أثارت انتقادات وجهها وزير الدفاع السوري العماد أول مصطفى طلاس الى البطريرك الماروني نصرالله صفير ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، ردود فعل سياسية ونيابية في لبنان. وكان طلاس قال في حديث الى جريدة "الديار" اللبنانية، ان "صفير طلب من البابا يوحنا بولس الثاني ان يتدخل لدى مناحيم بيغن عندما كان رئيساً لوزراء اسرائيل لحماية المسيحيين في حرب الجبل 1983، فكانت إجابته أن الدم الاسرائيلي يهدر دفاعاً عن اسرائيل فقط". وعن انتقادات جنبلاط، قال: "لينتقد، لن نرد ولا نسمع له، ونحن اخترعناه". وفيما سببت تصريحات طلاس مخاوف في بعض الأوساط اللبنانية من أن تؤدي الى عودة لغة التصعيد السياسي في لبنان، قالت مصادر مطلعة على الموقف السوري ل"الحياة" إن "كلام وزير الدفاع السوري لا يعني بالضرورة ان هناك جديداًً في موقف دمشق". وذكرت أن "هذا الكلام لا يلغي الجهود القائمة منذ مدة لدعوة جنبلاط الى زيارة دمشق قريباً، بعد شهور من الخلاف والجفاء مع القيادة السورية". وقال النائب فارس بويز: "لا أعتقد ان البطريركية في أي مرحلة كان لها رهان على اسرائيل أو على الذين لعبوا ورقتها". واستغرب النائب بطرس حرب الكلام المنسوب الى طلاس. وسأل: "هل نهنئه لأنه أصبح أمين سر البابا ليسرّ اليه معلومة بهذه الأهمية أو الخطورة، أم يجب ان ندينه لأنه كان حافظ اسرار بيغن لأنه اطلعه عليها؟"، مؤكداً "ان الوقائع تكذب ما ورد على لسانه اذ ان صفير لم يكن بطريركاً عام 1983". وأضاف حرب: "ان بعض الممارسات العربية الشاذة أسهمت أو قد تسهم، عن حسن نية أو سوء نية، في تحقيق المؤامرة الاسرائيلية على لبنان، ولنا في تصريح طلاس نموذج عن هذه الممارسات". واعتبر ان "جنبلاط ليس قيادياً طارئاً في لبنان كبعض من أفرزتهم الأحداث، ولا يمكن ان يكون اختراعاً من أي فئة أو دولة، لأن آل جنبلاط زعامة تعود الى ما قبل النظام القائم في سورية". وأكد النائب فريد الخازن ان "تاريخ البطركية المارونية أعطاها مجد لبنان"، معتبراً أن "التعرض لها بمنطق التخوين وخصوصاً مع العدو الاسرائيلي يتنافى تماماً مع المسلكية الوطنية لصفير، وهو كان له الفضل الأول في الوحدة الوطنية التي ألزمت الجيش الاسرائيلي الانسحاب من الجنوب". واعتبر الوزير السابق الياس الخازن ان ما قاله طلاس "تجنٍ". وأضاف ان "البطريركية ليست في حاجة الى من يدافع عنها، وان صفير لم يكن آنذاك في السدة البطريركية".