بدأت أجواء التوتر تخيّم على العلاقات اللبنانية الأميركية بعد اصدار واشنطن لائحة الارهاب الأخيرة التي تضم "حزب الله" ومنظمات أخرى مطالبة بتجميد أرصدتها، ورفضت بيروت التجاوب مع الطلب معتبرة الحزب مقاومة للاحتلال الاسرائيلي. راجع ص 5 وفيما أعلن السفير الأميركي في بيروت فنسنت باتل أمس بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان "هناك تغييراً بسيطاً في مناخ التعاون" بين البلدين، موحياً بامكان التوتر في العلاقات، اتفق لبنان وسورية في اجتماع بين الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد ورئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري، على "رفض المساس بالمقاومة تحت أي ذريعة كانت، بما فيها مكافحة الارهاب". وقالت مصادر مطلعة في بيروت "ان دمشقوبيروت أكدتا خلال لقاء الأسد مع الحريري على التمييز بين المقاومة والارهاب، وضرورة تحصين هذا الموقف بمواصلة المشاورات مع الدول الصديقة والنافذة على الصعيد الدولي". وأضافت المصادر: "تم التأكيد على السعي لدى المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل لارغامها على احترام قرارات الأممالمتحدة 242 و338 و425 والرضوخ للشرعية الدولية في العودة الى العملية السلمية على اساس تطبيق هذه القرارات ومبادئ مؤتمر مدريد القائمة على مبدأ الأرض مقابل السلام"، أي الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة ومزارع شبعا وهضبة الجولان وبالتالي العودة الى حدود ما قبل الرابع من حزيران يونيو 1967. وفيما يتخوف بعض الأوساط الرسمية من خطورة تصاعد الضغوط الاميركية والغربية على لبنان خلال المرحلة المقبلة بذريعة رفضه التجاوب مع المطالب الاميركية بتجميد أرصدة "حزب الله" واعتباره ارهابياً، فان مصادر اخرى أشارت الى ان التحرك اللبناني نحو الخارج، ينطلق من المراهنة على عدم انسجام موقف بعض الدول الغربية، لا سيما فرنسا، مع الموقف الاميركي في ما يتعلق ب"حزب الله". ونوهت مصادر مقربة من الحريري بالموقف الفرنسي المتعارض مع موقف الولاياتالمتحدة. ولفتت الى اللقاء المرتقب لرئيس الوزراء اللبناني مع شيراك بعد غد. والتقى الحريري مساء امس السفير الفرنسي في بيروت فيليب لوكورتييه الذي سأله الصحافيون عن اللائحة الاميركية فقال: "انها اميركية وهذه ليست مشكلتي"، مشيراً الى انه لم يثر الموضوع مع الحريري "وليس لدينا رأي في الموضوع". وكان رئيس الجمهورية اميل لحود التقى بعد ظهر أمس بري والحريري في اجتماع ثلاثي أكد المكتب الاعلامي للرئاسة بعده ان "اجواء ايجابية سادته وأظهر تطابقاً في وجهات النظر في تقويم التطورات الأخيرة لا سيما في ما يتعلق بثوابت السياسة اللبنانية، وبالمواقف التي سبق للبنان ان حددها حيال تداعيات هذه التطورات". وقالت مصادر رسمية ان اللقاء الثلاثي لم يعلن موقفاً، يرفض الطلب الأميركي تجميد أرصدة "حزب الله"، لان الموقف الرسمي "معروف في هذا المجال وهو يترك للقضاء اللبناني ولحاكمية مصرف لبنان المعنية قانوناً بمسألة ملاحقة الأرصدة، اعطاء الرد المناسب وفقاً للقوانين اللبنانية التي لا تعتبر الحزب ارهابياً، بل مقاومة". وكان بري أبلغ السفير الأميركي قبل الظهر انه لاحظ من اللائحة الاميركية "تبنياً للموقف الاسرائيلي... وموقفاً ضد الانتفاضة والعرب ويدعم الارهاب". وقال: "نرفض اللائحة الاميركية". واعتبر باتل ان الموقف اللبناني يجعل "من الصعب" تنفيذ ما طلبته اللائحة. وقال: "ما سيغير رأينا في "حزب الله" والمنظمات الأخرى هو تغيير سياسة هذه المنظمات". لكنه أشار الى انه لم يسمع رفضاً رسمياً للائحة من الحكومة. وأعلن باتل بعد لقائه الحريري مساء "ان موقف الحكومة اللبنانية ينطلق من التمييز بين الارهاب والمقاومة. ونحن متعاونون مع الحكومة لكن موقفها كان واضحاً ويصرّ على التمييز الذي هو قاعدة اي موقف في هذا الشأن". ما فسر بأنه موقف رسمي برفض تجميد ارصدة حزب الله. وعن سبب التأخر في ادراج هذه المنظمات على اللائحة الاميركية المتعلقة بتجميد الارصدة، أشار باتل الى ان وزارة الخارجية اللبنانية تسلمت نسخة عنها الجمعة الماضي، وقال: "كانت هناك ضغوط لضم هؤلاء الى اللائحة، وان اللائحة لم تقدم الى الأممالمتحدة ولن تكون ضمن قراراتها".