بقي لقاء رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، محصوراً في نطاق العمل على تبريد الأجواء ولم يتجاوزه الى البحث في مقترحات عملية تتعلق في كيفية التغلب على النزف المستمر الذي تتعرض له العملة الوطنية. وعلمت "الحياة" ان اللقاء لم يتطرق الى التفاصيل، باستثناء سؤال وجهه جنبلاط الى لحود، هل لديه تحفظات على زيارة البطريرك الماروني نصرالله صفير الى الشوف وجزين وما أعقبها من توقيفات. وعلم ان رئيس الجمهورية لم يكن لدىه تحفظات على الزيارة، خصوصاً أنه كان على رأس الذين شاركوا في القداس، الذي أقيم في دير القمر لمناسبة وجود صفير في الشوف، لكنه أبدى عدم ارتياحه للأجواء التي رافقت بعض المحطات التي شملتها. وطلب جنبلاط اتخاذ اجراءات في حق من يثبت انه ارتكب أخطاء من القوى الأمنية، لا سيما ان وزير الداخلية الياس المر كان أشار الى ذلك ووعد بفتح تحقيق، لعل ذلك يسهم في تنفيس الاحتقان في البلاد. وهكذا غلب على لقائهما، طابع تبادل طرح الأسئلة، لكنهما لم يدخلا في صلب الخطوات الكفيلة باحتواء النزف الذي يهدد العملة الوطنية، اضافة الى أن جنبلاط شدد على ضرورة اتخاذ قرارات سياسية تحدث صدمة وإن كان القرار الأهم يتناول الوضع الحكومي على رغم ان التبديل غير وارد في الوقت الحاضر. وجدد جنبلاط تأكيده انه لا يقوم بدور الوسيط، ولا بمبادرة متكاملة، لافتاً الى أن اجتماعه بالرئيس السوري الدكتور بشار الأسد تركز على الوضع في المنطقة، وان الأخير بادر الى الحديث عن الضغوط التي يتعرض لها النقد الوطني، مبدياً قلقه على هذه الناحية. واعتبر، وهذا ما أبلغه لاحقاً الى الوزراء والنواب في اللقاء الديموقراطي النيابي، ان ما سمعه من الاسد شجعه على الاسهام في تهدئة الأجواء تمهيداً للبحث عن حلول للمشكلات الاقتصادية مع اعطاء الأولوية لوقف الهجمة على الليرة. وأكد ان تطرق الأسد الى هذه المسألة بالذات يعكس عمق الشعور السوري بضخامة المشكلة وبالتالي الرغبة في التصدي لها. وأشار أيضاً الى أن الأسد تمنى عليه القيام بمساع للتهدئة نظراً الى العلاقة الوطيدة التي تربطه برئيس الحكومة رفيق الحريري. وهذا ما يؤكد الرغبة السورية في أن يكون له دور خلافاً لما كان يتردد في بعض الأوساط عن أن هناك نية لتهميش جنبلاط. وأوضح ان دمشق تعتقد أن في وسع الجميع التعاون للتوصل الى خطوات عملية لوقف التدهور المالي والاقتصادي مشيراً الى أن توسيع المشاورات لهذا الغرض ينتظر عودة الحريري الى بيروت. وعليه فإن اقتراحات الحلول لا تزال مؤجلة. فتبريد الأجواء من دون أي صدمة سياسية نوعية، يضع البلد في مأزق لا يمكن الخروج منه إلا بقرارات وتدابير حاسمة لم تظهر حتى الساعة.