الخرطوم - "الحياة" -رفضت الحكومة الصومالية الانتقالية تعيين الرئيس السوداني عمر البشير، الذي يرأس الدورة الحالية للمنظمة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد، مبعوثاً إلى الصومال، واعتبرت الأمر تدخلاً في شؤونها الداخلية. وانتقدت وزارة الخارجية الصومالية في بيان أصدرته أول من أمس تعيين السفير علي عبدالرحمن النميري مبعوثاً خاصاً للقضية الصومالية، ورأت أن ذلك "لا يخدم القرارات التي اتخذها مؤتمر القمة" الثامن لدول "ايغاد" الذي عقد في الخرطوم، والتوصيات التي أقرتها الأممالمتحدة ومنظمة الوحدة الافريقية والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي. وأشار البيان إلى أن "هذه المنظمات كلها تدعم الحكومة الصومالية الانتقالية لتحقيق مصالحة وطنية في الصومال، وهو النهج الذي تراه الحكومة الصومالية صحيحاً وحاز على موافقة جميع الدول الأعضاء، وبالتالي فإنه يجب الالتزام به". وأضاف ان الحكومة الصومالية "تؤمن بأن ليس من مصلحة الشعب الصومالي الترحيب بالمبعوث السوداني في هذا الوقت، لأنه لا يخدم عملية المصالحة والسلام". وأفاد أن حكومة الرئيس عبدي قاسم صلاد حسن ستجري اتصالات مع البشير لنقل وجهة نظرها في هذا الشأن. ونوه البيان بدور السودان في مساندة الحكومة الانتقالية ومساعي المصالحة وإعادة الإعمار، مؤكداً استعداد الصومال لتقوية علاقات البلدين. ورأى أن صيغة المصالحة الصومالية التي تحققت في مؤتمر عرتا في جيبوتي "تبقى الوسيلة الوحيدة الناجحة التي يجب تكملتها، والحكومة الانتقالية ستستمر في هذا النهج والحوار مع المعارضة". واعتبرت قضية المصالحة من الشؤون الداخلية للبلاد "ولا تقبل بأي حال من الأحوال أن يفرض عليها أي حلول خارجية، غير أنها ترحب بالمساعدات من دول الجوار والدول الصديقة والشقيقة التي تتفق مع برنامج المصالحة الذي تنفذه الحكومة الانتقالية". وكان البشير عيّن الشهر الماضي السفير النميري مبعوثاً إلى الصومال لتنفيذ توصيات القمة الثامنة ل"ايغاد" التي عقدت في الخرطوم. وبدأ المبعوث مهمته الأسبوع الماضي بزيارة أديس ابابا حيث التقى قادة فصائل صومالية ومسؤولين اثيوبيين.