انتقد صحافيون ومحامون وقضاة ومثقفون اريتريون سياسة بلادهم تجاه الدول العربية، واعتبروا العلاقة "متأرجحة"، ووصفها بعضهم ب"الضبابية وعدم وضوح الرؤية". وطرح المثقفون تساؤلات كثيرة، عبر برنامج "ملتقى الحوار" الشهري الذي تبثه أجهزة الإعلام الرسمية، ويقدمه الروائي والشاعر والإذاعي أحمد عمر شيخ. ويطالب الاريتريون بدعم علاقة بلادهم مع الدول العربية وتفعيلها، مستندين إلى الدعم العربي للثورة الاريترية ابان الكفاح المسلح. ورأى هؤلاء "ان اريتريا تقع في محيط الوطن العربي"، وان جذور الثقافة الاريترية ترجع إلى الجزيرة العربية. وتساءل بعضهم عن عدم انضمام اريتريا إلى جامعة الدول العربية، ولماذا اغلقت السفارة السودانية عند تدهور العلاقات، في حين لم تغلق السفارة الاثيوبية على رغم ما فعله الاثيوبيون أثناء الحرب الأخيرة؟ ولاحظ كثيرون ضعف التواصل الثقافي وضعف العلاقة مع العالم العربي، واعتبروا "ان اريتريا أكثر عروبة من كثير من دول أعضاء في جامعة الدول العربية، كما أن 97 في المئة من الواردات تأتي من البلدان العربية"، مشددين على "أن العلاقة مع العرب هي علاقة استراتيجية، فيما هي مع إسرائيل ديبلوماسية". ورداً على التساؤلات المطروحة، أكد مسؤول دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية محمد عمر محمود "أن العلاقة مع الدول العربية جيدة ومتطورة وثابتة وغير متأرجحة". وذكر "أن وزارة الخارجية تحاول وضع تصور كامل وشامل لمستقبل هذه العلاقة". وقال: "إن دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا أهم دوائرنا في الوزارة وتعطى اهتماماً أكبر". مشيراً إلى وجود "عشر سفارات وأربع قنصليات في الدول العربية تمثل 50 في المئة من السفارات الاريترية في العالم"، وأكد "أن موقف اريتريا من القضية الفلسطينية من أوضح المواقف. فنحن مع دولة فلسطينية وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني". وعن الانضمام إلى الجامعة العربية، قال إن هذا "موقف سياسي باعتبار أن المصلحة هي التي تحدد اتخاذ القرار"، ودعا إلى "عدم الانفعال والتعامل بالعاطفة مع العلاقات الدولية"، ونفى وجود "قواعد إسرائيلية جنوبالبحر الأحمر"، منتقداً "بعض الإعلام العربي الذي يحمل على اريتريا كلما اشتدت المواجهة بين الفلسطينيين وإسرائيل". وأشار محمود إلى "أن اريتريا طلبت دعماً لفتح كلية للغة العربية، لكن لم تجد تجاوباً من أحد. كما طلبنا مركزاً ثقافياً ولم يأت أحد".