شنت أجهزة الأمن اليمنية حملة اعتقالات واسعة، مستهدفة المنتمين إلى تنظيم "الجهاد" الإسلامي للتحقيق معهم في قضية تفجير المدمرة الأميركية في عدن. وعلمت "الحياة" من مصادر في واشنطن ان متهماً اعتقل في البحرين كان يخطط لعملية انتحارية ضد مصالح الولاياتالمتحدة، وأعلنت القوات الأميركية في الخليج حال التأهب بعد اعتقاله و"بعد التقاط أجهزة الاستخبارات اتصالات بين منظمات إرهابية توحي بذلك". وشددت السلطات اليمنية في عدن اجراءاتها الأمنية وكثفت دورياتها حول مكان إقامة فرق التحقيق الأميركية التي تلقت تهديداً فجر أمس بنسفه. وشوهد الجنود الأميركيون في الفندق يغادرون غرفهم ويتخذون "الاحتياطات اللازمة" عند الساعة الواحدة فجراً. ولم تؤكد المصادر الأميركية الرسمية تلقي قواتها أي تهديد من أي جهة، واستبعدت مصادر يمنية إمكان شن أي هجوم على الفندق "نظراً إلى دقة الاجراءات الأمنية حوله". "الجهاد" وفي صنعاء، أكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" أن الأجهزة اليمنية تجري تحقيقات مع أكثر من ثلاثين شخصاً يشتبه في علاقتهم بتنظيم "الجهاد" اعتقلوا في عدد من المحافظات اليمنية ويجري نقلهم أول بأول إلى عدن للمثول أمام فريق التحقيق اليمني للتحقق من علاقتهم بتنظيم "الجهاد" أو أي علاقة باسامة بن لادن الذي يشتبه بتورطه في تنفيذ عملية تفجير المدمرة الأميركية "يو. اس. اس كول" في ميناء عدن قبل أسبوعين، التي أسفرت عن مقتل 17 بحاراً وجرح 32 من طاقمها، بالإضافة إلى منفذي العملية على قارب مفخخ. وقالت المصادر نفسها إن فريق التحقيق الأميركي التابع لمكتب التحقيق الفيديرالي اف بي آي على اطلاع كامل على تفاصيل التحقيقات وعملية التحريات التي تقوم بها الأجهزة اليمنية تحت اشراف مباشر من الرئيس علي عبدالله صالح الذي فضل العودة إلى عدن بعد مشاركته في مؤتمر القمة العربي في القاهرة ليكون قريباً من التحقيق. تعاون مصري - يمني وكان الرئيس اليمني اجتمع في القاهرة على هامش مؤتمر القمة بوزير الداخلية المصري حبيب العادلي، ولم تستبعد هذه المصادر أن يكون الحديث بين الجانبين تطرق إلى عملية تفجير المدمرة "كول" وسير التحقيقات في عدن، خصوصاً أن معلومات حصلت عليها السلطات اليمنية تشير إلى تورط عناصر مصرية تنتمي لجماعات متطرفة في حادث التفجير، بالإضافة إلى احتجاز عدد من المصريين في عدن يعتقد بأن لهم علاقة بمنفذي التفجير. وأشارت هذه المصادر إلى احتمال تبادل معلومات بين السلطات اليمنية وأجهزة الأمن المصرية على خلفية التحقيق في تفجير المدمرة "كول"، خصوصاً أن أجهزة الأمن في اليمن وسّعت رقعة الاعتقالات والملاحقة لعناصر إسلامية يمنية ومصرية ومن جنسيات عربية أخرى خلال الأيام الأخيرة. ولفتت المصادر إلى أن فريق التحقيق اليمني - الأميركي المشترك بلغ مراحل متقدمة في التحقيق، وان الجانبين متفقان على عدم الكشف إعلامياً عن التفاصيل المهمة في التحقيقات لئلا يؤثر ذلك في مهمة المحققين، خصوصاً أن عملية التفجير تندرج في قائمة العمليات المعقدة والخطيرة.