أوقفت السلطات اليمنية تسعة اشخاص يشتبه في علاقتهم بجماعات اسلامية متشددة، للتحقيق في تهديدات تعرضت لها السفارة الاميركية في صنعاء. وللمرة الأولى منذ بدء التحقيق في تفجير المدمرة "كول" في ميناء عدن، تحول سجال بين مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي آي ووزارة الخارجية الاميركية الى اتهامات متبادلة بين الطرفين، بعد سحب المكتب فريقاً من اليمن. وأعلن وزير الخارجية اليمني الدكتور أبوبكر القربي ان صنعاء تلقت لائحة اميركية تتضمن اسماء اشخاص يشتبه في تورطهم بتفجير المدمرة الاميركية في تشرين الأول اكتوبر الماضي، وارتباطهم بزعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن وبعلاقة بالتهديدات الأخيرة بتنفيذ عمليات "ارهابية" ضد مصالح اميركا ورعاياها في اليمن. وفي تطور آخر صادق الرئيس علي عبدالله صالح على حكم بالاعدام لسفاح مشرحة كلية الطب في جامعة صنعاء السوداني محمد آدم عمر اسحق، وسينفذ الحكم صباح اليوم رمياً بالرصاص. وفي واشنطن، تصاعدت حدة الاتهامات بين وزارة الخارجية ومكتب التحقيقات الفيديرالي حول نشاطات المكتب في اليمن، المتعلقة بالتحقيق في تفجير المدمرة "كول" الذي اسفر عن مقتل 17 بحاراً اميركياً. واتهم مصدر في ال"اف بي آي" سفيرة الولاياتالمتحدة في صنعاء باربرا بودين بعدم القدرة على تأمين ظروف حماية تسمح لفريق المحققين التابع للمكتب بالعمل في اليمن. ورد مصدر رسمي في الخارجية الاميركية واصفاً هذا الاتهام بأنه "مخيب للأمل"، ومشدداً على ان السفيرة "تتمتع بثقة وزير الخارجية واحترامه". وزاد ان المقصود بالظروف الأمنية التي لم تؤمنها بودين هو مطالبة فريق ال"اف بي آي" بالتجول في اليمن مع أسلحته "مما سيجعله معرضاً للخطر ولن يضمن له الحماية اذا اخذت في الاعتبار الظروف الحالية في هذا البلد". وأوضح المصدر ان وزارة الخارجية نصحت بعض ديبلوماسييها في صنعاء وعائلاتهم بالمغادرة اذا لم تكن هناك ضرورة لبقائهم، وذلك بسبب "بعض التهديدات"، مما دفع فريق المحققين الى استغلال هذه النصيحة ووقف العمل. وأشار الى ان لدى ال"اف بي آي" اعتباراته الخاصة وتفسيراته المتعلقة بسحب الفريق من اليمن. إلى ذلك، لم تؤكد السلطات اليمنية رسمياً توقيف تسعة أشخاص يشتبه في علاقتهم بجماعات إسلامية متشددة في محافظات شبوه وابين وعدنوصنعاء، للتحقيق في تهديدات طاولت السفارة الأميركية. وفيما أكد وزير الخارجية اليمني تلقي بلاده لائحة من الولاياتالمتحدة تتضمن أسماء أشخاص يشتبه في تورطهم بتفجير "كول" وارتباطهم بأسامة بن لادن أو علاقتهم بالتهديدات الأخيرة بتنفيذ عمليات "ارهابية" ضد رعايا أميركا ومصالحها في اليمن، أبلغت مصادر حكومية في صنعاء "الحياة" أن السلطات اليمنية غير مجبرة على التعامل مع أي معلومات تتلقاها من واشنطن، إلا في إطار حدود التعاون الذي لا يتجاوز القوانين اليمنية والاجراءات الأمنية الضرورية والاستثنائية. وتابعت المصادر أن صنعاء تشعر بوجود خلافات بين الخارجية الأميركية وال"اف بي آي" حول طبيعة التعامل مع الحكومة اليمنية في ملف التحقيقات المتعلقة بتفجير "كول". وعزت إلى هذه الخلافات مغادرة فريق ال"اف بي آي" اليمن أخيراً، مشيرة إلى تفهم الخارجية الأميركية وجهة نظر صنعاء. وتحدثت عن تأكيدات بمعاودة فتح القنصلية الأميركية في العاصمة اليمنية، والتي اغلقت بسبب تهديدات للسفارة، نافية أن يكون المحققون الأميركيون تعرضوا لأي تهديد. وشددت في صنعاء وبقية مدن اليمن الاجراءات الأمنية ليلاً ونهاراً، وتكثفت منذ السبت الماضي عمليات التفتيش عن الأسلحة والبحث عن مطلوبين. وفي هذا السياق قتل أول من أمس شرطيان في اشتباك مع مجموعة تنتمي إلى قبيلة بني ضبيان، وذلك في أحد الأحياء الجنوبية للعاصمة. على صعيد آخر، أعلن ناطق رسمي في مكتب النائب العام اليمني امس ان الرئيس علي صالح صادق على حكم الاعدام الذي صدر على سفاح مشرحة كلية الطب في جامعة صنعاء محمد آدم عمر اسحق بعدما دانته المحكمة بارتكاب جريمتي قتل طالبتين هما اليمنية حُسن أحمد عطية والعراقية زينب سعود عزيز قبل عام ونصف عام داخل المشرحة. واكد الناطق أن عقوبة الاعدام رمياً بالرصاص ستنفذ في الموظف السوداني صباح اليوم في ميدان عام بجوار مبنى كلية الطب شمال غربي صنعاء. وكانت محكمة الاستئناف ثبتت حكم محكمة بني الحارث الابتدائية للجنايات التي دانت السفاح بقتل الطالبتين. وصادقت المحكمة العليا على الحكم، ووقعه الرئيس علي عبدالله صالح. وكانت محاكمة محمد آدم اثارت أجواء من القلق والغضب في أوساط الرأي العام داخل اليمن وخارجه.