سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمير سعود الفيصل شدد في محادثاته مع بلير على أهمية دور أوروبي أكبر . ولي العهد السعودي يدعو الاتحاد الاوروبي الى تحمل "مسؤولياته السياسية والاخلاقية" لحل الأزمة في المنطقة
دعا ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الاتحاد الاوروبي الى تحمّل "مسؤولياته السياسية والاخلاقية" و"القيام بدور اهم" في الشرق الاوسط. وفي لندن صرّح وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بأنه أبلغ رئيس الوزراء البريطاني توني بلير خلال اجتماعهما امس ان القيادة السعودية قلقة من الوضع في الشرق الاوسط وتتطلّع الى الدور الاوروبي من اجل التوصل الى حل للأزمة الحالية في المنطقة وتحقيق السلام العادل فيها. وقال الأمير سعود الفيصل لمجموعة من الصحافيين العرب عقب محادثاته مع بلير في عشرة داوننغ ستريت انه اشار الى ما كان قد دعا اليه ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بشأن الدور الاوروبي. ونشرت صحيفة "فايننشال تايمز" اللندنية امس حديثاً مع ولي العهد السعودي أدلى به في مدينة الدار البيضاء المغربية قال فيه ان على اوروبا "ان تلعب دوراً اهم من الذي تقوم به حالياً وبالكاد نشعر به". وتابع ولي العهد السعودي: "ان كل ما نريده هو العدل واحترام حقوق الانسان. نريد من الاوروبيين ان ينظروا الى الواقع ويقوموا بفحص ضميرهم". وقال: "ألا يرون ما يحدث للاطفال الفلسطينيين والنساء والمسنين وما يتعرضون له من ذل ومجاعة؟ وفي حال ابتعد الارهاب عن المنطقة فإننا نخشى من ان ينتشر في العالم كله ومن المحتمل ان تندلع حرب اقليمية". واذ رفض الأمير عبدالله حتى الان دعوة الرئيس جورج بوش لزيارة البيت الابيض فلإنه يريد ان يعبر عن احتجاجه على سياسة الولاياتالمتحدة التي يعتبرها منحازة لاسرائيل. الا انه اضاف للصحيفة: "في حال لم تتم الزيارة الآن، فستتم غداً، المهم ان تتم في جو يؤدي الى نجاحها". ونقل الأمير سعود الفيصل تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الى بلير، واعرب عن الامل في ان تقوم الدول الاوروبية فعلاً بجهد كبير، اذ ان السلام يحتاج "الى دفعة من الخارج لأن مواقف الحكومة الاسرائيلية تتسم بالتشدّد في هذا الامر، ومن دون دفعة من الخارج، وبخاصة الدول التي لها علاقات متميزة مع اسرائيل كالدول الغربية والولاياتالمتحدة، فإن الآمال في السلام المبني على مدريد والاتفاقات الموقعة بين اسرائيل والفلسطينيين ستكون ضعيفة جداً ما لم تقم اوروبا بذلك". ورداً على سؤال قال الأمير سعود الفيصل ان رئيس الوزراء البريطاني اكد انه والدول الاوروبية سيسعون في هذا الاتجاه. وكان مسؤولون بريطانيون ذكروا ان المحادثات بين بلير والأمير سعود الفيصل شملت الاوضاع الاقليمية ومن بينها العراق والازمة الراهنة في المنطقة بسبب انهيار عملية السلام والعلاقات الثنائية. واشار اولئك المسؤولون الى ان المقترحات البريطانية الجديدة بشأن العراق التي يتم بحثها في مجلس الامن الدولي تم التطرّق اليها خلال المناقشات، واكد بلير ان هذه التدابير الجديدة ستؤدي الى رفع المعاناة عن الشعب العراقي، اذ سترفع القيود المفروضة على التجارة مع العراق مع التشديد في الوقت نفسه على الحيلولة دون حصول النظام العراقي على اسلحة الدمار الشامل. وبشأن الازمة الفلسطينية الاسرائيلية اوضح بلير ان بلاده وبقية دول الاتحاد الاوروبي تعمل على زيادة دورها في الشرق الاوسط، وان هذا الدور تطوّر فعلاً خلال الاسابيع الاخيرة كما هو واضح في جولات مفوض الشؤون الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا وجهوده لتثبيت وقف النار بين الفلسطينيين واسرائيل والعمل على تنفيذ توصيات لجنة ميتشل. واشار مسؤولون بريطانيون الى ان رئيس الوزراء البريطاني نادراً ما يلتقي وزراء الخارجية الزائرين لبريطانيا ولكنه كان سعيداً لمقابلة الأمير سعود الفيصل نظراً للعلاقات الوطيدة بين بلديهما. وقال الناطق باسم بلير ان المحادثات ركزت اساساً على المأزق الحالي لعملية السلام وان رئيس الوزراء البريطاني اعطى وزير الخارجية السعودي انطباعاته عن محادثاته مساء اول من امس في لندن مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون. واضاف الناطق ان المناقشات شملت اهمية الدور الاوروبي في عملية السلام والدور الاميركي بغية تحقيق الامن والسلام في المنطقة. وقال ان بريطانيا والسعودية متفقتان في وجهات نظرهما حول ضرورة احتواء خطر اسلحة الدمار الشامل العراقية، وأهمية رفع المعاناة عن الشعب العراقي. وتطرقت المناقشات ايضاً الى موضوع النفط والغاز، ورحّب بلير بقرار السعودية اشراك شركات بريطانية في الاستثمارات الجديدة في قطاع النفط والغاز. والتقى الأمير سعود الفيصل مساء امس في لندن نظيره البريطاني جاك سترو في مأدبة عشاء أقامها الوزير البريطاني في مقره الرسمي في وسط لندن على شرف ضيفه السعودي وبحثا خلالها في العلاقات الثنائية وقضية السجناء والمعتقلين البريطانيين في السعودية وقضايا اقليمية اهمها القضية الفلسطينية. وجدد سترو وقوف بلاده الى جانب تنفيذ توصيات ميتشل بكل بنودها.