عقد مسؤولون اردنيون اجتماعاً امس للبحث في مضاعفات ازمة احتجاز الناطق الرسمي بإسم حركة المقاومة الاسلامية حماس ابراهيم غوشة في مطار عمان بعد منعه من دخول الاراضي الاردنية منذ وصوله قادماً من الدوحة يوم الخميس الماضي. وقالت مصادر مطلعة ل "الحياة" إن الاجتماع استهدف الاتفاق على انسب السبل للخروج من الازمة التي تسببت ايضاً في توتر العلاقات مع دولة قطر، إثر قرار الاردن منع الطائرة القطرية التي أقلت غوشة من العودة الى الدوحة من دون اخذ مسؤول حماس معها. ولم تستبعد المصادر احتمال اعتقال غوشة او ابعاده الى دولة ثالثة قد تكون ايران او اليمن او السودان او ليبيا، في ضوء تمسك الحكومة القطرية بموقفها الرافض اجباره على العودة الى قطر. وفي غزة اف ب ناشد احمد ياسين الزعيم الروحى ل "حماس"امس الاحد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني التدخل المباشر من اجل السماح لغوشة ب "البقاء في بلده وعلى ارضه ووطنه الاردن والعيش بين افراد اسرته وابنائه تمشياً مع حقه في المواطنة وكذلك التزاماً بنصوص الدستور الاردني ذاته"، معتبراً ان عودة غوشة الى الاردن "من شانها ان تعزز من توثيق الروابط بين الشعبين الاردني والفلسطيني وتصب في مصلحة القضية الفلسطينية". وفي القاهرة أعلن الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى ان الجامعة مهتمة بالأزمة القائمة بين قطروالأردن أنها معنية بإنهائها "بما يقبله الاشقاء في البلدين، وأشار إلى اتصالاته مع الأطراف. ورحب السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي ل "حماس" "بأي مبادرة أو مساع عربية من الجامعة العربية أو أي بلد عربي" لحل قضية غوشة، لكن "على قاعدة السماح له بدخول بلده الأردن وإنهاء الأزمة". وفيما أكد ل"الحياة" في الدوحة انه لا تغيير في موقف "حماس" تجاه المبادرات المختلفة قال: "اننا نعتقد ان الأزمة هي أزمة أردنية - أردنية ولا نحب ان تتوسع عربياً ولا ان تسبب أي اشكالات". واضاف: "ان الحل في يد الحكومة الأردنية". وتابع: "لا نحبذ ان تتوسع الدائرة، وكنا نتمنى ان تكون المسألة أيسر مما جرى"، معتبراً ان "في مصلحة الحكومة الأردنية ان تبادر بالسماح لغوشة بدخول بلده، ولكن اذا لم تفعل ذلك فإن أي مبادرة أو مساع عربية من الجامعة العربية أو بلد عربي نرحب بها، لكن على قاعدة السماح بدخول غوشة وإنهاء الأزمة". على الصعيد القطري يبدو ان هناك "غضباً شديداً" من احتجاز الطائرة وطاقمها حتى الآن. ولوحظ ان الصحافة القطرية بدأت توجه انتقادات، وتؤكد ان القضية تتمثل في عودة أردني غوشة الى بلده. ولا يستبعد في حال استمرار هذا الوضع ان تتصاعد الأزمة، خصوصاً ان الدوحة تعتبر ان افراد الطاقم باتوا "رهائن" في عمان. وقال مشعل ل "فرانس برس": "بالنسبة الي والى الآخرين الموجودين هنا في قطر فإن ممارسة حقنا في العودة الى الاردن ستأتي في الوقت المناسب لذلك اتمنى على الحكومة الاردنية ان تتصرف بحكمة". واوضح ان السلطات القطرية "بذلت خلال هذه الفترة جهوداً من اجل انهاء الازمة لكن الحكومة الاردنية لم تتعامل بايجابية حتى وصل الامر الى اغلاق الباب ... وعندها ابلغناهم اننا سنمارس حق العودة". اتهامات اردنية وواصلت وسائل الاعلام الاردنية اتهام قطر بالتواطؤ مع حركة "حماس" لإحراج السلطات الاردنية من خلال محاولة فرض الامر الواقع عليها. وكانت سلطات الطيران المدني الاردنية اوقفت كل الرحلات الجوية القطرية الى مطار الملكة علياء الدولي، وطلبت من شركات الطيران العالمية تشديد اجراءاتها الامنية للحؤول دون سفر قادة "حماس" الآخرين على طائراتها بهدف الدخول الى الاردن. وذكرت مصادر رسمية ان اتصالات تجري على اعلى المستويات مع دول عدة لوضع حد للأزمة التي فاجأت الاردن عشية اجراء الحكومة تعديلاً وزارياً واسعاً وصدور مرسوم ملكي بحل مجلس النواب توطئة لإجراء الانتخابات النيابية العامة، بعد شهور من التردد بسبب مخاوف اقليمية. ومعروف ان الحركة الاسلامية، التي كانت قاطعت الانتخابات في العام 1997، تميل الى المشاركة في الانتخابات المقبلة بعدما خسرت من حجم حضورها على الساحة السياسية بسبب مقاطعتها الانتخابات السابقة. وامضى غوشة ليلته الرابعة في قاعة المسافرين ترانزيت. وقال مدير سلطة الطيران المدني جهاد ارشيد ان غوشة 67 عاماً طلب حلويات وفواكه ليلة اول من امس، واحضرها له موظفو المطار. ويرافق مسؤول "حماس"، المصاب بإرتفاع ضغط الدم، طبيب عام للأشراف على حاله الصحية في حال احتاج الى مساعدة طبية. وتتمسك الحكومة الاردنية بإنهاء غوشة ورفاقه رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل وعضوي المكتب السياسي سامي خاطر وعزت الرشق علاقتهم ب "حماس" بوصفهم مواطنين اردنيين كشرط للسماح بعودتهم الى المملكة. وفي المقابل يرفض قادة "حماس" الشرط الاردني معتبرين ان نشاطهم السياسي والاعلامي لا يتعارض مع القوانين الاردنية. واكد مسؤول اردني امس ان الحكومة "لن تتراجع عن موقفها هذا حتى لو استمرت الازمة شهوراً عدة". ولم تفلح وساطة كل من ليبيا واليمن حتى الآن في إقناع اي من الاردن او قادة "حماس" او قطر بتغيير مواقفه. ولم يتضح بعد ما إذا كانت التصريحات التي اطلقها ممثل "حماس" في طهران ابو محمد مصطفى، والتي اشار فيها الى استعداد غوشة للتخلي عن مناصبه في الحركة مقابل السماح له بدخول الاردن، تستند الى موقف رسمي من جانب الحركة. وعلمت "الحياة" من مصدر في الدوحة ان نقيب الاطباء الاردنيين طلب نقل غوشة الى المستشفى، ورفض طلبه. وقال المصدر ان نقيب المحامين الاردنيين صالح العرموطي بدأ اجراءات لرفع دعوى لدى محكمة العدل العليا في عمان ضد الحكومة الاردنية بسبب منعها غوشة من الدخول الى البلاد.