دافعت الحكومة الاريترية عن علاقاتها مع اسرائيل، وأكدت ان هذه العلاقات ليست على حساب الشعب الفلسطيني. كما حملت السودان مسؤولية تدهور العلاقات بين اسمرا والخرطوم، واعتبرت ان النظام السوداني يشكل خطراً على الأمن في المنطقة. جاء ذلك في ندوة تحدث فيها وزير الخارجية الاريتري هايلي ولد تنسأي عن السياسة الخارجية الاريترية ومرتكزاتها، ونقلت صحيفة "اريتريا الحديثة" الحكومية امس حديث الوزير تنسأي الذي انتقد فيه دور اليمن الجنوبي سابقاً الذي تحالف مع النظام الاثيوبي السابق في عهد منغيستو هايلي مريام. وقال ان ذلك احدث شرخاً في نفسية الشعب الاريتري ازاء اليمن. لكنه اكد ان بلاده تجاوزت ذلك الموقف و"لم تكن اسيرة للمواقف الخاطئة من جانب اليمن بل انحازت الى وحدة اليمن وسجلت موقفاً تاريخياً عندما اندلعت الحرب الاهلية في اليمن". وعبر عن اسفه ازاء "ادعاءات اليمن ملكيتها جزيرة حنيش". لكنه قال "ان الحدود وضعها المستعمرون وعلى الدولتين الاحتكام بالوثائق" وأشار الى علاقات دول عربية باسرائيل مثل مصر، وهي أكبر دولة عربية اقامة علاقات ديبلوماسية مع اسرائيل، معبراً عن دهشته من ان البعض يحرمون على اريتريا علاقاتها مع اسرائيل ويحللون لانفسهم هذه العلاقة. وأوضح موقف بلاده من أزمة الشرق الاوسط، وأكد موقف اريتريا المبدئي والثابت المؤيد لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته. واتهم الحكومة السودانية بنسف العلاقات مع اريتريا وحملها مسؤولية تدهور العلاقات بين البلدين، وقال ان "الجبهة الاسلامية" الحاكمة في السودان قوة تشكل خطراً يهدد الأمن والسلام الاقليمي والدولي. وأضاف ان بلاده بذلت كل الوسائل لحل الازمة مع الخرطوم وانها اضطرت لقطع العلاقات الديبلوماسية معها. ووصف الوزير علاقة بلاده مع المملكة العربية السعودية بانها هادئة ومستقرة وقال ان البلدين يعملان على ارساء دعائم الأمن والسلام في منطقة البحر الأحمر. وقال الوزير ان العلاقات الاثيوبية - الاريترية شهدت اكثر الفترات هدوءاً واستطاعت في زمن قياسي تجاوز الحواجز النفسية التي كانت بين البلدين وان اريتريا تؤمن بالتكامل الاقتصادي ليس مع اثيوبيا فحسب بل مع كل دول المنطقة. واعترف الوزير بوجود بعض الاخفاقات التي تواجه التعاون في المنطقة مثل الازمة الصومالية الطارئة والمشكلة السودانية. وأكد الوزير ان المرتكزات السياسية الاريترية تستند الى عدم التدخل في شؤون الغير. وعبر عن اسفه للوضع المأسوي الذي يعيشه الشعب الصومالي وطالب الوسطاء "ان لا يتجاوز دورهم اكثر من تهيئة المناخ وتوفير أرضية مناسبة بين الفصائل الصومالية المختلفة، وعلى الاطراف الاخرى العمل مع بعض حتى يتمكن الصوماليون من حل مشاكلهم بأنفسهم". وقال ان اولويات السياسة الخارجية لبلاده تتمثل في الحفاظ على المصالح الاريترية وربطها بالسياسة الخارجية والداخلية التي تنسجم مع الخطوط التنموية وتحسين مستوى المعيشة وتقويم الانتاج حتى تنافس المنتجات الاريترية المنتجات العالمية في الاسواق المختلفة.