امضى سكان كينشاسا عاصمة الكونغو الديموقراطية ليلاً ثانياً في حال من الغموض إزاء مصير رئيسهم لوران ديزيريه كابيلا الذي اعلنت زيمباوبوي انه توفي على متن طائرة كانت تنقله الى العاصمة هراري بعد تعرضه ل "عملية اغتيال واضحة" على ايدي احد حراسه في كينشاسا. واعلنت لندن وواشنطن تلقيهما معلومات مؤكدة عن وفاته، لكنها "غير رسمية"، فيما اكد سكان في كينشاسا صدور بيان حكومي نص على تعيين الجنرال جوزف كابيلا، نجل الرئيس، لادارة البلاد. واكدوا ان 31 لبنانياً من رجال الاعمال اعتقلوا ليل الثلثاء - الاربعاء لدى انتشار نبأ محاولة اغتيال الرئيس. راجع ص 7 وقال احد اركان الجالية اللبنانية في اتصال هاتفي اجرته "الحياة" امس بكنشاسا، ان "عناصر مسلحة مجهولة الهوية اقتحمت إحد المباني التي يقطنها لبنانيون ليل اول من امس واعتقلت 13 رجلاً واقتادتهم الى مكان مجهول". واضاف :"حصل ذلك على رغم من حظر التجول المفروض على العاصمة. ولا نعرف اسباب اعتقالهم او مصيرهم". واشار الى ان عناصر مسلحة جاءت في صباح اليوم التالي امس الى المبنى نفسه بهدف اعتقال النساء اللبنانيات اللواتي كنا غادرن الى فندق "مملينغ" حيث نزلوا مع اقارب لهم. واكد ان وضع الجالية اللبنانية "بخير، باستثناء هذه المشكلة التي نأمل بأن تُحل قريباً". لكن المدير العام لشؤون المغتربين في وزارة الخارجية اللبنانية السيد هيثم جمعة اكد ل "الحياة" في بيروت ان قضية اللبنانيين المعتقلين "سابقة للتطورات السياسية ولا علاقة لها بما يحصل في كينشاسا. انها مسألة ناتجة عن خلاف تجاري". وقال انه على اتصال مستمر مع الجالية هناك وان كل افرادها بخير. وقال احد اللبنانيين في الاتصال الذي اجرته "الحياة" بكينشاسا، ان الوضع كان هادئ امس في العاصمة، لكن كل المحال التجارية كانت مقفلة والتزم السكان منازلهم يترقبون تأكيدات عن مصير الرئيس كابيلا. واكد انه شاهد بثاً للتلفزيون الحكومي ظهر فيه الجنرال جوزف نجل الرئيس كابيلا يرأس اجتماعاً لمجلس الوزراء. وان التلفزيون بث بياناً اعلن فيه إعادة فتح كل المطارات التي كانت اغلقت في البلاد اول من امس، كما اعلن خفض ساعات حظر التجول التي كانت من الثامنة ليلاً حتى السادسة صباحاً وصارت من العاشرة حتى الخامسة. واكد ان عناصر الجيش بدأت مساء بنشر حواجز في طرق العاصمة معتبراً ذلك مؤشراً الى تثبيت الامن فيها. وكانت الانباء تضاربت في شأن مصير الرئيس التي تولى السلطة في ايار مايو 1997 بعدما قاد قوات المعارضة من شرق البلاد ليطيح نظام الماريشال الراحل موبوتو سيسي سيكو. إذ اعلن سفير الكونغو الديموقراطية في هراري كيكاكيا بن كاروبي ا ف ب لتلفزيون زيمبابوي في وقت متقدم من ليل امس، ان الرئيس كابيلا لا يزال حياً في زيمبابوي لكنه في حال "حرجة جداً"بسبب اصابته خلال الاعتداء. لكن الوزير الكونغولي المفوض شؤون الدفاع غودفروا تشام ليسو اعلن في طرابلس التي يزورها حالياً، ان رئيس الكونغو الديموقراطية توفي بعدما اصيب برصاصتين اطلقهما قائد حرسه الشخصي. واتهم اوغندا ورواندا والكونغو- برازافيل بالتخطيط للاعتداء ودعا "الشعب الكونغولي الى الاستعداد للانتقام". ونفى المفوض السياسي الوطني الاوغندي جيمس واباكابولو اي علاقة لبلاده في ما تردد عن مقتل كابيلا، وقال: "من البديهي انها اتهامات كاذبة ومجرد سخافات فلا صلة لنا بأي شكل" باغتيال كابيلا.