بيروت - "الحياة" أعلن رئيس الجمهورية أميل لحود ان "لبنان يتابع موضوع مقتل اللبنانيين الأحد عشر في الكونغو حتى جلاء الحقيقة ومعرفة ملابسات الجريمة". وطلب من وزير الطاقة والمياه محمد عبدالحميد بيضون تمثيل في استقبال عائلات اللبنانيين الذين قتلوا لدى وصولها الى مطار بيروت الدولي مع جثث الضحايا من كينشاسا وتقديم التعازي باسمه الى العائلات المفجوعة والتأكيد لها "ان لبنان سيتابع هذا الموضوع الى النهاية". وفي هذا الاطار، غادر الوفد اللبناني برئاسة وزير الثقافة غسان سلامة الى كينشاسا اليوم ناقلاً رسالة من رئيس الجمهورية الى الرئيس الكونغولي جوزف كابيلا الذي يستقبله غداً يرافقه العقيد ماهر الطفيلي والسفير ناجي أبي عاصي. وسيبحث الوفد مع كابيلا في أمور عدة منها ملابسات الجريمة وطلب تفسيرات عنها والالحاح على التعرف الى أسبابها، فضلاً عن ضمانات أمنية للجالية اللبنانية وحماية ممتلكاتها وممتلكات الضحايا. وأعلن مكتب وزير الخارجية اللبناني محمود حمود ان وزارته أرسلت أمس طائرة خاصة الى كينشاسا لاستعادة الجثث. وذكر مصدر في الخارجية ان عشراً منها ستعاد اليوم، وقد تم التعرف الى ست منها رسمياً. وأوضح ان المدير العام لوزارة المغتربين هيثم جمعة سيرافق الجثث مع أفراد من عائلات الضحايا، وأفراد آخرين من الجالية اللبنانية في الكونغو. وبينما لا يزال اللبناني الحادي عشر مفقوداً، أفادت المعلومات الواردة من كينشاسا أن الجثث التي وضعت في نعوش تمهيداً لنقلها الى بيروت، وجدت مطمورة في التراب، وأن اربعاً منها تعذر التعرف الى اصحابها بفعل التحلل الذي أصابها. وستتولى لجنة طبية في بيروت التعرف الى هويات أصحاب الجثث الأخرى، بعد اجراء تحاليل مخبرية عليها. وكان وصل الى بيروت مساء أول من أمس عدد من أهالي الضحايا اللبنانيين ومعظمهم من بلدة عيناتا، وهم رجلان وسبع نساء من زوجات الضحايا وثمانية من أطفالهن، بينهم طفلا الضحيتين الشقيقين نبيه ورضا نصرالله اللذين احتضنهما جدهما، في حرارة، وهو يجهش بالبكاء، ما أثر في جموع المحتشدين. وأبدى الأهالي امتعاضهم لعدم وجود أي مسؤول في المطار لاستقبالهم ومواساتهم، في حين انتقد بعضهم سفير لبنان، في الكونغو شحادة المعلم واتهموه بعدم الاهتمام بقضية ابنائهم الضحايا، وشكر جمعة للمعلم تعاونه في هذه القضية. ورفض بعض العائدين التحدث عما حصل ويحصل معهم في الكونغو "حفاظاً على مصالحنا وأعمالنا وأهلنا هناك"، في حين تحدث آخرون عن "دور ما لجهاز الموساد الاسرائيلي المنتشر في افريقيا كلها في هذه الجريمة". وقالوا: "ان البحث يجرى عن أشخاص غير مباشرين قد تكون لهم صلة بجهاز الاستخبارات الاسرائيلية وقد استطاعوا الفرار الى الخارج عبر برازافيل".