سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عمليات الجلاء مستمرة رغم عراقيل تضعها كينشاسا... و اكثر من 300 لبناني وصلوا إلى بيروت مستائين . فارون يؤكدون ضعف معنويات قوات كابيلا ومساعدوه يصفون الأجانب ب "الفئران"
خلفت افادات الأجانب الفارين من الكونغو انطباعاً بأن القوات الموالية للرئيس لوران كابيلا لن تكون قادرة على التصدي للمتمردين التوتسي الذين تعهدوا القبض عليه وأنذروه بوجوب التخلي عن الحكم. ونقل مراسلون عن أجانب وصلوا إلى العاصمة الجنوب افريقية بريتوريا أن "قوات كابيلا تبدو ضعيفة وغير قادرة على القتال"، وان ذلك "تجلى في التوتر الملحوظ في تصرفاتها ما يستدعي الحذر من جانب الأجانب" المقيمين في البلاد. وأكد دقة هذا الوصف تصريح لكبير مساعدي كابيلا عبدالله ييروديا الذي نقل عنه التلفزيون قوله إن موجة فرار الأجانب من كينشاسا تشبه "هجرة الفئران المركب" قبل غرقه، ما عكس استياء متنامياً ازاء الأجانب لدى المحيطين بكابيلا. وتجسد هذا الاستياء في عراقيل وضعها المسؤولون في نظام كابيلا أمام ترحيل الأجانب في عبارات من كينشاسا إلى برازافيل عبر نهر الكونغو الفاصل بين العاصمتين. واضطر مئات الأجانب الراغبين في المغادرة إلى التوجه إلى مطار كينشاسا حيث يتولى البلجيكيون تنظيم رحلات المغادرة. وأفيد أن 700 أجنبي طلبوا السفر من كينشاسا تجاوباً مع نداءات حكوماتهم. وبين الذين هجروا كينشاسا اكثر من 300 لبناني وصلوا إلى بيروت أمس على متن طائرة نيجيرية، فيما أقلت طائرة جنوب افريقية عدداً من الأجانب إلى بريتوريا، ووصل 87 فرنسياً و80 أجنبياً آخرين إلى باريس على متن رحلة جوية قادمة من برازافيل. وتركزت الرحلات الفرنسية في مطار برازافيل بينما تولى البلجيكيون الترحيل من مطار كينشاسا. وبدت العاصمة الكونغولية هادئة أمس، وشهدت تظاهرات مؤيدة لكابيلا الذي واصل إدارة الأزمة من معقله في لوبومباشي جنوب البلاد. واجتمع وفد افريقي ضم وزراء خارجية زيمبابوي وزامبيا وناميبيا وتنزانيا مع معاوني كابيلا في كينشاسا، فيما أفيد ان معظم الوزراء موجودون في لوبومباشي مع الرئيس. وتضاربت التصريحات حول سير المعارك، ففي وقت أكد وزير الاعلام ديديه مومنفي ان القوات الموالية لكابيلا بدأت تستعيد مناطق خسرتها، نقلت وكالة الأنباء الرواندية عن قادة زعماء المتمردين أن قواتهم تتجه صوب كينشاسا. وأضافت الوكالة ان قادة المتمردين حضروا مهرجاناً حاشداً ضم أربعة آلاف شخص في مدينة بوكافو شرق البلاد، وكرروا مطالبهم بضرورة تنحي كابيلا عن الحكم. وقال سوليفان مبوكي، وهو أحد قادة التمرد في منطقة غوما في المهرجان مساء أول من أمس: "يجب أن يتنحى كابيلا أو سنعتقله حياً". وأوضحت الوكالة ان الدعوة وجهت للسكان عبر الاذاعة المحلية لحضور المهرجان، وهو الأول منذ سقوط المدينة في أيدي المتمردين. وحضرت المهرجان شخصيات عسكرية وسياسية أخرى كبيرة من أعضاء "الحركة الكونغولية من أجل الديموقراطية" المناهضة لكابيلا. وأضافت الوكالة ان مبوكي "بدا مقتنعاً بالمكاسب المهمة التي تحققت على جميع الجبهات... وأعلن السيطرة على ماتادي وبونيا وبيني وواليكالي في كيفو الشمالية وباراكا في كيفو الجنوبية". وأوضح مبوكي "نتجه الآن صوب كينشاسا"، مضيفاً ان وقات المتمردين قطعت خطوط الكهرباء إلى المدينة بعدما سيطرت على محطة اينغا للطاقة. ونفى المزاعم بأن المتمردين قاموا بحملتهم لضم منطقة كيفو المجاورة لرواندا ورفض اتهامات كابيلا بأن قوات حكومة رواندا تساند المتمردين. واستطرد: "لسنا بحاجة إلى أي مساعدة، إذ أن لدينا رجالاً وعتاداً كافياً"، مشيراً إلى أن "المساحة الشاسعة" التي استولت عليها قوات المتمردين خلال أسبوعين دليل كافٍ على أنهم ليسوا بحاجة إلى أي مساندة خارجية. وأوضحت الوكالة أيضاً أن بنيامين سيروكيزا حاكم اقليم كيفو الجنوبي أعلن فتح الحدود على الفور بين بوكافو وبلدة سيانغوغو الرواندية. لبنانيون وإلى بيروت، وصلت فجر امس طائرة نيجيرية على متنها 350 لبنانياً معظمهم من النساء والاطفال غادروا الكونغو بسبب الاوضاع السائدة هناك فيما بقي حوالى ألف لبناني، معظمهم من رجال الأعمال وأصحاب المؤسسات والاشغال الخاصة. وناشد العائدون المسؤولين الاهتمام باوضاع الجالية اللبنانية في الكونغو وتأمين ترحيلهم عنها. واتهم العائدون وزارتي الخارجية والمغتربين والسفارة اللبنانية في كنشاسا بعدم الاهتمام بهم، مؤكدين انهم تحمّلوا وحدهم مشقة العودة ونفقاتها من دون ان يتصل بهم اي مسؤول في السفارة اللبنانية أو في الوزارتين. من جهته، اعتبر المدير العام لوزارة المغتربين هيثم جمعة "ان الحكومة قامت بواجباتها على أكمل وجه حتى ولو تكفّلت الجالية استئجار الطائرة ودفعت كل التكاليف قائلاً "المال متوفر لديهم فلماذا يمتنعون".