أبلغت مصادر ديبلوماسية في دمشق "الحياة" ان سورية أكدت موقفها المبدئي باستمرار استضافة عدد من المنظمات الفلسطينية التي وردت اسماؤها في اللائحة الأميركية الجديدة المطالبة بتجميد أرصدتها المالية. وأوضحت ان بعض هذه التنظيمات "لا يملك في سورية سوى مكاتب اعلامية وهذا من حق المقاومة اللبنانيةوالفلسطينية في عملها المشروع الى حين إزالة الاحتلال وتحقيق تسوية شاملة وعادلة". وفي حين أشارت مصادر مطلعة الى أن دمشق أبلغت واشنطن عدم وجود أرصدة لأي من الارهابيين الذين لهم علاقة بتنظيم "القاعدة"، أكدت مصادر لبنانية رسمية ل"الحياة" ان لبنان لا يعتبر نفسه معنياً بالتجاوب مع طلب الولاياتالمتحدة وبعض الدول تجميد أرصدة "حزب الله" بعد ادراج اسمه في اللائحة الجديدة التي سلمها السفير الأميركي في بيروت فنسنت باتل الى وزارة الخارجية الجمعة الماضي. راجع ص 10 وسألت "الحياة" قادة أربع منظمات فلسطينية في سورية فأجمعوا على "عدم وجود اي قيمة فعلية" لقرار واشنطن ولندن تجميد ارصدة "حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي" بزعامة رمضان عبد الله شلح و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" بزعامة احمد سعدات و"الجبهة الشعبية - القيادة العامة" بزعامة احمد جبريل، لكنهم حذروا من "الأبعاد الخطرة" لهذا القرار لأنه يدل الى ان الولاياتالمتحدة "لم تعد النظر في سياستها المنحازة إلى إسرائيل والتي تسببت في انفجارات نيويوركوواشنطن". وقال الدكتور شلّح : "ليست لدينا اي أرصدة لنخشى عليها من اجراءات التجميد". وقال رئيس المكتب السياسي ل"حماس" الدكتور خالد مشعل ان "لا قيمة لقرار تجميد الارصدة" وان كان يدل الى استمرار "سياسة الارضاء للتحريض الصهيوني على المقاومة الفلسطينية". واكد عضو المكتب السياسي في "الجبهة الشعبية" الدكتور ماهر الطاهر ثبات سورية على موقفها "الذي يميز بين الارهاب الذي تدينه بشدة والمقاومة المشروعة التي نحن جزء منها". وحذر نائب الامين العام ل"القيادة العامة" الدكتور طلال ناجي من ان استمرار واشنطن في "انحيازها إلى إسرائيل سيزيد العداء لها في العالمين الاسلامي والعربي". وفي بيروت، قالت المصادر المطلعة على موقف رئيس الجمهورية إميل لحود ان الدولة اللبنانية تعتبر "حزب الله" مقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي وبالتالي لا حاجة إلى الكثير من الأخذ والرد في هذا الصدد وموقفنا معروف". وعكس هذا الموقف اجماعاً في أوساط كبار المسؤولين على رفض التجاوب مع أي اجراء قد تطلبه واشنطن، حتى بالنسبة الى التنظيمات الفلسطينية التي شملتها اللائحة، والتي يتفق لبنان وسورية على اعتبارها مقاومة ضد اسرائيل. وأضافت المصادر: "لم يطلب منا رسمياً القيام بأي خطوات ضد الحزب، وجل ما حصل انهم سلمونا اللائحة. وعلى كل حال فان أي اجراءات لا يمكن ان تصبح رسمية الا اذا جاءت من طريق الأممالمتحدة وفقاً للقرار الدولي الرقم 1373 وما تسلمناه هو موقف اميركي، وهذا لم يحصل، لكن الموقف هو هو". وأكدت مصادر قريبة من رئيس الحكومة رفيق الحريري ان الطلب الأميركي مرفوض، وغير قابل للنقاش. وقالت رداً على سؤال: "ان بحث الطلب في مجلس الوزراء او عدم بحثه لن يبدل موقفنا الثابت من المقاومة وقناعتنا بضرورة التمييز بينها وبين الارهاب".