بيروت، كينشاسا "الحياة" - اقيم في كينشاسا امس يوم صلاة على ارواح اللبنانيين ال 11 الذين قتلهم جنود كونغوليون في موجة غضب اثر مقتل الرئيس الكونغلي السابق لوران ديزيريه كابيلا. فيما اتهمت عائلاتهم الغاضبة في لبنان الحكومة بالتقصير في متابعة قضيتهم منذ لحظة اعتقالهم. ونشرت الصحافة في كينشاسا نعياً من الجامعة اللبنانية الثقافية رئيس الجامعة عبد الستار عاشور وامينها العام فيكتور حداد، ودعيا فيه الى المشاركة في "يوم الصلاة". واقفلت كل المحلات والشركات التي يملكها لبنانيون في المدينة، وتضامنت معهم مؤسسات من جاليات اخرى. وكان وزير الخارجية الكونغولي ليونار شي اوكيتندو التقى اول من امس المدير العام للمغتربين في الخارجية اللبنانية هيثم جمعة وابلغه ادانة العمل الذي اودى بحياة اللبنانيين، وأكد تصميم الحكومة على اجراء تحقيق في الحادث. وما لبث الوزير ان ادلى بتصريح تلفزيوني ابدى فيه الاعتذار لحصول هذه الجريمة، وتوجه فيه بالتعزية الى الجالية اللبنانية اهالي المقتولين الذين، كما قال، "نعتبرهم مواطنين من ابناء البلد"، وشدد على التحقيق. والتقى جمعة عدداً من افراد الجالية ودعاهم الى ضبط النفس حرصاً على سلامة اللبنانيين ومصالحهم، وقال ان اتصالات الحكومة تهدف الى ضمان امنهم بشكل دائم. وشارك وزير حقوق الانسان الكونغولي وحاكم الولاية وعدد من السفراء في التعزية. وكان السفراء العرب اجتمعوا واعلنوا حداداً على الضحايا. وفي لبنان، عبر أهالي بلدة عيناتا الجنوبية عن سخطهم على مقتل ستة من أبنائهم وخمسة آخرين من قرى وبلدات لبنانية، على يد رجال الأمن في عاصمة الكونغو الديموقراطية. فخرجوا الى باحة بلدتهم لتنفيذ اعتصام مفتوح شارك فيه المئات طلباً لمعرفة مصير الجثث واحتجاجاً على تقاعس الدولة اللبنانية في ملاحقة مصير ابنائهم. واتشحت عيناتا بالسواد، اذ لفت الرايات السود مداخلها والسيارات وجدران النادي الحسيني، وسط اجواء مؤثرة من الحزن. وارتفعت اصوات البكاء والنحيب على الأبناء والأشقاء والأحبة. وتوالى عدد من الأهالي على الكلام معتبرين "ان التحرك الذي تقوم به الدولة حتى الآن ليس كافياً". وكان ذوو الضحايا يتابعون عبر الهواتف الخلوية الاجتماعات التي تعقد في كينشاسا بين مسؤولي الجالية اللبنانية والمدير العام لوزارة المغتربين هيثم جمعة من جهة، والمسؤولين الكونغوليين من جهة ثانية، وتبلّغوا ان الجانب الكونغولي لن يقدم اي معلومات قبل انتهاء التحقيقات التي يجريها مع موقوفين لديه، وتتناول اغتيال الرئيس كابيلا، الأمر الذي اعتبره الأهالي عودة الى النقطة الصفر. وقال أحد المحامين في مؤتمر صحافي اكد فيه انه وكيل عن بعض عائلات الضحايا، ان بعضهم كانوا جيراناً لمواطن كونغولي يشتبه في انه شارك في اغتيال كابيلا، وانهم اختطفوا لأنهم كانوا يقيمون في عمارة يسكنها هو. وقال المحامي طلال فياض ان "وجود اسم أحد اللبنانيين في دفتر ارقام هاتف تابع لهذا الشخص كان طبيعياً فهما جاران".