سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لبنان يرفض اعتبار "حزب الله" إرهابياً ... وحملة واسعة على موقف واشنطن . بري يتهم أميركا بتبني "الارهاب الاسرائيلي" وباتل يرى تغييراً في مناخ التعاون مع لبنان
} أخذت العلاقة الاميركية - اللبنانية منحى جديداً باعلان السفير فنسنت باتل أن "هناك تغييراً في مناخ التعاون مع لبنان"، بعدما أبلغه رئيس المجلس النيابي نبيه بري "رفض لبنان ما سمي باللائحة الاميركية الجديدة"، التي تطلب تجميد أرصدة "حزب الله" و"الجهاد الاسلامي" وحركة "حماس" في فلسطين. وبدا ان العلاقة بين الدولتين في طريقها الى التأزم، إذ أصر باتل على موقف حكومته، في ما عقد رئيس الجمهورية اميل لحود وبري ورئيس الحكومة رفيق الحريري اجتماعاً حددوا خلاله الاتفاق على رفض التجاوب مع الطلب الاميركي. وتصاعدت التصريحات السياسية والوزارية الرافضة موقف واشنطن المنحاز الى "الارهاب الاسرائيلي". وعلمت "الحياة" ان لبنان سيترك لكل من النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة الرد الرسمي على الطلب الأميركي، على أساس الموقف السياسي المبدئي للسلطة السياسية الذي يعتبر "حزب الله" مقاومة لا إرهاباً. وذكرت مصادر رسمية ان بيروت ستتبع هذه الآلية في الرد، كما فعلت حين طلبت واشنطن استرداد أحد الموقوفين بتهمة تبييض الأموال. أبلغ رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري السفير الاميركي فنسنت باتل أن "لبنان يرفض ما سمي باللائحة الاميركية الجديدة للارهاب التي تضمنت اسم حزب الله". وأكد له "صعوبة التجاوب مع الطلب الاميركي تجميد الأرصدة المالية للحزب". وأشار بري بعد لقائه باتل الى أنهما، بالنسبة الى الموقف من المقاومة في لبنان والانتفاضة في فلسطين، كانا على طرفي نقيض. وقال "لاحظنا بوضوح تبني الموقف الاسرائيلي، وأقل ما يقال في هذا الموقف الذي يتصدى للمقاومة وللانتفاضة انه ضد العرب ويدعم الارهاب وليس العكس". وأضاف: "وفي الخلاصة أبلغت السفير الاميركي الموقف باسم المجلس النيابي اللبناني: ان المقاومة في لبنان والانتفاضة في فلسطين ليستا ارهاباً بل هما الحرب ضد الارهاب المتمثل بالاحتلال الاسرائيلي، وأبلغته منذ الآن ان لبنان يرفض ما سمي باللائحة الاميركية الجديدة". أما باتل فقال بعد اللقاء: "كانت لي محادثات جيدة مع الرئيس بري وسأتابع هذه المحادثات لاحقاً مع رئيس الحكومة رفيق الحريري، وكانت محادثات صريحة، وتطرقنا الى الموضوع الآني الذي هو حالياً ادراج بعض المنظمات الاضافية على اللائحة الاميركية الجديدة التي طلبنا التعاون في شأن تجميد ارصدتها، وعلمت من الرئيس بري ان هذا الأمر سيكون صعباً، وسنتابع هذا الموضوع مع رئيس الحكومة. من الواضح ان هناك تغييراً في مناخ التعاون الذي كان سائداً في شأن موضوع اسامة بن لادن وشبكة المنظمات الارهابية المرتبطة به. وأنا مسرور بالقول ان الحكومة الاميركية تستمر في أولوياتها وتركز عملها ضد شبكات "القاعدة" وبن لادن. هذا سيستمر في أولويات عمل الولاياتالمتحدة والتحالف الذي أنشئ في هذا الخصوص". وأضاف ان "موضوع اللائحة والمنظمات التي أدرجت عليها سيظل موضع نقاش بين الحكومة اللبنانية والحكومة الاميركية علماً أن ما سمعناه من عدد من المسؤولين وما قرأناه في بعض الصحف من ردود فعل سيجعلان من هذا الموضوع اكثر صعوبة". وقيل له ان الحكومة اللبنانية ترفض ادراج "حزب الله" على اللائحة فماذا ستفعل الولاياتالمتحدة حيال هذا الأمر؟ فأجاب: "لم أرَ رفضاً رسمياً ولكنني رأيت تعليقات من عدد من أعضاء الحكومة، وسأبحث هذا الموضوع مع رئيس الحكومة في وقت لاحق، وكما سبق وقلت لقد كانت لي محادثات صريحة مع رئيس المجلس وكانت هناك آراء واضحة لكنني لم أسمع رفضاً رسمياً من الحكومة اللبنانية". قيل له هل ستغير الولاياتالمتحدة موقفها بعد ردود الفعل اللبنانية الرافضة ادراج "حزب الله" على اللائحة؟ فأجاب: "هذه المنظمة مع منظمات أخرى كانت على اللائحة الاميركية للارهاب منذ سنوات عدة وما سيغير رأينا هو تغيير سياسات هذه المنظمات الكثيرة الموجودة على اللائحة". وسئل: قالت السفارة البريطانية ان المقصود من ادراج "حزب الله" على اللائحة هو الجناح العسكري لهذا الحزب وان الجناح السياسي غير مقصود؟ فأجاب: "لا أستطيع ان أتحدث عن الجانب البريطاني ويمكن أن تسألوا السفارة البريطانية ماذا قصدت تحديداً بهذا النوع من التمييز. هذه المنظمات مؤلفة من تيارات وأطراف عدة، وحزب الله هو منظمة سياسية فاعلة جداً في البرلمان وتلعب أيضاً دوراً مهماً على الصعيد الاقتصادي على الساحة اللبنانية ولا أحد يقترح ان تكون منظمة حزب الله مقسمة الى عناصر واتجاهات". وسئل هل ادراج "حزب الله" في اللائحة الجديدة هو ارضاء لاسرائيل واللوبي الصهيوني في أميركا؟ فقال: "لأكن واضحاً، ان لائحة المنظمات الارهابية الدولية موجودة منذ سنوات عدة وهي تعكس وجهة نظر الادارة الاميركية". وقيل له لماذا لا تسمون ما تفعله اسرائيل في فلسطين ارهاباً؟ فأجاب: "كنا منذ سنوات الحكومة الأكثر نشاطاً في السعي لايجاد حل لقضية الصراع العربي - الاسرائيلي ويشمل ذلك العلاقات الفلسطينية - الاسرائيلية والعلاقات اللبنانية - الاسرائيلية والسورية - الاسرائيلية، والحكومة الاميركية ليست آسفة على الجهود التي بذلتها وقامت بها خلال السنوات الماضية في هذا المجال. وقلنا لجميع الأطراف إن العنف لن يحرك عملية المفاوضات الى الأمام ولن يؤدي الى الحل وان العنف يولّد العنف، بل ويولِّد المزيد من العنف، ويسهم في دفع الحل الى الوراء وقد سعينا للتأكيد ان العنف ليس حلاً وليس من خصائص عملية السلام ونحن نتابع ذلك، وهذا جزء من حوارنا مع كل الأطراف، بما في ذلك الفلسطينيين والاسرائيليين". وفي المواقف الرافضة لادراج اميركا اسم "حزب الله" على لائحة المنظمات الارهابية قال رئيس الحكومة السابق سليم الحص: "من الطبيعي أن يرفض لبنان تجميد أرصدة "حزب الله" في المصارف في حال وجودها، فإذا كانت اميركا تعتبر "حزب الله" حركة ارهابية فنحن نعتبره حركة مقاومة شريفة لارهاب اسرائيل التي احتلت أرضاً لبنانية طوال أكثر من عشرين عاماً وما زالت تحتل مزارع شبعا". وأكد: "ان المقاومة التي نعتز بها تحظى بدعم الدولة اللبنانية ومن ورائها كل الشعب اللبناني فهل يكون الشعب اللبناني إرهابياً ومعه الدولة". وأكد المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى في بيان أصدره عقب اجتماعه برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني "أهمية المقاومة ودورها". ودعا الدولة والمسؤولين الى وضع المعايير الوطنية وحدها من دون سواها في التفريق بين المقاومة الشريفة والارهاب الذي أصبح مصطلحاً رسمياً يمكن أن يلصق بأي نضال مشروع تراه اميركا يتعارض مع مصالحها، وأصبح من طريق الابتزاز السياسي لمصلحة اسرائيل، الدولة التي أصبحت مصدر الارهاب امام العالم كله. وقال: "من خلال هذا المفهوم يؤكد المجلس دعمه المقاومة الوطنية والاسلامية التي هي الجواب الطبيعي على اعتداء اسرائيل واحتلالها الأرض". وقال نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى المفتي الشيخ عبد الأمير قبلان بعد لقائه الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله ان "اتهام الولاياتالمتحدة الحزب بالارهاب وسام شرف له". ورأى السيد محمد حسين فضل الله "ان ادراج "حزب الله" و"حماس" و"الجهاد" على اللائحة الاميركية يمثل نوعاً من أنواع الارهاب الاميركي الجديد - القديم". وقال: "منذ أن فوض مجلس الأمن الولاياتالمتحدة شن الحرب على ما تسميه الارهاب في اعقاب أحداث 11 أيلول سبتمبر من دون أي تحديد للارهاب أو تعريف له، كنا نعرف أن اميركا حصلت على تفويض مُطلق الصلاحية بشن الحرب على من تريد تحت هذا العنوان". وأشار الى "أن القرار انطلق من خلال الاستجابة الاميركية للرغبة الاسرائيلية". ولفت الى "ان هذا الاعلان يمكن أن يكون من حيث توقيته وابعاده البداية لحرب اميركية جديدة ضد العرب والمسلمين". وشدد على ان "المطلوب هو رد فعل عربي قوي يتجاوز التصريحات الى المواقف، لأن السكوت عن هذا الاعلان - الجريمة هو بمثابة الخيانة لمسيرة التحرير وعقاب عليها". وقال وزير المهجرين مروان حمادة "لا يجوز ولن نقبل بالتصنيف العشوائي للارهاب ولا باللوائح التي تتناول المقاومين اللبنانيينوالفلسطينيين وسيكون موقفنا الرسمي والسياسي الحكومي والنيابي منسجماً مع هذه القناعات".