} شرعت اسرائىل، بعد رفضها المبادرة المصرية - الاردنية، بحملة اعلامية وديبلوماسية في مواجهة توصيات لجنة ميتشل الدولية لتقصي الحقائق، فيما كشفت مصادر صحافية اسرائيلية "مبادرة" جديدة لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين بلورها النائب الاسرائيلي العمالي حاييم رامون ومحمد رشيد المستشار الاقتصادي للرئيس ياسر عرفات. جند رئيس الوزراء الاسرائىلي ارييل شارون عددا من وزرائه لشرح الموقف الاسرائيلي من تقرير لجنة ميتشل والتصعيد في الاراضي الفلسطينية. ففيما عقد اجتماعا مساء اول من امس مع مستشاريه واستدعى رئيس الطاقم الاعلامي الذي قاد معركته الانتخابية ايال اراد ونجله عومري لبلورة موقف موحد وحض سفراء اسرائيل في دول العالم على طرحه امام مسؤولي هذه الدول ووسائل الاعلام المختلفة، اوفد وزير الاسكان ناتان شارانسكي الى روسيا والوزير داني نافيه الى القاهرة، والتقى السفير الاميركي لدى تل ابيب مارتن انديك امس. وبعث وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز برسالة بهذه الروحية الى نظيره الاميركي كولن باول طالب فيها بعدم تبني توصيات لجنة ميتشل، معتبرا ان تبني هذه التوصيات التي تربط بين "وقف اطلاق النار" وتجميد الاستيطان في الاراضي الفلسطينية "جائزة للعنف الفلسطيني". وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان بيريز اكد في الرسالة موقف اسرائيل القاضي باستمرار البناء الاستيطاني "للاستجابة للاحتياجات الجارية" وعدم اقامة مستوطنات جديدة. كذلك اعرب عن موافقة حكومته على البنود الايجابية في التقرير، ومنها عدم المطالبة بنشر قوات دولية في الاراضي الفلسطينية. وتطابقت اقوال بيريز مع تصريحات الوزير الاسرائيلي المتطرف عوزي لاندو أمس الذي اعتبر "وقف اطلاق النار مقابل وقف الاستيطان مكافأة للارهاب الفلسطيني". وهاجم الزيارات التي تقوم بها شخصيات اسرائيلية من حزبي العمل وميرتس للرئىس ياسر عرفات. وجدد تهديداته للفلسطينيين، مشيراً الى ان افكاراً لسحب بطاقات الهوية لشخصيات دينية وسياسية فلسطينية في القدسالمحتلة واغلاق مؤسسات فيها "قيد الدرس". وقال ان من بين هؤلاء مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري ومدير الاوقاف الاسلامية عدنان الحسيني. وكانت مصادر صحافية اسرائيلية كشفت ان شارون اوعز الى لاندو الذي يشغل منصب وزير الامن الداخلي درس سبل اغلاق 11 مؤسسة فلسطينية عاملة في الجزء المحتل من المدينة المقدسة منذ 1967، من بينها "بيت الشرق" الذي يديره عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومسؤول ملف القدس فيصل الحسيني. وتزامنت انتقادات لاندو بيلين مع محادثات اجراها الاخير مع عرفات في غزة امس. واعلن في مؤتمر صحافي مع وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث في اعقاب الاجتماع انه يؤيد ما ورد في توصيات لجنة ميتشل، معربا عن أمله في ان يتبناها شارون. وقال "ان المطلوب الآن وقف اطلاق النار فورا". من جانبه، قال الوزير الفلسطيني شعث ان بيلين الذي وصفه ب"الصديق" يوافق الجانب الفلسطيني في اعتبار تقرير لجنة ميتشل "وثيقة مهمة يمكن ان تكون وسيلة لمواجهة الكارثة". وتبع لقاء بيلين - عرفات اجتماع آخر بين اعضاء في حزب ميرتس اليساري الاسرائيلي والرئىس الفلسطيني. مبادرة جديدة وكشفت صحيفة "هآرتس" مبادرة جديدة بطلاها حاييم رامون من حزب العمل ومحمد رشيد المستشار الاقتصادي للرئيس الفلسطيني. وأوردت أهم بنود المبادرة، مؤكدة ان الطرفين عرضاها على عومري نجل شارون وعرفات وهي: - وقف النار في المناطق الاراضي الفلسطينية. -اجراء مفاوضات متزامنة في شأن اتفاق التسوية الدائمة وتنفيذ الاتفاقات المرحلية القائمة. - انسحاب ثالث يمنح تواصلا اقليميا للسلطة الفلسطينية في الضفة بنسبة 10-15 في المئة. - تحديد تاريخ للتسوية النهائية. وقالت المصادر ان شارون رفض المبادرة واصر على مطلبه "وقف العنف والارهاب بصورة مطلقة قبل اي اتفاق على بدء المفاوضات السياسية"، كما رفضها عرفات. وكتبت "هآرتس" ان رامون ورشيد التقيا منسق السياسة الخارجية لدول الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا والمبعوث الخاص للاتحاد الاوروبي في الشرق الاوسط ميخيل موراتينوس واكدا لهما انه "من دون افق سياسي للفلسطينيين لن يتم وقف النار". ويرى مراقبون فلسطينيون ان شارون يسعى الى اغراق المنطقة بمبادرات سياسية عدة من دون ان يعلن رفضه الكامل لها فيما يستكمل خطته العسكرية لانهاء الوضع الفلسطيني القائم. ولم يخف مستشارو شارون ارتياحهم الى الدعوة التي تلقاها لزيارة فرنسا ويرون فيها مناسبة لشرح الموقف الاسرائىلي من التصعيد الحاصل في المواجهات والتصدي للحملة الاعلامية التي يقودها الفلسطينيون في اوروبا لاظهار بطش الاحتلال ومحاولة قمع الانتفاضة. وكانت فرنسا رفضت في السابق استقبال شارون بوصفه شخصية غير مرغوب فيها.