نفى وزير الخارجية الاردني عبد الإله الخطيب ان تكون عمان تسلمت بلاده اي تحفظات اسرائيلية عن المبادرة الاردنية - المصرية، فيما وصف رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو علاء التحفظات التي يتحدث عنها الاسرائيليون بأنها "نسف كامل للمبادرة التي ترتكز الى الاتفاقات". على صعيد آخر ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" اليومية الاسرائيلية،امس، ان العاهل الاردني الملك عبد الله انتقد سلوك الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات خلال الشهور القليلة الماضية انتقاداً حاداً، مشيراً الى تعامله غير المناسب مع "منفذي الاعمال الارهابية". واضافت ان الملك قال: "اذا استمر عرفات على هذا المنوال، فسيجد نفسه في تونس مرة اخرى. والحقيقة ان اناساً كثيرين يودون ان يروه عائداً الى المنفى في تونس". وزادت الصحيفة ان اقوال العاهل الاردني تلك مدرجة في تقرير سري جداً قدم الى اركان الحكومة الاسرائيلية بمن في ذلك رئيس الوزراء ووزير الخارجية ووزير الدفاع في اعقاب الاجتماع السري الذي عقده الملك عبد الله مع مع المدير العام لوزارة الدفاع الاسرائيلية آموس يارون الخميس الماضي. واشارت "يديعوت احرونوت" الى ان تقريراً آخر وصل الى الحكومة الاسرائيلية يفيد بأن آخر حديث بين العاهل الاردني وعرفات كان قاسياً لدرجة استثنائية وان عرفات خرج من الاجتماع "شاحباً كشبح". ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز تأكيده اول من امس ان اسرائيل تجري محادثات مع الفلسطينيين على اساس المبادرة الاردنية - المصرية. ونقلت عن بيريز قوله ان "الوثيقة المبادرة في صيغتها الرابعة تسمح لنا بالدخول في مناقشة جدية للقضايا". وقال بيريز ان المحادثات بشأن وقف الاعمال العدائية ستستمر بمقدار ما تدعو الحاجة اليها، معرباً عن اعتقاده بأن الجانبين قد يتمكنان من العودة الى طاولة المفاوضات في غضون بضعة شهور. واوضح "ابو علاء" في تصريح ل"الحياة" ان الاسرائيليين يطالبون اولاً باحداث تغيير في "صياغة البند المتعلق بوقف الاستيطان اليهودي في الاراضي الفلسطينية على نحو يجعله غامضاً". وقال ان هذا الامر مرفوض تماماً من جانب الفلسطينيين وينبغي ان يكون واضحاً انه يجب ان يتم وقف كامل للاستيطان بكل اشكاله وهذا الامر ليس خاضعاً للمفاوضات". واضاف ان الاسرائيليين يطالبون، ثانياً، بعدم تحديد سقف زمني للمفاوضات. وهذ ايضاً غير مقبول فلسطينياً اذ لا يمكن ان تبدأ مفاوضات الوضع النهائي من دون وضع سقف زمني محدد لها. وثالثاً، لا يريد الاسرائيليون ان تستأنف المفاوضات من حيث توقفت. واعتبر نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تصريحات المسؤوليين الاسرائيليين بشأن المبادرة العربية "محاولة للالتفاف على المبادرة ذاتها". واعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون امس انه سيوفد وزير خارجيته شمعون بيريز الى مصر "لمناقشة الرد الاسرائيلي على المبادرة". وقال في مقابلة مع صحيفة "جيروزاليم بوست" ان بيريز سيزور القاهرة غداً الجمعة ثم يزور عمان قبل توجهه الى واشنطن الاحد المقبل. واضاف شارون ان "المبادرة مهمة. تسلمنا الاقتراح ونعتقد بأنه يحتاج الى تغييرات وتحسينات ونحن نعمل على ذلك الآن، واعتقد انها فكرة جيدة ان يذهب بيريز الى مصر لشرح موقفنا". وصرح شارون لاحقاً في مقابلة بثتها الاذاعة الاسرائيلية بأنه اوعز الى بيريز بزيارة مصر والاردن لاطلاع المسؤولين هناك على الملاحظات الاسرائيلية بخصوص مبادرة البلدين، وفي صلبها التشديد على ضرورة "وقف العمليات الارهابية بمختلف اشكالها وليس فقط قذائف الهاون". وكشف شارون في اطار المقابلة ذاتها ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، اجرى مكالمة هاتفية مع نجله عومري شارون ليبلغه انه اصدر تعليماته باتخاذ خطوات لمنع تكرار اطلاق قذائف الهاون من المناطق الفلسطينية الى المستوطنات اليهودية. وفي عمان صرح وزير الخارجية الاردني إثر محادثات اجراها مع نظيره الاسباني جوزيب بيكيه الذي زار العاصمة الاردنية امس بأن بلاده "لم تتلقَ اي شيء رسمي" بخصوص زيارة بيريز لعمان. وأضاف: "عندما نتلقى الرد سنتعامل معه تعاملاً يعتمد على طبيعة الرد". واجرى رئيس الوزراء الاردني علي ابو الراغب امس محادثات مع الوزير الاسباني دعا خلالها الى وقف العنف الاسرائيلي ضد الفلسطينيين ورفع الحصار المفروض علىهم. وحضّ تل أبيب على قبول المبادرة الاردنية - المصرية "لوقف دوامة العنف في المنطقة والعودة الى طاولة المفاوضات". وذكرت وكالة الانباء الاردنية الرسمية بترا ان الطرفين الاردني والاسباني "اتفقا على ان لا سبيل الى السلام إلا من خلال تطبيق الشرعية الدولية وقرارات مجلس الامن ذات الصلة وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف". واكد بيكيه دعم بلاده المبادرة المشتركة طرحاً وحيداً من شأنه انهاء الوضع الحالي بين الفلسطينيين والاسرائيليين، مشيراً الى ما تحظى به هذه المبادرة من دعم الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والدول العربية. ولفت إلى ان الاتحاد الاوروبي سيبذل جهوداً كبيرة لعودة الاطراف المتنازعة الى طاولة المفاوضات، لكنه اوضح ان الدور الذي يمكن ان يلعبه الاتحاد "يتوقف على نية هذه الاطراف في التقدم".