بيروت، كينشاسا - "الحياة"، أ ف ب - تواصلت المساعي اللبنانية الرسمية والديبلوماسية للضغط على سلطات كينشاسا من أجل تسليم جثث اللبنانيين الأحد عشر الذين اغتيلوا هناك، والكشف عن نتائج التحقيق في ظروف مقتلهم. وأكد رئيس الجمهورية اميل لحود "أن الدولة تولي اهتماماً كبيراً بموضوع اللبناشنيين المهاجرين في الكونغو في ظل المأساة التي اصابتهم بفعل الوحشية التي أودت بحياة عدد منهم". وفي وقت لا تزال المفاوضات مع السلطات الكونغولية عالقة مع إصرارها على عدم تسليم جثث الضحايا، قبل استكمال التحقيقات مع المسؤولين عن إعدامهم، أعلن وزير خارجية الكونغو ليونارد شي اوكيتوندو ان حكومته "تعتزم الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع لبنان". ووصف أعمال القتل التي ارتكبت في ظروف مضطربة، بأنها "مرعبة". وقال: "لا يمكن اعتبارالحكومة مسؤولة" عنها، وأنها أبدت "استياء كبيراً" وتعمل على "توضيح ملابسات" القضية، و"من الضروري الإفساح في المجال امام لجنة التحقيق للعمل في هدوء للوصول الى الحقيقة". وتحدث شي اوكيتوندو الذي استقبل المدير العام لوزارة المغتربين هيثم جمعة "عن إعدام عدد من اللبنانيين". وأفيد ان جمعة سيلتقي رئيس الكونغو جوزف كابيلا لمطالبته بتسلم الجثث والاطلاع على التحقيقات . وأعلن وزير الخارجية اللبنانية محمود حمود "اعتقال عدد من العسكريين الكونغوليين في قضية مقتل اللبنانيين هناك". وقال إن "كينشاسا لن تسلم السلطات اللبنانية الجثث قبل نهاية التحقيق". ونقلت إذاعة فرنسا الدولية عن مصدر عسكري في كينشاسا "أن ضابطاً برتبة كولونيل امر بقتل اللبنانيين بعد قتله المتهم باغتيال الرئيس السابق لوران ديزيريه كابيلا، خشية ان يكون احد اللبنانيين على علم بتفاصيل عملية الاغتيال". وفي المساعي الجارية لاستعادة الجثث، التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري وفداً من أهالي المفقودين في الكونغو من عيناتا، قدم الىه شرحاً تفصيلياً عن الإجراءات والاتصالات التي بذلت وتبذل للكشف عن ملابسات القضية برمتها، معتبراً "أنها قضية كل اللبنانيين وما أصاب ذويهم اصاب في الصميم كل لبناني". وكشف عن لقاء سيعقد اليوم بين كتلته النيابية ورئيس الحكومة رفيق الحريري للبدء بالإجراءات الآيلة الى كشف كل الملابسات. وقدم الوفد الى رئيس المجلس مذكرة مطالب، اهمها إرسال موفد رئاسي لمقابلة الرئيس الكونغولي وتحديد المقصرين ومحاسبتهم، والعمل على إعادة جثث الضحايا الى لبنان في أسرع وقت. وأيد بري المطالب متعهداً العمل على تنفيذها. وكان أهالي عيناتا والقرى المجاورة نفذوا امس اعتصاماً وتظاهرة شعبية في صف الهواء في بنت جبيل احتجاجاً على مقتل اللبنانيين. وطالبوا الدولة بتبني القضية جدياً وإجراء اتصالات على أعلى المستويات بعيداً من التسويف ومبدأ رفع العتب. وقطع الأهالي الذي افترشوا الأرض حركة السير لنحو ساعة على الخط الساحلي. ورفعوا رايات سوداً وصور ابنائهم القتلى. وفي بلدة طير دبا قطع الأهالي خلال تظاهرة مماثلة طريق صور - بيروت، اكثر من نصف ساعة، احتجاجاً على مقتل الشقيقين حسان وحسين مغنية في الكونغو. وطالبوا المعنيين خصوصاً وزارة الخارجية، بالتحرك السريع لاستعادة جثث الضحايا. واستنكروا "اهمال" السفارة اللبنانية في الكونغو.