حذر مكتب رئيس الوزراء البريطاني امس من المغالاة في توقع الكثير من جولة رئيس الوزراء توني بلير في كل من مصر والمملكة العربية السعودية والاردن واسرائيل وغزة، في اشارة الى الدور البريطاني والاوروبي في عملية السلام. واكد اليستر كامبل الناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني ان بلير الذي سيزور اسرائيل والكيان الفلسطيني كرئيس للاتحاد الاوروبي "لا يحمل مبادرة اوروبية جديدة، بل يذهب لتأكيد المساعي الاوروبية الداعمة للمساعي الاميركية في دفع عملية السلام، مشيرا الى ان المساعي الاميركية تحتل مركز الصدارة. ومن المقرر ان يرافق بلير في جولته في اسرائيل وغزة المبعوث الاوروبي لعملية السلام السفير ميغيل انخيل موراتينوس. برنامج الزيارة ويبدأ برنامج زيارة بلير بالقاهرة التي يصل اليها اليوم ويلتقي الرئيس حسني مبارك وشيخ الازهر الشيخ طنطاوي وكبار رجال الاعمال المصريين. ومن المتوقع ان تتركز المحادثات المصرية - البريطانية على العلاقات الثنائية. وأشار كامبل الى ان بلير تواق لسماع اراء الرئيس المصري في شأن دفع عملية السلام. وفي اليوم التالي، ينتقل بلير الى جدة حيث يلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، قبل ان يعقد اجتماعا مع الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي. ومن المتوقع ان تتركز المحادثات على العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية التي تشمل العراق وايران وامن الخليج، اضافة الى البحث في عملية السلام في المنطقة. ومن المنتظر ايضا ان يلتقي بلير فريقا من رجال الاعمال السعوديين قبل مغادرة السعودية متوجها الى الاردن الاحد حيث يلتقي الملك حسين ويتناول معه العشاء، كما سيزور مخيما للاجئين برفقة ولي العهد الاردني الامير الحسن بن طلال. واعتبر كامبل ان هذه الزيارة تشكل "فرصة" ليعبر بلير عن اعجابه بالدور الذي لعبه الملك الحسين في دفع عملية السلام. ومن الاردن يتوجه بلير ظهرا الى اسرائيل حيث يلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وبعض السياسيين الاسرائيليين. ومن المتوقع ان يتضمن جدول زيارته للدولة العبرية وضع اكليل من الورد على قبر رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحق رابين ترافقه زوجته وزوجة رابين، وذلك قبل ان يتوجه الى غزة حيث يلتقي الرئيس ياسر عرفات ويتناول معه طعام الغداء والعشاء، فيما ستقوم زوجته بزيارة مركز للمعوقين برفقة السيدة سهى عرفات. ونفى كامبل ان تكون رئاسة الوزراء البريطانية طلبت موافقة السلطات الاسرائيلية على برنامج زيارة بلير الى الكيان الفلسطيني، مشيرا الى ان "عدم مبيت رئيس الوزراء ليلة في غزة له علاقة ببرنامج الزيارة وليس بموقف اسرائيل من الزيارة". كما اشار في هذا السياق الى ان بلير لن يزور القدسالشرقية، وذلك لان السلطة الفلسطينية طلبت منه تمديد زيارته لغزة ساعة، مما وضع ضغطا على برنامجه واضطره الى الغاء الزيارة. لكن الناطق اضاف ان بلير سيلتقي مسؤول ملف القدس في السلطة الفلسطينية السيد فيصل الحسيني ضمن الوفد الفلسطيني الذي سيحضر اجتماعاته مع عرفات. ومن المتوقع ان تتركز المحادثات في غزة على دفع عملية السلام وفتح المطار في غزة والاسراع في بدء العمل في المنطقة الصناعية، الى جانب البحث في التعاون الامني بين الاتحاد الاوروبي والكيان الفلسطيني. "القرار 425" وردا على سؤال عن القرار 425 الخاص بالانسحاب الاسرائىلي من جنوبلبنان، اكد الناطق باسم بلير الموقف البريطاني، مضيفا ان من المتوقع ان يبحث رئيس الوزراء البريطاني مع نتانياهو في هذا الموضوع، مشيرا الى انه "لا بد ان يكون هناك دور للديبلوماسية الهادئة يمكن ان تلعبه دول اوروبية او الاتحاد الاوروبي او الولاياتالمتحدة والامم المتحدة وربما كل هذه البلدان مجتمعة".