أجرى رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري جولة جديدة من الاتصالات مع عدد من مسؤولي الدول الغربية والعربية، لتأكيد الموقف اللبناني الرافض اعتبار الولاياتالمتحدة "حزب الله" ارهابياً، بالتالي عدم التجاوب مع المطلب الأميركي تجميد أرصدة الحزب. وأكد الحريري ان الاتصالات التي اجراها أدت الى تضامن دولي واسع مع الموقف اللبناني، يترافق مع الاجماع الوطني الواسع على رفض اللائحة الاميركية. وكان رئيس الجمهورية إميل لحود توج الرفض اللبناني لأي تجميد لأرصدة "حزب الله" في جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت مساء أول من أمس، حين قال: "كنا نتمنى ان تتضمن اللوائح الواردة الينا، اسم اسرائيل دولة ارهابية، لكن ما يؤسف له ان هناك معايير مزدوجة تجعل المحتل لأرض الغير حمامة سلام وتنظر الى المقاوم لهذا الاحتلال كإرهابي". وأضاف: "كل الطروحات الواردة الينا من أي نوع، نستند في قبولها او رفضها الى الثوابت التي لا تراجع عنها ما دامت اسرائيل تمارس ارهابها اليومي". وأمس استقبل الحريري السفير الاميركي فنسنت باتل للمرة الثانية خلال 48 ساعة، وقال باتل انه التقى رئيس الحكومة بناء على طلب الأخير "لمتابعة البحث في موضوع الساعة وهو مطلب الادارة الاميركية التعاون مع الحكومة والمصارف اللبنانية لتجميد أرصدة حزب الله". وسئل باتل هل بدأت الادارة الاميركية تقتنع بوجهة النظر العربية واللبنانية خصوصاً، التي تفرق بين الارهاب والمقاومة، فأجاب: "من الطبيعي ان تدور مناقشات في شأن هذا الموضوع، ونحن نفهم ان تقف الحكومة اللبنانية التي تحترم طلبنا عند وجهة النظر هذه. ونتفهم بوضوح اساس القرار اللبناني، وسنتابع البحث في هذا القرار مع الحكومة على مختلف المستويات ونتطلع الى التعاون". ونفى ان يكون حمل أي رسالة. وناقش رئيس الحكومة التطورات مع السفير الايطالي جيوسيبي كاسيني، مشيراً الى اجتماع يتم تحضيره للدول المهتمة بدعم الاقتصاد اللبناني. وتوقع كاسيني ان يزور الحريري ايطاليا قبل نهاية السنة وان يزور رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي بيروت قريباً. وذكر انه استوضح الحريري موقف لبنان من طلب الولاياتالمتحدة تجميد أرصدة "حزب الله". وعلمت "الحياة" ان الحريري جدد ارتياحه الى الموقفين الفرنسي والروسي، اللذين يساندان لبنان في رفضه تجميد أرصدة "حزب الله". وهو كان أبلغ السفير الاميركي قبل يومين ان لبنان "يميز في موقفه بين الارهاب والمقاومة، ولا يسمح بالمس بها"، معتبراً هذا التمييز "من الثوابت الوطنية التي تتمسك بها الحكومة". ونقل عن الحريري قوله للسفير الاميركي: "لواشنطن مصلحة في زيادة عدد الدول الداعمة لمكافحة الارهاب، بينما عدم التمييز بين المقاومة والارهاب سيؤدي الى التأثير السلبي على هذا الاجماع، خصوصاً ان الكثير من الدول العربية والاسلامية والصديقة لا يشارك اميركا الرأي في هذا الصدد". وكرر الحريري قوله لباتل ان "الحرص على تأمين الاجماع الدولي يستدعي تجنب المواقف التي يمكن ان تعرضه الى الاهتزاز"، مشدداً على اهمية حماية الاستقرار الداخلي وعدم السماح بالعودة بالبلد الى وراء، لا سيما ان لبنان "كان في طليعة الدول التي تعتبر ضحية الارهاب". في غضون ذلك جدد وزير الخارجية اللبناني محمود حمود الذي سيتوجه اليوم الى نيويورك على رأس وفد لإلقاء كلمة لبنان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، موقف لبنان "الرافض ادراج حزب الله على اللائحة الاميركية". وقال ان "اتفاق الطائف ينص على حق لبنان في تحرير أرضه وأهمية ذلك في أن هذا الاتفاق وافق عليه مجلس الأمن، بالتالي الصفة الدولية لشرعية المقاومة أمر موجود. كما ان تفاهم نيسان ابريل شرّع المقاومة باعتبار ان الولاياتالمتحدة وفرنسا كانتا على تعاون معها، ومن غير المعقول ان تتعاونا مع منظمة ارهابية".