خطت قطر امس خطوة جديدة في اطار مبادرتها لحل الأزمة بين الحكومة الأردنية وحركة المقاومة الاسلامية حماس، إذ زار وزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الأردن موفداً من أمير الدولة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. وعلم ان الوزير حمل رسالة في شأن قضية قادة "حماس" الاربعة الذين ابعدهم الأردن الى الدوحة، وهم رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل والناطق الرسمي ل"حماس" ابراهيم غوشة وعضوا المكتب السياسي عزت الرشق وسامي خاطر. وذكر ان التحرك القطري يستهدف حل الأزمة من خلال "تقريب وجهتي نظر الحكومة الأردنية وحماس". وتوقع مصدر ديبلوماسي عربي تحدث الى "الحياة" ان تنجح الجهود القطرية ومساع من أطراف عربية اخرى في انهاء الأزمة في فترة مقبلة، ولم يستبعد عودة قادة "حماس" الى الأردن بناء على اتفاق جديد "إذا سارت الأمور سيراً طبيعياً واستمرت أجواء التهدئة بين الطرفين". وسألت "الحياة" الناطق باسم "حماس" السيد ابراهيم غوشة، الذي سيغادر الدوحة اليوم الى السعودية لأداء العمرة، عن توقعات بعض الأوساط بشأن امكان عودتهم الى الأردن، فرد بقوله: "نأمل في حل المشكلة". وأضاف: "نحن ظُلمنا ظلماً كبيراً عندما اعتقلنا وأُبعدنا وأُغلقت مكاتبنا لإرضاء العدو الصهيوني". وقال: "ان ما يريده باراك رئيس الوزراء الاسرائيلي هو سبب الحملة الشرسة التي انصبت على رؤوسنا". واكد "إن حماس أكثر الفصائل الفلسطينية انضباطاً ولا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد وبينها الأردن". وتمنى على "أصحاب القرار في الأردن ان يعيدوا درس الأزمة التي افتعلوها وان يعيدوا اللحمة للوحدة الوطنية"، وشدد على "اننا جزء من الشعب الأردني ومن أصول فلسطينية ولن نتخلى ان أردنيتنا كما لن نتخلى عن أصولنا الفلسطينية". من جهته، قال الدكتور موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس لقناة "الجزيرة" من دمشق "ان الوساطة القطرية بين الحكومة الأردنية وحماس مستمرة وان التكملة الطبيعية لها هي عودة الاخوة المبعدين اذا كان هناك تجاوب من الأردن". واكد ان ملف قضية الإبعاد "لم يطو بعد" مشيراً الى ان المبعدين وآخرين من حماس مطلوبون في الأردن. وقال: "ان هؤلاء جميعاً يحملون الجنسية الأردنية وان حقهم الطبيعي هو العودة" وشدد على "اننا لا نريد تأزيماً للقضية، بل نريد حلاً طبيعياً" لافتاً الى "الرسالة" التي حملها وزير الخارجية القطري امس الى الأردن. وسئل عن البدائل امام "حماس" فقال: "الآن توجد قضية محددة وان شاء الله تجد حلاً قريباً في ما يتعلق بعودة الاخوة القادة الأربعة والاتفاق بين الطرفين"، مؤكداً حرص "حماس" على "عودة علاقات طبيعية مع الأردن يرتضيها الطرفان". وصرح الوزير القطري الى الصحافيين بأنه ينقل رسالة "شفوية" من امير قطر الى العاهل الاردني تتعلق بالعلاقات الثنائية التي وصفها بأنها "اخوية ووطيدة، تتطور من حسن الى احسن". وقال ان زيارته "تستهدف البحث في كيفية تطوير هذه العلاقات، كذلك درس بعض المستجدات على الساحة العربية". وعن الموقف من القمة العربية المقترحة، قال ان أمير قطر "اكد من قبل ترحيب قطر بعقد قمة عربية لاعتقادنا بأن الظروف مواتية"، وشدد على انه "ليس شرطاً ان تبحث القمة في موضوع السلام اذ ان هناك قضايا عربية كثيرة، اقتصادية وسياسية، لا بد للقادة العرب ان يبحثوا فيها، ونحن في قطر ندعم هذا التوجه".