} اشتبك الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون علناً أول من امس بشأن المرحلة التي تقف فيها الازمة الفلسطينية - الاسرائيلية الآن. وفيما قال بوش انه يرى تقدماً كافياً يبرر البدء بتنفيذ الخطوات الاخرى في توصيات تقرير ميتشل، كرر شارون موقفه المصر على وقف تام للنار قبل أي خطوة اخرى. واعتبرت الصحف الاسرائيلية امس ان شارون تعرض لضربة كبيرة في لقائه مع الرئيس الاميركي في البيت الابيض الثلثاء. وذكرت صحيفة اسرائيلية ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول الذي بدأ امس جولة في الشرق الاوسط يحمل معه مبادرة تتعلق بتشكيل لجنة مراقبة على الارض تنظر في شكاوى الجانبين. القدسالمحتلة، واشنطن، لندن - "الحياة"، أ ف ب - ظهرت خلافات في العمق حول نقاط عدة بين الرئيس الاميركي ورئيس الوزراء الاسرائيلي لا سيما بشأن تجميد الاستيطان اليهودي في الاراضي الفلسطينية وشروط تطبيق تقرير ميتشل. وكان شارون قال في مؤتمر صحفي قصير مع بوش قبل بدء الاجتماع الرسمي بينهما انه لا بد اولاً من وقف تام لاطلاق النار، وفترة عشرة ايام للتأكد من استمراره وبعد ذلك تبدأ فترة تبريد لستة اسابيع تعقبها اجراءات بناء الثقة. وقالت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية ان الرئيس الاميركي طلب خلال وجود الصحافيين والمصورين ان يبدأ احتساب فترة التبريد فوراً، لكن شارون رفض ذلك. واضافت ان بوش عبر عن رأيه "ان ثمة تقدما يجري تحقيقه"، الامر الذي يلزم الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي بالتحرك الى امام. ورفض شارون ذلك ايضا مصرا على ان اسرائيل لن تعود الى طاولة المفاوضات او تبدأ احتساب فترة التبريد ما لم يكن هناك وقف تام للنار. وأقر شارون امس بظهور خلافات بينه وبين الرئيس بوش اثناء اجتماعهما وذلك حول الاستيطان اليهودي في الاراضي الفلسطينية والجدول الزمني لتنفيذ توصيات لجنة ميتشل. وأكد شارون الموجود في واشنطن للاذاعة الاسرائيلية: "حول موضوع الاستيطان، للاميركيين موقف مختلف عن موقفنا، وهذا امر مشروع ولا يسيء الى علاقاتنا، على العكس، ينبغي ان تقال الاشياء بوضوح وان تطرح على الطاولة". وجدد شارون تشديده على ان عمليات البناء ينبغي ان تتواصل في المستوطنات لتلبية النمو الديموغرافي للمستوطنين. وقال ان "حكومة الوحدة الوطنية التي شكلت في آذار مارس تعهدت بعدم بناء مستوطنات جديدة وعدم مصادرة اراض جديدة، وسيكون هناك تجميد تام للبناء الا في القطاعات حيث يتم البناء لتلبية حاجات السكان". وبحسب المعلق في الاذاعة، فإن الرئيس بوش دعا خلال لقائه مع شارون الى تجميد فوري وتام للاستيطان الذي يوصي به تقرير لجنة ميتشل برئاسة السناتور الاميركي السابق جورج ميتشل. ورداً على سؤال للاذاعة العامة امس حول ما يقصده ب"وقف تام للعنف"، قال شارون ان ذلك يشمل "اطلاق قذائف الهاون والسيارات المفخخة والقاء الزجاجات الحارقة". وأكد الرئيس بوش الثلثاء في المقابل انه ينبغي وقف "حلقة العنف"، معتبرا في الوقت نفسه انه يجب الاستفادة من الخطوات التي تحققت حتى الآن للمضي قدماً. وقال: "اعترف بأن هذه الخطوات تقاس بالسنتيمترات وليس بالاميال، ولكن سنتيمتراً واحداً افضل من لا شيء". وعنونت صحيفة "يديعوت احرونوت" افتتاحيتها، "آمبوش" أي ما معناه كمين بالانكليزية، وهو لعب على الكلام مع اسم الرئيس الاميركي الذي يبدو انه استدرج شارون الى "كمين". ورأت الصحيفة ان "المواجهة العلنية بين الرئيس وشارون غير مألوفة في العلاقات بين البلدين. وسبق وحصلت مواجهات لكن الطرفين كانا يحاولان اخفاءها". واضافت: "كانا بوش وشارون يشبهان زوجين قررا ان يتشاجرا امام اولادهما. فحملة بوش على شارون تهدف قبل كل شيء الى توجيه رسالة الى الدول العربية الصديقة للولايات المتحدة والفلسطينيين مفادها ان الادارة الاميركية الجديدة لا تخضع لسيطرة اسرائيل". ووضعت صحيفة "معاريف" شعبية مستقلة محصلة سلبية للقاء في افتتاحيتها، واعتبرت انه "رغم التصريحات الودية والرصيد الذي يحظى به شارون في واشنطن، فإن الولاياتالمتحدة واسرائيل لا تملكان النظرة نفسها للوضع. فشهر العسل اذا اعتبرنا انه كان قائما، شارف على نهايته. فقد تعرض شارون لضربة علنية مهينة من جانب الرئيس" الاميركي. ورأت الصحيفة ان "بوش مد منتقدي رئيس الوزراء بذخائر مهمة اذ بات بإمكانهم الآن ان يؤكدوا ان كل الجهود التي بذلها لارضاء الاميركيين عبر اظهاره ضبط النفس حيال الفلسطينيين افضت الى ضربة موجعة. من الممكن ان يشكل ما رأيناه امس في البيت الابيض نهاية صداقة رائعة كانت قد بدأت للتو". لجنة مراقبة وفي مقال آخر ذكرت "معاريف" ان الولاياتالمتحدة ستطلق مبادرة جديدة سرية تشمل تشكيل لجنة مراقبة برئاسة مسؤول اميركي رفيع المستوى مقره اسرائيل والاراضي الفلسطينية، تكون مكلفة بحث شكاوى الطرفين خلال وقف النار. ومن المتوقع ان يعرض وزير الخارجية الاميركي كولن باول هذه المبادرة الجديدة خلال جولته في الشرق الاوسط التي باشرها أمس الاربعاء. واعتبرت صحيفة "هآرتس" الليبرالية من جهتها ان "الرئيس بوش استقبل ارييل شارون بلهجة تهجمية ... وافهمه ان صبر الادارة الاميركية حيال المناورات الاسرائيلية شارف على النفاد". واضافت الصحيفة ان "شارون كان يحاول افشال المشروع الاميركي المتمثل بتقديم جدول زمني محدد لتطبيق تقرير ميتشل، او على الاقل ارجاء هذا المشروع".