كان اللقاء جميلاً وحميماً كالعادة بين مارسيل خليفة وجمهوره. دعاه النادي الثقافي الفلسطيني في لندن، فغنى مع فرقته في حفلة من أجل أطفال فلسطين. قديمه وجديده، من قصائد محمود درويش كان طاغياً، من "أغنية محمد" الدرّة الى "أيها العابرون" حيث تمازج العود والترومبيت، الى موشح شارك فيه العود والكونترباس والبيانو بعزف متقدم لرامي خليفة، الى أغان رقيقة من اميمة الخليل، بلا موسيقى أو مرفقة بالبيانو أيضاً، كانت قصيدة درويش لأمه "وصايا حورية" لحظة حاسمة في الأمسية، إذ حولها مارسيل الى دويتو غناه مع زوجته يولا. لا يعرف مارسيل كم من المرات غنى قصيدة "أمي" التي وضعها حرفاً حرفاً على لسان محبي فنه، إلا انه هذه المرة كان راغباً بشدة في أدائها كأنه انتهى لتوه من كتابة لحنها. لم تشاركه على العود أي آلة اخرى، لكن "الهواتف النقالة" دخلت على الخط. فتوقف راجياً إقفالها، ثم استأنف العزف، فاستأنفت الهواتف رنينها.