئىس الحكومة اللبنانية امس برسائل الى الدول الاعضاء في مجلس الامن والمجموعة الاوروبية أكد فيها ان لبنان والمنطقة ضحية الارهاب الاسرائىلي. وكان باتل سُئل في الخارجية هل يعتقد بأن لبنان يؤوي ارهاباً، فأجاب: "لبنان بلد يجري الحديث معه حول وجود بعض المنظمات كنا صرحنا بأنها ارهابية ومدرجة في لائحة تعدل سنوياً في الولاياتالمتحدة". وأكد "ان من آلية التعاون تبادل المعلومات حول الاشخاص الذين يكونون متورطين في العمليات الارهابية". وعن قضية الشاب اللبناني زياد الجراح الذي ورد إسمه في لائحة المشتبه بهم، قال: "الحكومة اللبنانية تتجاوب مع طلب واشنطن تزويدها المعلومات الكافية عن المسألة". لكنه أشار ايضاً الى "اننا لا نتهم احداً قبل انتهاء التحقيقات". وكانت اشارة باتل الى لائحة قديمة، ذكّرت بمراجعات وفود أميركية من وزارة العدل ووكالة التحقيقات الفيدرالية في اواخر التسعينات، لمسؤولين لبنانيين منهم النيابة العامة التمييزية ووزير العدل في شأن قاتلي السفير الاميركي فرانسيس ميلوي في السبعينات، وتفجير السفارة الاميركية في العام 1983، وخطف طائرة "تي. دبليو. أي" منتصف الثمانينات ،وخطف الرهائن التي يعتقد المسؤولون اللبنانيون والمسؤولون السوريون انها تفتح ملفات الحرب التي قُتل فيها لبنانيون وأميركيون وسوريون وفلسطينيون، وغيرهم. وعلمت "الحياة" ان السفير الأميركي طرح هذه الحوادث اثناء زيارته الخارجية اللبنانية ولم يتطرق اليها في زياراته الاخرى. ويثير الحديث عن الملفات القديمة حفيظة المسؤولين اللبنانيين، لأن اللائحة الاميركية القديمة تعتبر "حزب الله" تنظيماً ارهابياً، فيما يعتبر لبنان انه مقاومة ضد الاحتلال. كذلك فإن سورية ترى التنظيمات الفلسطينية التي تصنفها واشنطن ارهابية، بأن وجودها مرتبط بمقاومة اسرائىل. وقد حرص الرئيس اللبناني اميل لحود على الدعوة اول من أمس الى التمييز بين الارهاب ومقاومة المحتل. كما ان الحريري رأى ان احتلال ارض الغير عمل ارهابي، في اشارة الى اسرائىل.