انتهت في جيبوتي أمس عملية خطف تعرضت لها إحدى طائرات الخطوط الجوية اليمنية، على يد يمني طلب تغيير مسارها الى بغداد، وذلك بعد أقل من ساعة على إقلاعها من مطار صنعاء. وكانت الطائرة في رحلة داخلية الى مدينة تعز اليمنية 400 كيلومتر جنوب العاصمة، وعلى متنها السفيرة الأميركية لدى اليمن بربارا بودين والسفير اليمني في واشنطن عبدالوهاب الحجري وعدد من الديبلوماسيين العرب والأجانب. كما كان برفقة السفيرة أربعة ديبلوماسيين أميركيين بحسب مصادر السفارة الأميركية. لكن مصادر مطلعة أكدت ل"الحياة" ان اثنين من فريق التحقيق التابع لمكتب التحقيقات الفيديرالية الأميركي إف بي آي، والذي يشارك في التحقيقات الجارية في عدن لكشف ملابسات الهجوم الانتحاري على المدمرة الأميركية "كول"، كانا على متن الطائرة. وكان خاطف الطائرة محمد علي ستار أجبر قائدها على تغيير مسارهما خارج الأجواء اليمنية، مهدداً بمسدس على شكل قلم بعد الاقلاع من صنعاء بنحو عشرين دقيقة، وهو اقتحم قمرة القيادة، وطلب من قائد الطائرة عامر انيس التوجه الى بغداد، لكن الأخير ومساعدته روزانا مصطفى اقنعا الخاطف بعدم التمكن من الطيران الى العراق بسبب كمية الوقود المحدودة. ووافق الخاطف على الهبوط في مطار جيبوتي للتزود بالوقود، لكن طاقم الملاحين سمح للركاب وعددهم 91 بالنزول من الباب الخلفي أثناء وجود الخاطف في قمرة القيادة، وعندما شاهد الأخير الركاب على أرض المطار انتابه الغضب واطلق رصاصتين من مسدسه داخل القمرة، وعندها تمكن طاقم القيادة من السيطرة عليه، ومن ثم تسليمه الى سلطات الأمن في مطار جيبوتي. وتردد ان جهل الخاطف باللغة الانكليزية ساهم في احباط العملية خلال وقت قصير. وأكد بيان لمصدر مأذون له في وزارة الداخلية اليمنية ان الخاطف مواطن عراقي، ثم أفيد انه يمني، وذكرت المصادر الرسمية في جيبوتي انه يمني "مهووس" بتأييد الرئيس صدام حسين. وأشار المصدر اليمني الى أن عملية الخطف انتهت بسلام ولم يصب أي من ركاب الطائرة أو أفراد طاقمها بأي أذى، مؤكداً أن الطاقم هو الذي تمكن من السيطرة على الخاطف واعتقاله بعد توقف محركاتها في مطار جيبوتي. الى ذلك علمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية في سفارة الولاياتالمتحدة في صنعاء ان السفيرة بربارا بودين كانت متوجهة على متن الطائرة الى مدينة تعز، حيث يقيم الآن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، لاجراء محادثات تتعلق بتطورات التحقيق في الهجوم على المدمرة "كول". ورافق بودين أربعة من الديبلوماسيين الأميركيين العاملين في السفارة. وأكدت مصادر يمنية ل"الحياة" ان بودين توجهت الى تعز صباح أمس ومعها السفير اليمني في واشنطن، وعدد من الديبلوماسيين الأميركيين، ومحققون أميركيون لحضور المحادثات بين الرئيس علي صالح والجنرال تومي فرانكس قائد القوات الأميركية للقيادة المركزية الذي يزور اليمن. وسيلتقي فرانكس كبار المسؤولين بهدف عرض مجالات التعاون العسكري بين البلدين، بالاضافة الى بحث مستجدات التحقيق في الهجوم على المدمرة "كول"، والتعاون الأمني بين اليمن والولاياتالمتحدة. وعلمت "الحياة" من مصادر أمنية ان وزارة الداخلية وجهاز الأمن السياسي الاستخبارات شرعا في تحقيق في مطار صنعاء لكشف ملابسات حادث خطف الطائرة والظروف التي تمكن من خلالها الخاطف من اختراق أمن المطار واجهزة التفتيش حاملاً مسدساً. وأوقفت السلطات عدداً من العاملين في المطار للتحقيق معهم. وأشارت المصادر الى أن التحقيقات الأولية لم تكشف هل العملية مدبرة نظراً الى وجود السفيرة الأميركية وديبلوماسيين اميركيين وأجانب على متن الطائرة، وشددت على استحالة الحسم في هذه المسألة قبل أن تتمكن اجهزة الأمن من جمع المعلومات الكاملة وتحديد هل هناك أطراف أخرى استخباراتية أو غيرها ضالعة. ولفتت المصادر ذاتها الى أن السلطات اليمنية طلبت من السلطات الجيبوتية تسليمها الخاطف. وعادت السفيرة الأميركية ومرافقوها الديبلوماسيون الأميركيون والسفير اليمني في واشنطن الى صنعاء بعد الظهر على متن طائرة يمنية خاصة، نقلتهم من مطار جيبوتي، وفي وقت لاحق عادت الطائرة المخطوفة وركابها.