اختتم الامين العام للامم المتحدة كوفي انان جولته الشرق الاوسطية بلقاءات مع مسؤولين اسرائيليين برزت خلالها خلافات في وجهات النظر في اكثر من مسألة، اذ تمسك انان بأن الطلعات الجوية الاسرائيلية فوق لبنان "تنتهك" الخط الازرق، كما دعا الى وضع جدول زمني لتنفيذ توصيات "ميتشل" وربْط وقف النار بإطار سياسي. وأفاد مسؤول دولي رفيع المستوى حضر اللقاء بين أنان ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ليل السبت - الاحد ان شارون رهن بدء "فترة التبريد" بوقف تام للنار، وهو امر عقب عليه انان بالقول ان من الممكن بذل جهود مئة في المئة، لكن هذا لا يضمن نجاحاً بنسبة مئة في المئة. كذلك أصر على "نهج تتابعي" لتنفيذ توصيات "تقرير ميتشل"، علماً بأن الفلسطينيين يطالبون بتزامن اتخاذ الاجراءات. من جهة اخرى اف ب، اعلن انان انه لم يحصل على اي معلومات محددة في شأن مصير الاسرائيليين الاربعة الاسرى لدى "حزب الله" خلال محادثاته في دمشق وبيروت. واكد انه بحث مع الاسرائيليين في مسألة الاسرى اللبنانيين الذين تعتقلهم اسرائيل بهدف مبادلتهم بالجنود الاسرائيليين. وبشكل غير مباشر، أثارت زيارة انان لاسرائيل الازمة الاولى بين شارون ووزير خارجيته شمعون بيريز، اذ دعا انان الى عقد اجتماع في رام الله يحضره هو وشارون وبيريز والرئيس ياسر عرفات، وهو امر رفضه شارون معتبراً ان اسرائيل لا تريد ان تظهر كأنها على استعداد للتفاوض تحت وطأة اطلاق النار. واثر ذلك، عقدت الحكومة الاسرائيلية اجتماعاً عاصفاً جرى خلاله للمرة الاولى تراشق حاد بين شارون وبيريز. واللقاء لم يكن موضوع الخلاف الوحيد، بل تعداه الى اختلاف تفسيراتهما في شأن اتفاق وقف النار ورفع الحصار وتطبيق توصيات ميتشل و"وثيقة تينيت". ورجح مراقبون ان يكون هذا الخلاف مقدمة لانشقاق في حكومة "الوحدة الوطنية" في اسرائيل، فمن جهة هناك حسابات بيريز الحزبية الداخلية خصوصاً مع اقتراب موعد انتخابات زعامة الحزب، ومن جهة اخرى هناك استحقاقات مهمة وشيكة في عملية السلام منها مسألة تجميد الاستيطان بعد وقف اطلاق النار. وفي واشنطن، لفت وزير الخارجية الاميركي كولن باول في مقابلة مع شبكة "فوكس" الى ان "العنف تراجع على الارض"، وقال: "لاحظنا في الاسابيع الماضية حصول بعض التقدم ... لكن لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به". واشار الى وجود خلافات خصوصاً في شأن ملف "اعتقال الارهابيين" ومسألة حواجز الجيش التي تحول دون تنقل الفلسطينيين.