أكد رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري ان عدداً كبيراً من الدول اعرب عن تضامنه مع موقف لبنان بالتمييز بين الارهاب والمقاومة، والرافض الاستجابة لطلب الولاياتالمتحدة الاميركية تجميد أرصدة "حزب الله" لوروده على اللائحة التي أعدتها لهذا الغرض. راجع ص 6 وأشار الحريري خصوصاً الى مواقف المملكة العربية السعودية وفرنسا وروسيا الداعمة للموقف اللبناني، بعد حملة من الاتصالات التي اجراها مع عدد من الدول شرح فيها الموقف اللبناني ولقي تفهماً وتضامناً معه. وقالت مصادر مطلعة ان وضع لبنان في مواجهة الضغوط واستهدافه عبر طرح اسم "حزب الله" على لائحة المنظمات الارهابية المطلوب تجميد أرصدتها "ليس سيئاً على الاطلاق وليس لدى الحكومة أي خوف على لبنان". وقال الحريري ل"الحياة" ان ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز كان حاسماً في موقفه المتضامن مع لبنان وضد استهدافه، مشيراً الى اهمية التنسيق السوري اللبناني والتوافق على رفض المساس بالمقاومة ولبنان. وكشف الحريري انه تشاور ليل أول من أمس مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي جدد له الموقف الفرنسي الرافض تجميد أرصدة "حزب الله" وانسجام باريس مع الموقف اللبناني في هذا الصدد. وذكرت مصادر رسمية ان الجانب الفرنسي ضد تفرد اي دولة بوضع اسماء منظمات على لائحة الارهاب من دون التشاور مع الدول الاخرى، حفاظاً على الاجماع في مكافحة الارهاب. واستقبل الحريري امس السفير الاميركي فنسنت باتل للمرة الثانية خلال 48 ساعة وأكد له الموقف اللبناني باعتبار "حزب الله" مقاومة لا إرهاباً... وقال باتل ان الموضوع مدار حوار بين حكومته والحكومة اللبنانية. كما التقى الحريري السفير الروسي في بيروت بوريس بولوتين، وعلم ان موسكو اكدت للبنان انها بدورها لا تحبذ ان تنفرد احدى الدول في تحديد المنظمات الارهابية، وتفضل ان يتم اي تحديد من هذا النوع من خلال الأممالمتحدة. كما اكد السفير الروسي ان بلاده قد تبادر الى تحرك يهدف الى موقف دولي يحصر توجهات كهذه ضمن اطار الاممالمتحدة. يذكر ان الحريري سيلتقي اليوم شيراك في باريس في سياق الاتصالات اللبنانية مع الخارج دعماً للموقف اللبناني وللاطلاع على آخر المستجدات على صعيد الحرب الدائرة ضد الارهاب. على صعيد آخر قالت مصادر سياسية في بيروت ل"الحياة" ان واشنطن وضعت اسم "حزب الله" على لائحة المنظمات المطلوب تجميد ارصدتها، بسبب ضغوط تعرضت لها الادارة ان من مسؤولين في وزارة الدفاع او من اعضاء في مجلسي النواب والشيوخ، يعدون من القريبين الى وجهة النظر الاسرائيلية. ما ألمح اليه السفير باتل يوم الاربعاء الماضي. وذكرت المصادر ان التقارير الواردة من واشنطن اشارت الى ان حجة الذين طالبوا بوضع اسم الحزب على اللائحة هذه هي انه ما دام اسمه على لائحة المنظمات الارهابية منذ سنوات، فيجب ان تشمله اللائحة المتعلقة بطلب تجميد الارصدة. وأن الادارة استجابت لكنها قد لا تستعجل الاجراءات التي تريد من لبنان ان يأخذها، على الاقل في الوقت الحاضر. ولاحظت المصادر السياسية نفسها انه اذا كان هناك من ارصدة للحزب في المصارف فهو قادر على نقلها الى اسماء اشخاص لا ينتمون اليه او غير معروفين، بل ان مصادر واسعة الاطلاع قالت ل"الحياة" ان الحزب اخذ احتياطاته في هذا الصدد منذ مدة وأن حسابات بعض المؤسسات التابعة له او هي على علاقة معه نقل معظم رصيدها الى اسماء اخرى. وهذا طبيعي. وسألت هذه المصادر: هل يعتقد الاميركيون ان الاموال العائدة للحزب موجودة اصلاً في المصارف باسمه مباشرة؟ فهذا ليس منطقياً.