بدأت اسرائيل استعداداتها لاستقبال وزير الخارجية الأميركي كولن باول، وزيارة رئيس وزرائها ارييل شارون واشنطن بتصعيد اعلامي ضد السلطة الفلسطينية، فيما واصل المستوطنون هجماتهم، واعتداءاتهم على المدن والقرى الفلسطينية، فأحرقوا حقولاً للقمح وعشرات الدونمات من الأشجار المثمرة، وأقاموا حواجز على الطرق بحماية الجيش، مطالبين شارون بوقف سياسة "ضبط النفس" وشن حرب شاملة. وقتل جنديان اسرائيليان في انفجار عبوة قرب مستوطنة "دوغيت" في قطاع غزة، واعلن ناطق عسكري اسرائيلي ان "هجوماً انتحارياً" استهدف سيارة جيب عسكرية. في غضون ذلك كان منسق السياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا يناقش مع شارون وقف النار والانتقال الى المرحلة الثانية من "وثيقة تينيت"، أي البدء بانسحاب الجيش وفك الحصار. وسيطرح رئيس الوزراء الاسرائيلي خلال زيارته واشنطن موضوع "ضائقة المستوطنين"، ليستبق طلباً أميركياً بتجميد الاستيطان، ضمن خطوات إعادة بناء الثقة وفقاً لتوصيات "لجنة ميتشل" التي أيدتها الولاياتالمتحدة، وسيسعى شارون أيضاً الى تأجيل هذه المرحلة بحجة أن الأسابيع الستة لفترة التهدئة، تبدأ من تاريخ الوقف التام للنار. ولا يستبعد أن يكون المستوطنون صعدوا هجماتهم بتنسيق كامل مع حزب ليكود، متوقعة ان يستقبل شارون في الولاياتالمتحدة بحفاوة بالغة، لكن الرئيس جورج بوش وباول سيطلبان منه "بوضوح" التزاماً بتجميد الاستيطان. وأعلن مسؤول في الخارجية البريطانية في لقاء مع مجموعة من الصحافيين العرب أمس ان رئيس الوزراء توني بلير سيستقبل شارون غداًالأحد ويناقش معه قضية الاستيطان و"تقرير ميتشل". ونفى المسؤول أنباء اعلنت قبل يومين ان بلير لن يستقبل شارون بعدما شاهد الفيلم الذي يدينه بارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا. الى ذلك اجتمع المبعوث الأميركي الخاص الى الشرق الأوسط وليام بيرنز أمس مع وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز، تمهيداً لزيارة باول المتوقعة في 26 الجاري.