كتب الصحافي شيمون شيفر في صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية امس ان رئيس الوزراء ارييل شارون أصدر تعليماته الى وزير خارجيته شمعون بيريز بتجنب مناقشة مسألة الاستيطان مع المسؤولين الاميركيين والتركيز فقط على سبل "وقف العنف في الأراضي" الفلسطينية المحتلة. واضافت الصحيفة انها حصلت على وثيقة تتضمن ايجاز لما دار في اجتماع بين شارون ووزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر وبيريز قبل بضع ساعات من توجه الأخير الى الولاياتالمتحدة، وان الوثيقة تكشف أساساً ان شارون يرفض "التفاهمات السرية" التي توصل اليها في محادثاته أخيراً مع أحمد قريع أبو علاء ومحمود عباس أبو مازن. واضافت ان بيريز عرض هذه التفاهمات في القاهرة على الرئيس حسني مبارك الذي أعلن بعدئذ ان "الجانبين وافقا على وقف النار". وأوردت الصحيفة نص ما وصفته بالاتفاق "المقيد" بكسر الياء الذي أعد قبل سفر بيريز الى الولاياتالمتحدة والمصنف "سري جداً"، مضيفة اليها ملاحظتين، بين أقواس، على النحو الآتي: "- لا مفاوضات ديبلوماسية قبل توقف كل الأعمال الارهابية. - فترة زمنية لتقويم الوضع على الأرض، للتأكد من ان الفلسطينيين ينفذون الاتفاقات المتصلة بوقف العنف. - اتفاق على الوضع النهائي فقط بعد التنفيذ الكامل للاتفاقات الموقعة والاتفاقات الأخرى التي يقررها الجانبان. - الجداول الزمنية المقترحة في الاقتراح الأردني - المصري غير مقبولة إشارة الى بند في المبادرة ينص على توقيع اتفاق على الوضع النهائي في غضون سنة من معاودة المفاوضات. - اسرائيل ملزمة فقط بالاتفاقات الموقعة الحاصلة على مصادقة الكنيست هذا رفض تام لمطالبة الفلسطينيين باستئناف المفاوضات على أساس ما تم الاتفاق عليه في كامب ديفيد وطابا قبل الانتخابات. - في هذه المرحلة من الحوار بشأن وقف العنف لن يكون هناك نقاش بخصوص المستوطنات". واضافت الصحيفة ان شارون وبن اليعيزر قررا في غضون ذلك رفع الحصار المفروض على المدن الفلسطينية تدريجاً. الى ذلك، قالت المحللة السياسية في القناة الأولى في التلفزيون الاسرائيلي أمس ان شارون أوفد بيريز الى الولاياتالمتحدة على رغم قناعته بأن من غير الممكن التوصل الى وقف للنار، لكنه يحرص على ألا تظهر اسرائيل أمام الرأي العام العالمي رافضة للسلام. وأضافت ان الهدف الأساسي من الزيارة احباط إمكان دعوة عرفات الى واشنطن. وكان بيريز نفسه قال للتلفزيون أول من أمس انه سينقل الى الادارة الأميركية طلب شارون عدم دعوة عرفات الى البيت الأبيض "لئلا تفسر دعوة كهذه بأنها مكافأة للارهاب". وانتقد زعيم المعارضة البرلمانية يوسي سريد محاولات الحكومة الاسرائيلية منع زيارة الرئيس الفلسطيني الى واشنطن، وأضاف ان من الخطأ النظر الى لقاء بين عرفات والرئيس الأميركي على انه مكافأة على سلوك حسن وليس فرصة للاستيضاح والنقاش. وزاد سريد انه إذا كان من شأن زيارة عرفاتلواشنطن ان تنشّط المفاوضات لتهدئة الأوضاع فيجب النظر اليها على أساس انها زيارة مهمة ومناسبة.
