أكدت بريطانيا والسعودية أهمية تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في منطقة الشرق الأوسط، وشددتا على ضرورة تنفيذ العراق كل القرارات الدولية، وان يكون الرد على وقف بغداد التعاون مع فرق التفتيش "حازماً ومتناسباً ومدروساً". وأجرى ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في اليوم الأخير لزيارته بريطانيا أمس، محادثات في "10 داوننغ ستريت" مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير استمرت 50 دقيقة، أعلن بعدها ناطق باسم رئاسة الوزراء البريطانية ان حكومته أعربت عن ثقتها بإمكان تعزيز الروابط أكثر عندما تصبح السعودية عضواً في منظمة التجارة العالمية. وأكد بلير تأييد بلاده الطلب السعودي في هذا الشأن. وأعرب الجانبان عن ارتياحهما إلى نمو العلاقات الثنائية، خصوصاً في المجالات الاقتصادية، مؤكدين عزمهما توسيع هذه العلاقات. وشددا على أهمية احياء عملية السلام في الشرق الأوسط، والتوصل إلى اتفاق بين الفلسطينيين وإسرائيل وفقاً للاقتراحات الأميركية. وعرض الأمير عبدالله وبلير في المحادثات التي تلتها مأدبة غداء، قضية لوكربي، وأوضح رئيس الوزراء البريطاني أن لندن ذهبت إلى حد بعيد في محاولة لإيجاد حل عبر الاقتراحات البريطانية - الأميركية التي تتضمن قبولاً بمحاكمة الليبيين المشتبه فيهما، في لاهاي، وفقاً للقانون الاسكتلندي. وأشار الناطق باسم رئاسة الوزراء إلى أن ولي العهد السعودي قبل بهذا الطرح. وشدد الجانبان على ضرورة تنفيذ العراق كل قرارات مجلس الأمن، واسراعه في تنفيذ البرنامج الإنساني وفقاً للالتزامات الدولية. وتطرقت المحادثات أيضاً إلى التوتر بين إيران وأفغانستان. وفي مقر وزارة الخارجية البريطانية أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، الذي يرافق ولي العهد السعودي، محادثات مع الوزير روبن كوك، وأكدا أهمية توصل الفلسطينيين وإسرائيل إلى اتفاق على أساس المبادرة الأميركية، وأعربا عن القلق من جمود عملية السلام. وأوضحت الخارجية البريطانية أن الوزيرين اتفقا على أهمية معاودة العراق التعاون مع فرق التفتيش، وعلى أن الرد على وقفه التعاون يجب أن يكون "حازماً ومتناسباً ومدروساً". واعتبرا ان أفضل وسيلة لتسوية الأزمة بين إيران وأفغانستان هي الحوار عن طريق الأممالمتحدة. وأكدت الوزارة أن كوك عرض الاقتراحات الأميركية - البريطانية لتسوية أزمة لوكربي، وان الأمير سعود الفيصل اعتبرها "أفضل السبل لإحراز تقدم". واستقبل ولي العهد السعودي أمس سفراء دول مجلس التعاون الخليجي والسفراء العرب، وحضهم على بذل المزيد من الجهد لاظهار وجهة النظر العربية في كل القضايا بما يتفق وتحقيق مصالحها. ثم استقبل ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز وبحثا في العلاقات الثنائية. وأقام السفير السعودي في لندن الدكتور غازي القصيبي مساء مأدبة عشاء تكريما للأمير عبدالله بن عبدالعزيز.