واصلت أجهزة الأمن اليمنية تحقيقاتها في عملية تفجير المدمّرة الأميركية "كول" في ميناء عدن الأسبوع الماضي. وفي حين أُفيد انها اعتقلت رعايا من جنسيات عربية و"بضعة" صوماليين، يقطنون مخيّماً للاجئين في أبين القريبة من عدن، طرأ تطور مهم في قضية تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في شرق افريقيا عام 1998. إذ أقر عسكري أميركي سابق يُشتبه في أنه أحد مساعدي أسامة بن لادن بأنه "مُذنب" في الاتهامات الموجهة اليه في قضية السفارتين راجع ص 2. وأفادت وكالة "رويترز" ان علي محمد أبو السعود48 سنة، وهو بين 17 شخصاً وردت أسماؤهم في لائحة المتهمين بتفجير السفارتين في نيروبي ودار السلام، مثل أمس أمام القاضي ليونارد ساند في محكمة مانهاتن في نيويورك، وأقر بأنه "تآمر" مع إبن لادن لتفجير السفارتين. وأضاف علي أبو السعود الذي مثل أمام القاضي والأغلال في رجليه، انه قام بعمليات تجسس ومراقبة لأهداف غربية لتنفيذ اعتداءات عليها لمصلحة إبن لادن وجماعة "الجهاد". وقال: "بين الأهداف التي تجسست عليها السفارة الأميركية في نيروبي، بسبب تورطها بالصومال"، في إشارة الى دور الولاياتالمتحدة في إطار القوات الدولية في هذا البلد. وزاد: "التقطت صوراً واعددت تقريراً لإبن لادن" عن السفارة التي فُجّرت في آب اغسطس 1998. وأوضح أنه مرتبط بجماعة "الجهاد" وأن الهدف الذي كان يسعى اليه هو "مهاجمة الأهداف الغربية" بما فيها قتل أميركيين. واكد انه درب اعضاء في تنظيم "القاعدة" ونقل ابن لادن سراً من باكستان الى السودان في الثمانينات. وأبو السعود مواطن مصري الأصل دخل أميركا عام 1985 وحصل لاحقاً على جنسيتها، وانضم الى إحدى الفرق الخاصة في الجيش الأميركي. وسيصدر الحكم عليه في تموز يوليو المقبل، وهو يواجه عقوبة السجن المؤبد. وستبدأ محاكمة خمسة آخرين من المتهمين بتفجير السفارتين أمام محكمة في نيويورك في 3 كانون الثاني يناير المقبل. جاء هذا التطور في وقت أفادت وكالة "أسوشيتدبرس" ان الشرطة الباكستانية أعلنت أمس انها اعتقلت في 12 تشرين الأول اكتوبر الجاري عراقياً اسمه صالح سليمان أبو دجانة في منطقة رهط اباد القريبة من بيشاور، على الحدود مع أفغانستان. وأضافت ان الشرطة التي تشتبه في علاقة "أبو دجانة" بأسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة"، نقلت المعتقل الى العاصمة الباكستانية. وفي عدن، أفادت مصادر يمنية ان المحققين يُحاولون تحديد هوية إمرأة صومالية يُعتقد ان منفّذي "الهجوم الانتحاري" على المدمرة اشتروا منها السيارة التي نُقلت فيها المتفجرات الى الميناء. وقالت ان أجهزة الأمن أفرجت عن 30 موقوفاً من العمال والموظفين في الميناء، لكنها طلبت منهم عدم السفر الى خارج اليمن الى حين انتهاء التحقيقات. وتزامن ذلك مع أنباء صحافية في الولاياتالمتحدة أكدت ان السفيرة الأميركية في صنعاء بربارة بودين كانت سعت لدى بلادها كي تُرسل فريقاً صغيراً من محققي ال"اف. بي. آي" الى عدن للتحقيق في تفجير المدمرة، لكن مسعاها رُفض وأرسلت واشنطن "عشرات" من المحققين. وكانت السفيرة التي عملت سابقاً منسقة لمكافحة التجسس في وزارة الخارجية في واشنطن، ترى ان إرسال فريق كبير من المحققين قد يثير حساسية الشارع اليمني. وأفادت معلومات أخرى ان الاستخبارات الأميركية كانت تعلم منذ أواخر أيار مايو الماضي ان "جماعة الجهاد" المصرية أنجزت تحضيرات لشن هجوم على منشآت أميركية في الشرق الأوسط. وعممت الاستخبارات هذه المعلومات على البعثات الديبلوماسية الأميركية في المنطقة.