اتسع نطاق القتال الاثيوبي - الاريتري واندلعت معارك عنيفة امس في منطقة باديمي وشيرارو التي شهدت هدوءاً استمر اكثر من اسبوعين، والتي كانت نقطة البداية في الازمة بين البلدين. واستمرت امس عمليات حشد المتطوعين في اثيوبيا وتحريك القوات والآليات الثقيلة على طول الحدود الاريترية - الاثيوبية، فيما واصلت اديس ابابا واسمرا جهودهما الديبلوماسية لحشد التأييد وعرض مواقفهما في اتجاه الدول العربية. ووافق الرئيس المصري حسني مبارك على طلب اريتري للقيام بدور في انهاء الحرب. وقرر القادة الأفارقة امس ارسال وفد مؤلف من رؤساء دول الى العاصمتين. واعلن بيان حكومي اثيوبي ان القوات الاريترية بدأت أمس هجوماً جديداً على احدى الجبهات المفتوحة عند الحدود بين البلدين. واضاف ان المعارك الجديدة وقعت في منطقة باديمي وشيرارو على بعد 300 كيلومتر الى الغرب من مكيلي عاصمة اقليم تيغراي الاثيوبي. وكانت قوات البلدين اشتبكت في معركة استمرت 16 ساعة الثلثاء في منطقة زلامبسا الحدودية وهي بلدة حدودية على الطريق الرئيسي بين اديس ابابا 550 كيلومتراً جنوباً والعاصمة الاريترية اسمر مئة كيلومتر شمالاً. وافاد شهود ان عدد الضحايا خلال معارك الامس كان كبيراً جداً. وناشدت وزارة الخارجية الاريترية المجتمع الدولي والهيئات والمنظمات العالمية ممارسة ضغوط على اثيوبيا لوقف تهديداتها بمواصلة الحرب وفرض حصار جوي وبحري على اريتريا. ونفت الوزارة في بيان امس اتهامات اثيوبية بأن أسمرا أبعدت اكثر من ثلاثة آلاف اثيوبي من الاراضي الاريترية بعد تجريدهم من ممتلكاتهم. واكدت ان أديس ابابا "تفتعل هذه الاشاعات لكسب تأييد الشارع الاثيوبي واستعطاف الرأي العام"، موضحا ان اكثر من مئة ألف اثيوبي "يمارسون اعمالهم بحرية وامان … ان خلافنا في الاساس مع الحكومة الاثيوبية وعلاقتنا مع الشعب الاثيوبي ازلية وخالدة. وللاثيوبيين الحرية الكاملة في البقاء او المغادرة متى شاؤوا مثل غيرهم من الأجانب الذين غادروا اريتريا ولا تقع مسؤولية ذلك على الحكومة الاريترية". واتهم البيان الحكومة الاثيوبية بإساءة معاملة الاريتريين مشيرا الى ان اثيوبيا اصدرت أوامرها الى كل سفاراتها ومكاتب طيرانها في انحاء العالم بعدم السماح للاريتريين بالسفر على الخطوط الجوية الاثيوبية. في غضون ذلك، قرر الزعماء الافارقة ايفاد بعثة على مستوى رفيع الى اثيوبيا واريتريا للمساعدة في احلال السلام بينهما في ختام قمتهم في بوركينا فاسو. وسيرأس بليز كومباوري رئيس بوركينا فاسو الرئيس الحالي للمنظمة الافريقية وفداً يضم رؤساء دول وحكومات اعضاء في اللجنة الافريقية الخاصة لمنع النزاعات. ودعا القادة الافارقة الجانبين الى "انهاء كل الاعمال العسكرية في وقت واحد وقبول توصيات الوسطاء وتنفيذها على وجه السرعة". ولم يعرف متى يبدأ الوفد تحركه. وتلقى الرئيس حسني مبارك أمس رسالة من نظيره الاريتري اساياس افورقي نقلها أمس وزير الحكومات المحلية السيد محمود شريفو. وأعلن المستشار السياسي للرئيس الاريتري عبدالله محمود صابر بعد لقاء الرئيس المصري أن "الرسالة تضمنت طلبنا من الرئيس المصري أن يلعب دوراً لحل النزاع لما له من ثقل كبير على المستويين الافريقي والعالمي"، مشيراً الى أن مبارك أكد أنه سيقوم بدور "لوقف الحرب"، لكنه لم يحدد طبيعة هذا الدور. ونفي أن تكون بلاده طلبت من مصر القيام بوساطة في النزاع. وقال: "نريد من مصر أن تلعب دوراً، لكن الى جانب الدول الافريقية الاخرى، خصوصاً أن لمصر دوراً في منظمة الوحدة الافريقية". واكد أن الطرفين الاريتري والاثيوبي يحتفظان "بعلاقة جيدة وطيبة مع مصر". ونفى المسؤول الاريتري صحة انباء افادت أن اريتريا تتلقى مساعدات عسكرية من إسرائيل. ووصلت الى القاهرة ايضا طائرة مصرية خاصة آتية من اسمرا كانت الحكومة الاميركية استأجرتها لنقل 230 شخصاً من رعايا دول اجنبية بينهم 12 من أسر الديبلوماسيين المصريين و150 اميركياً و33 اريترياً يحمل بعضهم الجنسية الاميركية. في الدوحة اكد وزير النقل والمواصلات الاثيوبي عبدالمجيد حسين الذي نقل رسالة من رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي الى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني آن بلاده "ستتخذ الخطوات اللازمة لحماية أرضنا ووطننا وكرامتنا اذا لم ينسحب الاريتريون" من مناطق احتلوها خلال الازمة الحالىة. وتسلم رسالة زيناوي نائب أمير قطر ولي العهد الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني. وقال حسين ل "الحياة" أمس "لا نريد تكرار ما حدث في جزيرة حنيش الىمنية التي احتلتها اريتريا وان تأتي اريتريا وتسيطر على موقع ما ثم تقول تعالوا لنتفاوض . هذا ما لا نقبله". واوضح ان دول الخليج العربية "تؤيد الحل السلمي للنزاع". واشاد الوزير الاثيوبي الذي غادر الدوحة أمس بالموقف السعودي قائلاً "نحن سعداء بالموقف السعودي. والسعوديون اكدوا انهم مع الحل السلمي ولا يؤيدون التدخل العسكري والاجراءات العسكرية لحل النزاع". ودعا مجلس الوزراء القطري في اجتماعه الاسبوعي امس اثيوبيا واريتريا الى "وقف القتال الدائر بينهما ونبذ استخدام القوة وحل خلافاتهما بالوسائل السلمية". في صنعاء، بدأ وزير المواصلات الاثيوبي السيد عبدالمجيد حسين زيارة لليمن حيث صرح بأنه يحمل رسالة الى الرئيس علي عبدالله صالح من زيناوي تتعلق بتطورات النزاع بين بلاده واريتريا. ووصل أول من أمس في زيارة مفاجئة وغير معلنة الى صنعاء كل من وزير الداخلية ورئيس هيئة الأركان في جيبوتي ويتوقع ان تتركز المباحثات التي يجريانها مع المسؤولين اليمنيين حول الموضوع ذاته. وكان وزير التجارة الاريتري السيد علي عبدالله أنهى زيارة الى العاصمة اليمنية أول من أمس استمرت ثلاثة أيام.