كثفت الخرطوم أمس اتصالاتها مع اديس اباباوجيبوتيونيروبي لانقاذ القمة الثامنة لرؤساء دول المنظمة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد المقرر عقدها غداً بعدما باتت مهددة بالفشل بسبب تعقيدات قضية الصومال، التي ربما منعت زعماء اثيوبيا وكينيا وجيبوتي من المشاركة في القمة التي يستضيفها السودان للمرة الأولى. وتأكد حتى الآن غياب الرئيس الأوغندي يويري موسفيني عن القمة، ولم يمكن التأكد من حضور الرئيس الكيني دانيال أراب موي على رغم مساعي القيادة السودانية لإقناعه. وعلم ان الحكومة الاثيوبية اشترطت لحضور القمة اعتراف الرئيس الصومالي عبدي قاسم صلاد حسن بالمعارضة الصومالية والتعاون معها الأمر الذي رفضته جيبوتي واعتبرته تدخلاً في شؤون الصومال وانتقاصاً من سلطات الرئيس حسن الذي اختارته القوى الصومالية في مؤتمر عرتا في جيبوتي، وهددت بمقاطعة القمة. وقالت مصادر ديبلوماسية سودانية ل"الحياة" ان نيروبي متحفظة إزاء مشاركة الرئيس الصومالي في القمة باعتبار ان عضوية بلاده مجمدة في المنظمة في قمة سابقة ولا يمكن اعادة عضويتها الا بقرار جديد من الرؤساء، وبالتالي لا يحق للرئيس الصومالي حضور اجتماعات الخرطوم. وسعت الحكومة السودانية الى اقناع موي وأوفدت وزير الخارجية مصطفى عثمان ووزير رئاسة مجلس الوزراء الفريق عبدالرحمن سر الختم الى نيروبي. واقترحت الخرطوم دعوة الرئيس الصومالي وربط مشاركته بموافقة القمة على رفع التجميد عن عضوية بلاده. وأكدت المصادر ذاتها ان وزير الخارجية السوداني ظل على اتصال أمس مع اديس اباباوجيبوتي في محاولة لتجاوز الأزمة التي أثارتها قضية الصومال وضمان مشاركة رئيسي البلدين في القمة، لكن لم تتسرب معلومات عن نتائج هذه الاتصالات التي تكتمت عليها الخرطوم. وقال مصطفى عثمان للصحافيين أمس ان الصومال لن يشارك في قمة الخرطوم، موضحاً ان زيارته الى اثيوبيا وكينيا كانت بغرض البحث في احتجاج نيروبيواديس ابابا في شأن مشاركة الصومال في القمة. وقال انه تم اتفاق على مناقشة مسألة الوضع الجديد في الصومال في جدول أعمال القمة. وأفاد ان مشاركة الصومال تعتمد على القرار الذي ستصدره القمة، موضحاً أن السودان لم يتلق أي تأكيد بمشاركة الرئيس الكيني حتى أمس. وبدأت أمس اجتماعات وزراء خارجية ايغاد بمشاركة وزراء من السودان واثيوبيا واريتريا وجيبوتي. ودعا عثمان دول ايغاد الى اعادة ترتيب اولوياتها لتحقيق التنمية المتكاملة، واعترف بأن المنظمة فشلت في الماضي بسبب الحروب بين اعضائها. وقال ان القمة "تركز للمرة الأولى على القضايا التي انشئت من أجلها. واعتبر ان انعقاد القمة في الخرطوم يؤكد استعادة السودان مكانه على الصعيد الدولي ومساهمته الفاعلة في القضايا الاقليمية. ورأى وزير الخارجية الاريتري علي سيد عبدالله ان "قمة الخرطوم لها خصوصية وتأتي في ظروف جديدة تبشر بمواجهة التحديات". وقال ان القضايا المطروحة أمام الرؤساء تتطلب عملاً جاداً ودؤوباً. وأكد سعي أسمرا لتقريب شقة الخلاف بين الحكومة السودانية والتجمع المعارض. واستبعد أن يكون هجوم المعارضة على كسلا مؤخراً أحدث تأثيراً سالباً على علاقات البلدين لكنه أقر بأن الهجوم "عرقل كثيراً من الأمور". وأضاف ان اريتريا لم تخرق اتفاقها مع السودان بوقف الحملات الاعلامية والعمليات العسكرية عبر الحدود. وقال وزير الخارجية الاثيوبي سيوم مسفن ان وفد بلاده لن يطرح أمام القمة مسألة الصراع الاثيوبي مع اريتريا. وأفاد ان اثيوبيا "لا تريد تسميم اجواء مؤتمر ايغاد". وزاد: "نريد أن نتفادى كل ما هو غير صحي في العلاقات بين الدول". ويحضر وزراء خارجية مصر وليبيا وجنوب افريقيا وسفراء دول شركاء ايغاد بصفة مراقبين. وينتظر عقد اجتماع ثلاثي يضم وزراء الخارجية السوداني مصطفى عثمان والمصري عمرو موسى والليبي علي التريكي للبحث في مسار المبادرة المصرية - الليبية لتحقيق الوفاق بين الفرقاء السودانيين.