} اتصفت ردود فعل المسلمين والمسؤولين الدوليين في البوسنة، بالإدانة الشديدة، لقرار الكروات إعلان الحكم الذاتي للمناطق البوسنية التي يسيطرون عليها، الأمر الذي يشكل محاولة لتفكيك ما تبقى من وحدة جمهورية البوسنة - الهرسك. أعلن الناطق باسم المنسق المدني لعملية السلام البوسنية اوليغ ميليشيتش، ان المجتمع الدولي لا يمكن ان يستجيب لقرارات الكروات التي أعلنت في موستار جنوب البوسنة لأنها "تنتهك دستور دولة البوسنة - الهرسك وتتعارض مع اتفاق دايتون للسلام". واعتبر ميليشيتش أن الممثل الكرواتي في هيئة الرئاسة البوسنية انتي ييلافيتش "هو المسؤول عن هذا القرار وما سينجم منه من مشكلات". ومعلوم أن ييلافيتش يرأس "المجلس القومي الكرواتي" الذي اجتمع 538 من أعضائه في القسم الغربي من مدينة موستار الذي يعتبره الكروات عاصمة لهم أول من أمس، وأعلنوا "الحكم الذاتي" للمناطق التي يسيطر الكروات عليها في البوسنة - الهرسك. وإلى ذلك، أفاد الناطق باسم منظمة الأمن والتعاون الأوروبية في ساراييفو لوكا زاهنير، ان المنظمة التي أشرفت على كل الانتخابات البوسنية "ترفض مهلة ال15 يوماً التي حددها قرار الكروات، لإجراء تغييرات في القوانين الانتخابية، تسمح لهم بمزيد من النفوذ على المؤسسات المشتركة في البوسنة". وأكد أنه "لن يتم إحداث اي تغيير في القوانين الانتخابية التي تراعي بنهج ديموقراطي مصالح كل الأعراق البوسنية". ونقلت صحيفة "دنيفني افاز" الصادرة في ساراييفو امس، عن رئيس بلدية موستار القسم الشرقي صافت أوروتشيفيتش ان الكروات "يمضون في مخططاتهم التدميرية للبوسنة - الهرسك، إذ بعدما قسموا موستار الى شطرين، فإنهم يسعون الآن الى تجزئة كيان الاتحاد الفيديرالي، وصولاً الى تحويل البلاد الى ثلاثة كيانات من دون رابطة حقيقية بينها". واعتبر أن الإعلان الكرواتي "يتعارض مع هدف ترسيخ الديموقراطية، وتحقيق الاستقرار وبناء الثقة بين شعوب البوسنة الثلاثة، المسلم والصربي والكرواتي". ووصفت صحيفة "اوسلوبوجينيا" الإعلان الكرواتي، بأنه يمثل إعادة الأوضاع الى ما كانت عليه قبل توقيع اتفاق دايتون أواخر 1995 لأنه "لا يعترف بالسلطات المركزية المشتركة وينهي عمل مؤسسات الاتحاد الفيديرالي المسلم - الكرواتي ويرفض الإشراف الدولي القائم في البوسنة على منطقة الإدارة الذاتية الكرواتية، ويسحب من السلطات المركزية صلاحيات جباية الجمارك والضرائب من المنطقة، ويجعل للكروات علماً وشعاراً وأختاماً رسمية خاصة بهم، ويعتبر موستار القسم الغربي مقراً لإدارتهم الذاتية المعلنة من جانب واحد".