لندن - أ ب - دانت محكمة بريطانية امس الروائي والسياسي اللورد جيفري آرتشر 60 عاماً بالحنث باليمين وعرقلة سير العدالة وحكمت عليه بالسجن أربع سنوات وغرّمته 175 الف جنيه استرليني 245 الف دولار. وجاء ذلك بعدما ثبت للمحكمة انه طلب من صديق له الكذب تحت القسم لنفي ما نشرته صحيفة "دايلي ستار" اللندنية عام 1987 حول علاقته بغانية توفيت في ظروف غامضة. ورفع اللورد الذي كان مقرباً من رئيسة الوزراء السابقة البارونة مارغريت ثاتشر دعوى قدح وذم ضد الصحيفة انتهت بتسوية. لكن الصديق المذكور تيد فرانسي تراجع عام 1999عن اقواله بعد خلاف مالي مع اللورد، مؤكداً في مقابلة صحافية ان آرتشر كان مع الغانية في الليلة التي ادعى فيها زوراً انه كان مع الاخير. وأدت الفضيحة الى سحب حزب المحافظين ترشيح آرتشر الى انتخابات رئاسة بلدية لندن العام الماضي. وكانت الغانية مونيكا كوهلان توفيت بعدما صدمتها سيارة مسروقة شمال غربي انكلترا في 27 نيسان ابريل الماضي. ولم تعرف ابداً ظروف مقتلها. ومثل آرتشر امس، امام محكمة "اولد بايلي" برفقة زوجته ماري وابنهما وليام. ولم تظهر اي تعابير على وجهه لدى النطق بالحكم. وعلق صديقه رئيس الوزراء السابق جون ميجور على الاثر قائلاً: "اتمنى ان يتذكر الناس في هذا الوقت العصيب، لطف جيفري وكرمه". وأمر القاضي الذي كان منع آرتشر من حضور جنازة والدته اخيراً، بأن يقضي اللورد الذي انتخب في عام 1969 عضواً في مجلس العموم، نصف فترة العقوبة على الاقل. وكان آرتشر استقال من مجلس العموم عام 1974 نتيجة فضيحة افلاسه بعد تورطه في استثمارات فاشلة، ما دفعه الى كتابة روايته الاولى: "لا قرش اكثر ولا اقل" التي حققت نجاحاً كبيراً. وتلاحقت سلسلة الفضائح في حياة آرتشر التي كانت صاخبة ومليئة بالعشيقات. واستدعت المحكمة شاهدة هي عشيقته الاخيرة اندرينا كولكوهون التي ادلت بشهادتها الى جانب زوجته الباحثة في جامعة كمبريدج. وفي 1991، وقع آرتشر عقداً مع دار "هاربر كولينز" للنشر قيمته 30 مليون دولار، لقاء تأليف ثلاثة كتب. وعكف على تنظيم حملات لجمع الاموال لحزب المحافظين الذي تولى منصب نائب الرئيس فيه. وكرمه الحزب في 1992 بلقب لورد. وهو سيحتفظ بهذا اللقب على رغم الحكم عليه. ويذكر انه لعب في مسرحية المتهم التي كتبها في فترة اطلاق سراحه بكفالة قبل صدور الحكم، دور البطولة كطبيب متهم بقتل زوجته. والمميز في هذه المسرحية ان الجمهور كان يدلي بصوته في نهاية كل عرض، حول ما اذا كان الطبيب بريئاً ام لا. ومن مؤلفاته: "قايين وهابيل" التي تحولت مسلسلاً تلفزيونياً يعرض في اميركا